خبر معجزة التاسع والعشرين من تشرين الثاني -يديعوت

الساعة 11:11 ص|29 نوفمبر 2012

بقلم: اريئيل روبنشتاين

في هذا الصباح التاسع والعشرين من تشرين الثاني يحدث الذي لا يُصدق. تجتمع كنيست اسرائيل بسرعة، ويدخل جيش ايران في استعداد أعلى والبورصات في العالم تتهاوى. وفي الكُنس يتلون المزامير. والرئيس اوباما يقظ لمتابعة الأحداث ويأمر حاملات الطائرات بالابحار الى الخليج الفارسي. وبوتين يهدد.

يصل رئيس الوزراء الى الكنيست بصحبة زوجته ورئيس الدولة وحاييم كاتس. ويعلو منصة الخطباء لابسا قميصا ابيض بلا ربطة عنق ويبدأ خطبة غير مكتوبة. ويلاحظ ان الكلام يخرج من القلب. يطلب نتنياهو بلا تردد وفي جزم كعادته ان يؤدي اعلانا قصيرا فيعلن باستقامة متوخيا الهدف ان اسرائيل قدمت قبل بضع دقائق الى الامين العام للامم المتحدة اقتراح قرار مضادا لطلب السلطة ان تُقبل في الامم المتحدة كدولة مراقبة: فنتنياهو يعلن ان اسرائيل تفخر بأنها تطلب الى أمم العالم التي اعترفت باسرائيل قبل 65 سنة ان تقبل فلسطين عضوا كاملة في المنظمة.

يذكر نتنياهو في خطبته ان الاجراء الاسرائيلي مطلوب لأن فلسطين أصبحت قائمة فلها علم ورئيس ورئيس وزراء وسلطة تشريعية منتخبة ووفد الى الالعاب الاولمبية وفرقة موسيقية وفساد. ويقول نتنياهو متأثرا انه فهم انه برغم تردده ستنشأ فلسطين. ان السلطة الفلسطينية هي الأكثر اعتدالا بين جميع الاختيارات الاخرى وانه بعد ان أوقع بحماس ضربة قاتلة وأعاد الى اسرائيل قوة الردع التي فقدها اولمرت، قد حان الوقت ليمد يدا للسلام. ويقتبس من كلام النبي إشعياء، وزئيف جابوتنسكي وآرثر فنكلنشتاين. ويعترف بالظلم الذي وقع على الشعب الفلسطيني بسبب المشروع الصهيوني العادل ويضيف ان العدل لا يُصحح بعدم العدل وان اسرائيل مصممة على حل الدولتين للشعبين في حدود متفق عليها (حدود 1967 على التقريب).

يتحفظ نتنياهو من قول ليبرمان ان الارهاب السياسي يمكن ان يكون اسوأ من الارهاب العسكري. ويذكر نتنياهو انه في كتابه عن الارهاب كان أول من فرّق بين الارهاب العسكري والنشاط السياسي المشروع.

يدعو نتنياهو الفلسطينيين الى تحدي اسرائيل أمام محكمة الجنايات الدولية لتفحص عن شرعية الاستيطان. وهو يمتدح المحكمة لأنها فعلت الكثير لتثبيت القانون في الغابة العالمية ويعبر عن ثقته بأن هذه المحكمة ستقوم من وراء كلام مناحيم بيغن الذي قال انه اذا كان يجوز لليهود ان يستوطنو بيت لحم في بنسلفانيا فانه يجوز لهم ان يستوطنو بيت لحم في يهودا.

في تلك الساعة تُنشر قوات حرس الحدود في شارع القدس – رام الله وتعلق على كل عمود وشجرة أعلام اسرائيل وفلسطين. ويحول وزير المالية الى فلسطين جميع ديون اسرائيل. ويستقيل بيرس من رئاسة الدولة ويُعين أول سفير لاسرائيل في رام الله. وتنشأ سفارة فلسطين في اسرائيل مؤقتا في البيت الاخضر في الشيخ مؤنس لا في القدس، وليس هذا فظيعا لأن سفارة الولايات المتحدة لم تُنقل الى العاصمة بعد.

والعالم مصاب بصدمة مطلقة ويكون ناس نيويورك أول من يتنبهون ويحول اسم ميدان التين الى بنجامين كواير. ويمتدح جميع زعماء العالم نتنياهو لأصالته وجرأته وحسه بالعدل التاريخي الذي ورثه عن أبيه. وتحدث احتفالات عفوية في كل مدينة في اوروبا وتقول فتيات شقراوات في قرقرة: "يا بيبي هب لي ولدا".

هناك تعقد: فهذا الامر لا يُفهم تماما في الجانب الفلسطيني. ففي القصبة في نابلس يعارضون الاجراء الاسرائيلي ويطلبون توسيع المستوطنات الى داخل المنطقة أ. وتطلب موجة من مؤيدي حماس التهود.

الى ذلك أدرك ان خلود اسرائيل لن يكذب وان مستوطنات اخرى ستنشأ قريبا في داخل كل كرم زيتون وان أعزاء فتيان التلال واطفال "شارة الثمن" سيشعلون مشاعل يوم الاستقلال التالي. وفوق صفحات الصحيفة على الأقل يمكن ان نستبدل الهذيان باليأس.