تقرير لماذا سمح الاحتلال للصحفيين الأجانب الدخول لغزة خلال العدوان؟!

الساعة 09:49 ص|29 نوفمبر 2012

غزة (خـاص)

 

لم يكن العدوان الأخير الذي شنته "إسرائيل" على قطاع غزة عسكرياً فقط، فقد حاول الاحتلال أن يشن عدواناً على كافة المستويات، كان أبرزها الحرب الإعلامية التي حقق فيها الفلسطينيون نصراً لا يمكن إغفاله، الأمر الذي دفع بـ"إسرائيل" للتقليل من هذا النصر بكافة الوسائل، كان من بينها محاولة استمالة "الصحفيين الأجانب" لصالحها.. لكن السحر انقلب على الساحر على وقع أشلاء الأطفال الممزقة وأنقاض البيوت المدمرة.

ففي عام 2008 منعت "إسرائيل" إدخال الصحفيين الأجانب لغزة لتغطية الحرب التي شنتها على غزة، لمنع بث الحقيقة وجرائم الاحتلال، فخرجت خاسرة بعد أن تمكن الصحفي الفلسطيني من إثبات قدرته وقوته، ونقل الحرب بالقلم والصورة وليكسب تضامن العالم أجمع.

العدوان الأخير، سمحت "إسرائيل" بإدخال الصحفيين الأجانب لقطاع غزة، الأمر الذي أثار عدة تساؤلات لدى المهتمين وجهات الاختصاص، ولكن دخولهم كشف الحقائق.

معلومات مزورة وتحريضية

الصحفي حسن جبر أكد، أن "إسرائيل" سَهَلت دخول الصحفيين الأجانب لغزة من أجل ألا تكون الصورة والخبر فلسطيني مائة بالمائة كالحرب السابقة عندما منعتهم من دخول القطاع.

وأشار جبر في حديث لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، إلى أن "إسرائيل" حاولت أن تُغير وجهات نظرهم، وقامت قبل إدخالهم لغزة، بإعطائهم معلومات كاذبة ومزورة وتحريضية ضد قطاع غزة، مبيناً أن الصحفيين الأجانب لم يستمعوا للرواية "الإسرائيلية" خاصةً من يعرفون مسبقاً غزة، ومن استمع لهم انقلبت الصورة لديه عندما رأى ما حدث في غزة من مجازر.

واتهم جبر، جهات وفصائل سياسية بالتقصير في هذه الاتجاه، بعدم التواصل مع هؤلاء الأجانب، حيث كانت "إسرائيل" تُعطيهم الأخبار أول بأول، ولكن الجهات الفلسطينية السياسية لم تفعل ذلك.

وتابع قوله:"البعض يتعامل مع الصحفيين الأجانب بتوجس وخوف، وأحيانا باتهامات، وهذا تفكير خاطئ، فإن كان قلة قليلة منهم سيئة، فإن الكثير منهم جيدون وصحفيون ومهنيون".

ونصح جبر، بضرورة الاهتمام بالصحفيين الأجانب وتوفير المعلومة الحديثة لهم أولاً بأول، والتواصل معهم وتوفير ناطقين باللغة الانجليزية للفصائل للتواصل والتعامل، مع إعطاء مزيد من الحرية لهم في غزة.

متابعة مستمرة وتغيير الأفكار

مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي سلامة معروف أوضح أن هناك آليه مشتركة بين الاعلام الحكومي ووزارة الداخلية كانت تعتمد قبل العدوان الأخير بخصوص دخول الأجانب لقطاع غزة من بينهم الصحفيين، حيث كان الأجانب يحصلون على إذونات من إدارة شؤون الأجانب وأصحاب الإقامات في وزارة الداخلية بغزة، سواء عبر معبر رفح جنوب قطاع غزة، أو معبر بيت حانون شمال القطاع.

وأضاف معروف في حديث لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن المكتب الإعلامي الحكومي اعتمد خلال الحرب آلية محددة اتبعت في اليوم الثاني للعدوان، تتضمن الإكتفاء فقط ببيانات الصحفيين الأجانب الداخلين لغزة عبر معبري رفح وبيت حانون، من خلال مندوبيهم وتزويد جهات الاختصاص بذلك.

لكنه شدد على أن المكتب الإعلامي الحكومي كان يتابع هؤلاء الصحفيين الأجانب حيث دخل لغزة 110 صحفي، كما التقى طاقم المكتب الإعلامي الحكومي بمعظمهم لتوضيح الصورة الحقيقية للعدوان الإسرائيلية، ونقل الرواية الفلسطينية لهم، والكشف عن جرائم الاحتلال بحق الصحفيين واستشهاد بعضهم.

وعن محاولات الاحتلال تزييف الحقائق لدى الصحفيين الأجانب، قال معروف:"إن بعض الصحفيين الأجانب أقروا أن الاحتلال حاول معهم تسويق الرواية الإسرائيلية، عند بعض الصحفيين، حيث لمس المكتب الإعلامي وجود بعض الصحفيين الذين كانوا متأثرين بالرواية الإسرائيلية ولكن تغيرت الفكرة لديهم بعدما رأوا ماحدث على أرض الواقع، وأصبحوا ينقلون الصورة بمهنية عالية وموضوعية ونقل جرائم الاحتلال للعالم أجمع.

وأضاف معروف :"ما حدث يؤكد انتصار الإعلام الفلسطيني، حيث أن الأمر اختلف عن عام 2008 عندما منعت إسرائيل كافة الصحفيين الأجانب من دخول غزة وراهنت على الصحفي الفلسطيني، الذي أثبت فشل الرهان الإسرائيلي، الأمر الذي دفع بإسرائيل السماح لهم هذه المرة بالدخول لغزة لنقل روايتهم، وفي سبيل الضغط عليهم من خلال وسائل إعلامهم، ولكن السحر انقلب على الساحر وبات الصحفيون الأجانب ينقلون جرائم الاحتلال بغزة.