خبر قصة الحاجة التي أُعلن عن استشهادها برفح وعادت للحياة من جديد

الساعة 09:30 ص|28 نوفمبر 2012

وكالات

كانت الساعة الحادية عشر ليلاً بينما كانت سماء قطاع غزة تغطيها هجمات الطائرات الحربية الإسرائيلية في يوم الأحد 18 / 11 / 2012 اليوم الخامس في العدوان الأخير على قطاع غزة.

في هذه الساعة من الليل كانت عائلة المواطن "محمود الحشاش" القاطنة شمال مدينة رفح تحاول النوم على حذر من غدر الاحتلال وجرائمه بحق المدنين الآمنين طيلة أيام العدوان .

لم يتوقع المواطن "محمود الحشاش" أن يكون هو وأهله الضحية الجديدة للهمجية الإسرائيلية إذ هز انفجار ضخم المكان دون سابق إنذار قطع عليهم نومهم الحذر وأخرجهم من البيت إلى الشارع في الظلام .

في أول الأمر ظن رب المنزل خطيب الجمعة الشيخ "محمود الحشاش" أنه في أسوأ الأحوال سيكون الصاروخ تحذيريا لهم من طائرة استطلاع كي يخلوا المنزل تمهيدا لقصفه لكن الواقع كان خلاف ذلك .

وقال الشيخ محمود الحشاش: " خرجت أنا وأهلي من الزوجة الأولى إلى الشارع بعد صوت الانفجار الضخم وإذا بالجيران يخبروني أن القصف بطائرة أف 16 بجوار منزل زوجتي الثانية ".

وأضاف الحشاش:" توجهنا بسرعة إلى المكان فوجدنا المنزل المكون من غرفتين ومطبخ وحمام قد انهار على زوجتي وابنها وتحول إلى كومة من الركام، ووجدنا الابن المريض نفسيا خارج المنزل بينما كانت والدته تحت الأنقاض ".

واستحضر الشيخ اللحظة التي حضرت فيها طواقم الدفاع المدني والإسعاف والعثور على زوجته الحاجة صبحة وبعد تفقد حالتها قال المسعف للشيخ :" إنها الحاجة قد ارتقت شهيدة".

ويكمل الشيخ روايته لمراسل "فلسطين الآن": "وفي مستشفى أبو يوسف النجار أعيد فحصها طبيا وتفقد حالتها الصحية وكانت النتيجة كسابقتها إعلانا لاستشهادها ، وخرج الخبر حينها على وسائل الإعلام بنعي الحاجة "صبحة مهاوش الحشاش"( 58 عاماً) في قصف من طائرات الحربية الأف 16 على منزلها بمنطقة الحشاشين شمال رفح".

عناية الله ولطفه

وتابع الشيخ الحشاش ما حدث معهم بقوله :" أثناء تجهيزها لتوضع في ثلاجة الموتى لاحظ أحد الأطباء وجود حركة بسيطة في جسمها ، فتم إجراء الإسعافات الأولية لها ووضع الأكسجين وتأكدنا أنها مصابة إصابة بالغة الخطورة لكنها على قيد الحياة ".

وقال: "تم نقل الحاجة ظهر اليوم التالي الاثنين 19 / 11 إلى مصر الشقيقة مع الحالات الحرجة لتتلقى العلاج" ، موضحا أن حالتها استقرت في مصر ومن المقرر أن تجرى لها عملية خلال الأيام القليلة القادمة لإعادة فقرات الظهر إلى مكانها .

وتمنى الشيخ "محمود الحشاش" أن يكتب الله السلامة والعافية لزوجته كما كتب لها الحياة كي تعود لرعاية ولدها المريض وعائلتها .

ووصف الحشاش استهداف منزله دون سابق إنذار بالجنون وفقدان العقل الذي أصاب دولة الاحتلال وجيشها لأول مرة خلال هذه المعركة بهذه الصورة البشعة.

وطالب الدول التي تحمي الاحتلال بكف شره وجرائمه عن الفلسطينيين كما يفعل ذوي المجنون من مجانينهم كي لا يجلب لهم المصائب.

ودعا المقاومة أن تكثف استعدادها لمواجهة هذا الجنون الناجم عن الإفلاس في بنك الأهداف والعربدة على الآمنين العزل قائلا :" إن هذا العدو لا يفهم إلا لغة القوة بعد أن تجرد من جميع القيم ".