خبر حادِث ايران يا اوباما- يديعوت

الساعة 11:09 ص|29 نوفمبر 2012

حادِث ايران يا اوباما- يديعوت

بقلم: رونين بيرغمان

        (المضمون: ينبغي لنتنياهو ان يوافق ولو سرا على وجود قناة اتصال بين الولايات المتحدة وايران لجعل ايران تتخلى عن أجزاء كبيرة من مشروعها الذري - المصدر).

        ان "منتدى آسيا"، وهو المؤتمر السنوي لبنك باركليز هو تظاهرة قوة لاقتصاد الشرق الاقصى وللأهمية التي ينسبها العالم المصرفي الدولي له. ان رئيس فرنسا السابق ساركوزي، ورئيس وكالة الاستخبارات المركزية ووزير الدفاع الامريكي السابق روبرت غيتس، واثنين من الفائزين بجائزة نوبل في الاقتصاد ومسؤولين كبارا كثيرين آخرين جاءوا ليخطبوا وليتباحثوا وليتجادلوا في طائفة من الموضوعات في مركز جدول العمل العالمي.

        يُعقد المؤتمر بحسب "قوانين بيت تشاتهام" التي لا يجوز بحسبها الاقتباس مما يدور في اللقاءات والمحاضرات. لكن يمكن ان نقول ان الشرق الاوسط والربيع العربي كانا موضوعين تناولوهما بجدية وقلق كبيرين. وقد غطى المؤتمر كالظل سؤال كُرر مرة بعد اخرى عن احتمال نشوب حرب في الشرق الاوسط بسبب المشروع الذري الايراني. ويتفق الجميع على ان تأثير هذا النشوب في الاقتصاد العالمي قد يكون قاسيا جدا.

        حاول المشاركون في عدد من المباحثات ان يفهموا لماذا تعارض اسرائيل بشدة ما يبدو للمصرفيين ورؤساء الشركات الدولية ومحللي المعطيات من قطاع النفط انه الطريقة الصحيحة لحل المشكلة وهي التفاوض الامريكي أو الاوروبي مع ايران. ان ما كان يبدو سهل التفسير في "البيت" أصبح أصعب شيئا ما عليّ في سنغافورة. فالبعد يثير تساؤلات في الحقيقة – لماذا لا تؤيد اسرائيل اجراء حوار يمكن فقط ان تكسب منه مع نظام آيات الله؟ فاولئك الذين يؤيدون في اسرائيل الهجوم يعلمون ان نتائجه قد تكون اشكالية وينبغي استعمال ذلك باعتباره آخر مناص فقط.

        في كل ما يتعلق بايران وتهديد الهجوم الاسرائيلي أدار اوباما سياسة متعددة الجبهات وناجحة جدا بالنسبة اليه وهي مسار قاس جدا من العقوبات على ايران مع ضغط ثقيل في المقابل على نتنياهو كي لا يأمر بهجوم أو عملية كان يمكن ان تسبب التشويش على الحملة الانتخابية الرئاسية. وأيد اوباما من الجهة الاخرى اجراء تفاوض معلن مع ايران جعل سلطات طهران لا تقلب المائدة وتخطو عدة خطوات تقنية أخرت شيئا ما الوصول الى السلاح الذري.

        الآن بعد ان انتخب اوباما مرة اخرى من المؤكد ان يزن خطواته من جديد. تقول جهات مطلعة على هذا الشأن ان الولايات المتحدة قد أبلغت ايران سرا قبل الانتخابات وكي تُهديء النفوس، وعن طريق جهات روسية ايضا، ان التفاوض الحقيقي سيبدأ الآن، وهذه الأنباء التي بلغت الى اسرائيل سببت قلقا كبيرا في القدس. فهم في اسرائيل لا يؤمنون بأن الايرانيين يزنون بجدية التخلي عن مشروعهم الذري بل يحاولون فقط كسب الوقت بحيل المساومة كي يسقطوا عنهم العقوبات وكي يتقدموا نحو القنبلة الذرية.

        يخشون في القدس ان توافق الولايات المتحدة واوروبا على المصالحة وان تبقى اسرائيل في نهاية الامر وحدها مع قرار هل تهاجم ايران الذرية أم توافق عليها. ولهذا القلق أساس لأن ايران كذبت على المجتمع الدولي في الماضي بلا توقف وبلا خجل واستغلت الوقت للتقدم سرا في مشروعها الذري. ومن جهة ثانية توجد ايران اليوم على شفا كارثة اقتصادية. فالعقوبات القاسية تنجح وايران تستخرج من النفط أقل مما كانت تفعل بنحو الثلث وتخسر مبالغ ضخمة بسبب قيود اخرى فُرضت عليها. ويدرك الشعب في ايران العلاقة بين وضعه المالي السيء وتمسك الدولة بالمشروع الذري.

        ان الربط بين الربيع العربي والصعوبات الاقتصادية قد يُخرج الجماهير مرة اخرى الى الشوارع في طهران وأصفهان. وقد أثبتت السلطة في ايران في الماضي انه في كل مرة يكون بقاؤها موضوعا في كفة الميزان تُظهر المرونة والبراغماتية، فلا توجد اذا ساعة أفضل من هذه لاستغلال ضعفها.

        اذا أبلغ نتنياهو ولو سرا انه لا يعارض وجود قناة سرية بين الولايات المتحدة وايران، قناة لا يوجد في بدئها خطوط حمراء فسيربح فقط تحسن علاقاته الشخصية السيئة مع اوباما مع تصويره بأنه لا يسارع الى ضغط الزناد ويفضل حلا سياسيا.

        لا يجوز ان يستمر هذا التفاوض الى الأبد ولا يجوز ان ينتهي بكل شرط. يجب على الولايات المتحدة ان تُبين لايران انه يجب عليها ان تحل أجزاءا كبيرة من مشروعها الذري وان تفعل ذلك في شفافية كاملة وفي أقرب وقت. وستكسب اسرائيل حتى لو فشل هذا الاجراء لأن اوباما سيضطر الى ان يبرهن على انه يفي بوعده بأن ايران لن تملك قنبلة ذرية وانه سيستعمل جميع الاختيارات لتحقيق هذا الوعد.