خبر اعتراف التفافي على السلام- معاريف

الساعة 11:10 ص|29 نوفمبر 2012

اعتراف التفافي على السلام- معاريف

بقلم: بن – درور يميني

        (المضمون: أكثر من كل شيء آخر، توجه الفلسطينيون الى الأمم المتحدة ليس لدفع المسيرة السياسية بل أساسا للالتفاف عليها. ذلك لان المسيرة السياسية تستوجب الحلول الوسط - المصدر).

        هذه المرة، كما يبدو، سينجح الأمر. فالسلطة الفلسطينية ستحظى بانجاز الاعتراف كدولة. وهذا سيحصل بالضبط بعد 64 سنة من معارضة كل الدول العربية، بما فيها الممثلية الفلسطينية على مشروع التقسيم الى دولتين، يهودية وعربية، الذي أقر في الامم المتحدة. 64 سنة من النزاع الزائد الذي لا داعي له، والذي كله بكليله نتيجة الرفض العربي.

        هل الاعتراف بدولة فلسطينية هو مؤشر على طريق التغيير؟ حبذا. فأكثر من كل شيء آخر، توجه الفلسطينيون الى الأمم المتحدة ليس لدفع المسيرة السياسية بل أساسا للالتفاف عليها. ذلك لان المسيرة السياسية تستوجب الحلول الوسط.

        في الجولة الأخيرة، في مساري لفني حيال ابو العلاء وأولمرت حيال أبو مازن، تحقق تقدم كبير. فقد كانت المحادثات جدية. ولكن في لحظة الاختبار ذعر أبو مازن. فهو لم يكن قادرا على تقديم الرد الايجابي على "العرض الافضل منذ الأزل"، مثلما وصفت كونداليزا رايس عرض اولمرت. نعم، افضل، من زاوية فلسطينية، حتى مقارنة مع خطة كلينتون التي رفضها عرفات، وأغلب الظن أيضا بتشجيع من ابو مازن اياه.

        ثمة الكثير جدا من الادعاءات المحقة ضد نتنياهو في موضوع المسيرة السياسية. ولكن من الصعب أن ننسى حقيقة أنه لم يقل فقط "دولتين للشعبين"، ووافق على التقسيم. بل إنه جمد أيضا المستوطنات لعشرة اشهر. لقد كان للفلسطينيين فرصة على الاقل للجلوس الى مفاوضات جدية. ولكن بالذات عندما لبيت كل مطالبهم اختفوا. وعندما مر الوقت، تذكروا بأنهم يريدون تجميدا آخر. هذا لا يعفي نتنياهو من المسؤولية عن الجمود. غير أنه على هذه النتيجة مسؤول الطرفان، وحسب كل اختبار للمسؤولية فإن المسؤولية الفلسطينية هي الاكبر، بكثير جدا.

        قرار التقسيم، اليوم بعد خمسة وستين سنة ضائعة، يذكر مصطلح "دولة يهودية" 29 مرة. العالم العربي، ومن ضمنه الفلسطينيون، بالتأكيد ساروا منذئذ لى الامام. اتفاقان للسلام مع اسرائيل، المبادرة العربية التي يوجد فيها اعتراف عموم عربي لاسرائيل، وتوجد مؤشرات مشجعة اخرى. ولكن يخيل أنه يصعب على الفلسطينيين اجتاز الروبيكون، الذي يتضمن اعترافا بصيغة دولتين للشعبين. لا حاجة لاعتراف فلسطيني بدولة يهودية. ثمة حاجة الى تنازل فلسطيني عن "حق العودة". على كل خطوة صغيرة الى الامام، يتكبد الفلسطينيون العناء لخطوتين الى الوراء.

        اسرائيل ليست معفية من المسؤولية. بعد 65 سنة من قرار التقسيم اسرائيل هي دولة مزدهرة. واسرائيل مزدهرة بفضل حقيقة أنها عرفت دوما كيف تقول "نعم". الجانب العربي يدفع ثمنا باهظا على قول الـ "لا". من ناحيتهم، اسرائيل هي السبب والذريعة لكل مشكلة. من ناحيتهم، يجب تخليد اللجوء الفلسطيني كجرح مفتوح.

        غير أن ثمة خوفا من أن تكون اسرائيل تفقد حكمة السنين التي مرت. في الماضي كان واضحا ان اسرائيل تقول "نعم" والعرب يقولون "لا". اما اليوم فقد بات هذا أقل وضوحا بكثير. وحتى لو رشحنا منتجات دعاية الاكاذيب، فإسرائيل، ولا سيما برئاسة نتنياهو ساهمت غير قليل بنفسها في تغيير الصورة. المزيد فالمزيد من البؤر الاستيطانية. المزيد فالمزيد من التصريحات التي لا لزوم لها. المزيد فالمزيد من الصدامات مع الادارة الامريكية. إن الاعتراف بدولة فلسطينية هي مؤشر على الطريق. هذا انجاز كبير لابو مازن. ليس انجازا كبيرا للمسيرة السلمية.