خبر د.شلح : المقاومة ستوصلنا لفلسطين كما وصلت صواريخنا ل« تل ابيب »

الساعة 10:23 ص|28 نوفمبر 2012

بيروت

أكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الدكتور رمضان عبد الله، أن انتصار المقاومة في غزة عظيم، وله تجلياته الكبيرة، مشيراً إلى أن قيادة الاحتلال اتخذت قراراً أحمقاً باغتيال القائد الكبير أحمد الجعبري.

وانتقد الدكتور عبد الله، في كلمةٍ ألقاها بمؤتمر "الإسلاميون والقضية الفلسطينية" الذي ينظمه مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في بيروت، محاولات البعض التبخيس من شأن هذا الانتصار، منوهاً إلى أن ما حدث في غزة محطةٌ فارقة في تاريخ الصراع مع الكيان الصهيوني.

وأشار إلى أن الصراع مع الكيان حضاري شامل بكل أبعاده ومكوناته، مشدداً في السياق على أنه صراع وجود، وليس صراع حدود.

ولخص الدكتور عبد الله، ثوابت الشعب الفلسطيني في عبارةٍ واحدة، هي "فلسطين آية من الكتاب". وتناول هذه العبارة من ثلاثة محددات: العقائدي، التاريخي، والواقعي.

وفي سياق حديثه، شدد على أن القدس هي عنوان القضية الفلسطينية ورمز قداستها، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن كل المعاهدات والاتفاقيات التي أبرمت مع الكيان الصهيوني باطلة.

كما لفت الدكتور عبد الله، إلى أن الأمة تمتلك كل المقومات التي تستطيع من خلالها استعادة وزنها ومكانتها على خارطة العالم، واستعادة فلسطين.

وقال:" لن يولد الفلسطيني الذي يمكن أن يقدم لـ"إسرائيل" تنازلات أكثر مما قدمت السلطة ومنظمة التحرير ضمن أوسلو"، موضحاً أن 80% من أرض فلسطين نسخت في هذا الاتفاق.

وتناول الدكتور عبد الله في ثنايا حديثه، طرح البعض قيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 1967م، متسائلاً في السياق "ماذا كانت النتيجة؟!"، ليجيب:" صفر بالكامل، اسألوهم هم (قاصداً أمريكيا والصهاينة): ماذا عندهم للفلسطينيين غير القتل والدمار".

وسلط الأمين لعام للجهاد الإسلامي، الضوء على العلاقة بين السلطة الفلسطينية والكيان الإسرائيلي، مبيناً أن محصلتها من الناحية السياسية صفر، فضلاً عن تحكم الاحتلال المطلق بالجانبين الاقتصادي والخدماتي.

وقال:" لم يعد هناك أي رهان على التسوية أو المفاوضات، ليس أمامنا إلا أن تعود فلسطين من النهر إلى البحر في برامجنا وفي سياساتنا وفي استراتيجياتنا".

وتطرق الدكتور رمضان، إلى ما يسمى "الربيع العربي"، موضحاً أن الفلسطينيين هم أسعد الناس بالثورات المباركة، لإدراكهم بأن حرية الإنسان هي المقدمة لتحرير الأرض والأوطان.

ودعا إلى أن تكون فلسطين حاضرةً في أولوية دول الثورات العربية، وفي البرنامج اليومي لها، على الرغم من التماسه العذر لحالة انشغالها في شؤونها الداخلية. وهنا عرج على مصر، التي نوه إلى أنها تغيرت؛ حيث قال:" إنها وقفت معنا في العدوان الأخير"، مضيفاً:" قاتلنا بشرف على الأرض وفاوضنا بشرف واستطعنا أن نفرض على "إسرائيل" ما لا ترضاه"، مستدركاً:" ليت الآخرين فعلوا ذلك".

وحمل الدكتور عبد الله، بشدة على الأبواق المصرية التي تشكك في المقاومة، وفي من يقود مصر، وفي ثورتها، وتروج بأن غزة عبء على مصر، وما يجري في سيناء بسبب الفلسطينيين، قائلاً:" قطاع غزة يحمي مصر وسيناء".

وحذّر الأمين العام للجهاد الإسلامي من محاولات الأعداء خلق عدو جديد في المنطقة، وتسويق إيران وكأنها خطر على الأمة، منتقداً من يعيب على المقاومة تفاخرها بدعم طهران لها. وقال بهذا الصدد:" إيران دعمت، ومن يعيب علينا يجب أن يقدم الدعم، لا يجوز لمن قصر أن يتهم أو يزايد".

كما حذّر الدكتور عبد الله، من حالة الاستقطاب الكبيرة التي تجري في مجتمعات الثورة، قائلاً:" إن لم تنتبه الأمة لذلك ستضيع هذه الثورات، وسيعود وكلاء العدو ليركبوا الأمة من جديد".