خبر أثر لفني - يديعوت

الساعة 06:23 م|28 نوفمبر 2012

ترجــمة خـاصة

أثر لفني - يديعوت

بقلم: ناحوم برنياع

ان المعارضة في اسرائيل كالمعارضة في سوريا، فهي متحدة على ارادتها المشاركة في السلطة لكنها منقسمة في كل موضوع آخر. فليس لها زعيم أو زعيمة متفق عليهما. وليس لها برنامج عمل مشترك لليوم الذي يلي الانتخابات. أما المعارضة في سوريا فلها على الأقل عدو مشترك وليس من المؤكد ان هذه هي حال المعارضة في اسرائيل.

بدأت يحيموفيتش ولبيد معركتهما الانتخابية بطموح متواضع جدا هو ان يصبحا وزيرين في حكومة نتنياهو القادمة. وبرغم انجاز يحيموفيتش المدهش في استطلاعات الرأي، وانجاز لبيد الذي هو أقل إدهاشا، ظلا في وعي الجمهور في المكان نفسه وهو أنهما وزيران في الطريق لا رئيسا وزراء. فانهم في اسرائيل لا يسارعون الى ارسال مبتدئين من موقع التجنيد الى ميدان القتال، ولا يسارعون الى إجلاس مقدمي برامج تلفاز في مقعد رئيس الوزراء. ويُخيل إلي ان يحيموفيتش ولبيد يفهمان هذا في أعماق قلبيهما.

كانت لفني هناك، فقد خدمت وزيرة في عدة وزارات، ونافست في رئاسة الوزراء وحاولت تشكيل حكومة مرتين، وكانت تُرى بديلا في الانتخابات السابقة ويمكن ان تُرى كذلك اليوم ايضا.

أمس حينما أعلنت لفني قرارها على عرض قائمة برئاستها اتهمها لبيد بفائض الأنا وأرسلت يحيموفيتش متظاهرين للتأليب عليها. فبدل ان يناضل الاثنان من اجل تكبير الكعكة ناضلا عن الفتات. ولم تُضف الخصومة الثلاثية ناخبين الى أي واحد (أو واحدة) منهم.

تقول الحكاية الشعبية ان الاتحاد بين الاحزاب يزيد في قوتها المشتركة. وقد برهنت 64 سنة من سني الدولة على ان هذه الحكاية داحضة. فالاتحاد يُقلل والانقسام يُكبّر. والمثال الأخير بازاء ناظرينا لأن القائمة الموحدة من الليكود وليبرمان تحصل في استطلاعات الرأي من الاصوات على أقل مما كانت تحصل عليه القائمتان كل واحدة على حدة. ان من صوت لليكود لأنه يخشى ليبرمان سيصعب عليه ان يصوت للقائمة المشتركة؛ ومن صوت لليبرمان لأنه ضاق ذرعا بالليكود أو سحرته شخصية ليبرمان سيعدم الباعث على ذلك، وبعبارة اخرى فان واحدا الى واحد في الانتخابات يساويان واحدا ونصفا.

برغم ذلك توجد ميزة كبيرة لتوحيد الاحزاب لأنه ينشيء كتلة حرجة تمنح أصحابها حق الأسبقية في الطريق الى رئاسة الوزراء. فالكبر يقرر حقا. فهل يقرر دائما؟ لا، وتعرف تسيبي لفني هذه التجربة القاسية على جلدها، فبرغم أنها كانت ترأس أكبر كتلة حزبية في الكنيست الذاهبة لم تنجح في تشكيل حكومة. فليست الكتلة الحزبية هي التي قررت بل كتلة الحسم، ولم يكن عند لفني كتلة حسم وكانت عند نتنياهو ففاز وخسرت.

هل طائفة الاحزاب التي تُعرف بأنها مركز – يسار، من تاركي كديما الى آخر اعضاء الكنيست العرب قادرة على التوصل في الانتخابات القريبة الى 61 نائبا؟ أشك في هذا كثيرا. هذا هو الامتحان الأعلى لكل واحدة من القوائم الحزبية في داخل الكتلة وهو كم ناخبا تستطيع ان تنقل من الكتلة الخصم. ان يحيموفيتش تجهد نفسها فقد دعت أمس الى حزبها ناخبين من ذوي القبعات المنسوجة ولم تنجح حتى الآن؛ ويجهد لبيد نفسه ولا ينجح حتى الآن وحان دور لفني لتُجرب، فقد طلبت أمس الى رؤساء الاحزاب الاخرى في الكتلة ان يلتزموا مسبقا بأن يوصوا الرئيس بمرشح أو مرشحة فقط من داخل الكتلة. وهذا الادعاء جواب ممتاز لكن ليس هذا هو السؤال. فالسؤال هو كيف سيتصرف زملاؤها وهي حينما يتبين أنه ليس للكتلة 61 نائبا. هل يتجهون الى المعارضة؟ هل يتجهون معا الى حكومة وحدة؟ أم هل يتنافسون بينهم في مَن يحتضن نتنياهو وفايغلين وليبرمان أولا؟.

تُعيد لفني برنامج العمل الى الشأن السياسي الذي نُحي جانبا في هذه الانتخابات. وقد تجرأت أمس في المؤتمر الصحفي الذي أجرته على ان تقول بلا خشية الكلمة التي يخشى الجميع (ما عدا اليسار البارز) قولها في هذه الايام وهي: السلام. وبهذا أسهمت اسهاما مهما في مضمون الانتخابات وجديتها. بعد النتائج القاسية للانتخابات التمهيدية في الليكود أصبح الشأن السياسي أكثر إلحاحا مما كان من قبل. ومع ذلك يجوز لنا ان نرتاب في امكانية ان يجعل هذا الناخبين من كتلة اليمين يجتازون الخطوط.

كان ظهور لفني أمس نشيطا ورائعا وجازما، وقد بذلت كل جهد لدحض ادعاءات أنها تضيق ذرعا بالسياسة وأنها أسيرة الحيرة. ان الاسم الذي اختارته لحركتها وهو "الحركة" لا يقول الكثير. فهي حركة الى أين وحركة من أين. ان اهود باراك قد اعتاد ان يُسمي حزب "عتسمئوت" الذي انشأه (وحله هذا الاسبوع) باسمه العربي: الاستقلال. وتستطيع لفني ان تُسمي حزبها "حركة".

بقي من كديما النقطة الحمراء فقط، وقد كانت في شعار كديما مُدورة وفضلتها لفني مربعة.