خبر د. شلح: لأول مرة المقاومة الفلسطينية تفرض أمراً على « إسرائيل » لا ترضاه

الساعة 06:33 ص|28 نوفمبر 2012

القاهرة - الحياة اللندنية- جيهان الحسيني

ثمن الأمين العام لحركة «الجهاد الإسلامي» رمضان شلح، اتفاقَ التهدئة الذي أُبرم أخيراً بين المقاومة الفلسطينية ممثلة بحركتي «حماس» و «الجهاد الإسلامي» من جهة وبين "إسرائيل" من جهة أخرى بوساطة مصرية، معتبراً إياه انتصاراً وإنجازاً للشعب الفلسطيني وللمقاومة، وفشلاً استثنائياً لإسرائيل.

وقال في مقابلة أجرتها معه «الحياة» في القاهرة: «للمرة الأولى نتمكن من فرض أمر على إسرائيل لا ترضاه»، معتبراً أن هذا يعد تطوراً وإنجازاً كبيراً للشعب وللمقاومة في تاريخ الصراع.

وتناول شلح مفاوضات التهدئة، التي وصفها بأنها كانت بمثابة «معركة شاقة ومعقدة»، وقال: «لقد وضعنا هدفاً نجحنا في تحقيقه، وهو أن العدو لم يستطع أن يهزمنا في الميدان فلن نسمح له أن يهزمنا في المفاوضات»، موضحاً أن الاتفاق الذي أبرم هو «تهدئة مقابل تهدئة»، وهذا يعني «أننا ملتزمون بالتهدئة على قدر التزام العدو الإسرائيلي بها». وقال: «خلال المحادثات كنا نحن والإخوة في «حماس» حذرين من تحول الأمر إلى اتفاق سياسي يحقق من خلاله العدو مأربه السياسية بفصل قطاع غزة عن الجسم الفلسطيني وإلقائه في جحر مصر».

المفاوضات ... موقف موحد

وحول ما يتردد من أن الجهاد الإسلامي كان أكثر تشدداً خلال مفاوضات التهدئة من حماس، أجاب: «ليس صحيحاً (...) مواقفنا نحن والإخوة في حماس كانت واحدة ومنسجمة، سواء على صعيد التمسك بمطالبنا أو على صعيد إبداء أي مرونة»، معتبراً أن هذه محاولات إسرائيلية لدق أسافين وإحداث شروخ بين أجنحة المقاومة من خلال الترويج لمثل هذه الادعاءات. وتابع: «كنا حريصين ونحن نتفاوض على حقن دماء شعبنا، وفي الوقت ذاته أن نحقق مصالحه ونأتي له بمكاسب، بحيث لا تذهب دماؤه هدراً (...) باختصار كل ما كان يعنينا هو إنجاز تهدئة مشرفة وبكرامة.

وأوضح شلح أن الإسرائيليين «كانوا منذ اللحظة الأولى للمفاوضات يريدون وقف إطلاق النار فقط دون التطرق لأي مسائل أخرى، وكأن هناك دولتين وجيشاً على خطوط النار والمطلوب أن تصمت المدافع في ساعة محددة دون أي إشارة للقضايا التي تمس حياة شعبنا»، وقال:»هناك قضايا نحن نراها خطوطاً حمراء لا يمكن إغفالها أو تجاوزها، مشيراً إلى الاغتيالات والاجتياحات والمنطقة الحدودية العازلة وحرية حركة السكان فيها ونشاط الصيادين في البحر والمعابر»، وقال: «تمسكنا بضرورة أن تتضمن التهدئة معالجة هذه القضايا»، وتابع: «الأخوة المصريون قالوا لنا إن الإسرائيليين يرفضون وبقوة إدراج هذه القضايا بنوداً في الاتفاق (...) لكننا تمسكنا بها وبقوة على أن تتم معالجتها مع وقف إطلاق النار كرزمة واحدة وبالفعل تحقق ذلك».

وأشار شلح إلى الانتقادات التي وجهها مسؤولون إسرائيليون للرئيس محمد مرسي بأنه قليل الخبرة، وقال:» إن الخبرة التي افتقدها الإسرائيليون في الرئيس المصري الحالي هي الخبرة التي كانوا يجدونها سابقاً، وهي خبرة خدمة إسرائيل وتحقيق مصالحها، فالرئيس مرسي يفتقد خبرة خدمة إسرائيل وبالمقابل يمتلك خبرة عالية في مساندة الشعب الفلسطيني الأعزل ودعم حقه في الدفاع عن نفسه»، لافتاً إلى أن مصر تعرضت لضغوط كبيرة خلال وساطتها ورعايتها اتفاق التهدئة، وقال: إن مصر كانت مستهدفة ومحل اختبار، مشيراً إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية نتانياهو، أراد أن يسارع في هذه الضربات كي لا يعطي مصر الفرصة لرسم سياسة جديدة تجاه الشعب الفلسطيني، خصوصاً في قطاع غزة، مضيفاً: نتانياهو أراد أن يحول غزة إلى عبء على مصر وكرة نار يخوف بها الشعب المصري من الاقتراب من القضية الفلسطينية.

وحول ما إذا كانت الانتخابات هي الدافع الذي من أجله شنت إسرائيل حربها على غزة، أجاب: «إن هذا الدافع يظل موجوداً في العقل الإسرائيلي، خصوصاً لدى قوى اليمين المهيمن الآن على القرار، وهو أن الدم الفلسطيني ورقة رابحة في الانتخابات، لكن هذه الحرب أثبتت لهم أن هذا الدم أكبر ورقة خاسرة في الانتخابات، معرباً عن أمله في ألا يعودوا سريعاً».

أهداف إسرائيل

وقال شلح: «إن إسرائيل عندما بدأت الحرب كانت لديها أهداف كثيرة، ولكنها أخطأت في قراءة قطاع غزة والمقاومة»، وتابع: «ربما هم فاجأوا العالم كله بقتل قيادي بحجم أحمد الجعبري، لكننا فاجأناهم بالرد على اغتياله بإمكانات المقاومة وأدائها في الميدان، مؤكداً أن إسرائيل هي التي بدأت الحرب»، وتابع: «لم نكن حريصين على التصعيد، لكن الحرب فرضت علينا ونحن قبلنا التحدي وخضنا الحرب للدفاع عن شعبنا».

ورأى أن هذه المعركة فضحت نظرية الردع والأمن الإسرائيلي، وقال: «إن إسرائيل كانت لديها أوهام كثيرة»، مشيراً إلى أنها «خرجت من هذه المعركة بمزيد من التدهور لقوة ردعها»، وتساءل باستنكار: «عندما تصل الصواريخ الفلسطينية إلى قلب تل أبيب في قلب العمق الإسرائيلي، فأين هو الردع الإسرائيلي؟ وماذا تبقى منه؟ إن إسرائيل قالت إنها تريد تدمير صواريخ المقاومة والبنية العسكرية لها»، لافتاً إلى «أن هذا لم يتحقق، لأنه حتى آخر لحظة كانت المقاومة تطلق الصواريخ على المدن الإسرائيلية، بما يبرهن أنها لم تحقق شيئاً من أهدافها».

وأوضح شلح أن ثلاثة ملايين إسرائيلي نزلوا إلى الملاجئ خلال الحرب، وقال: «ارتفع عدد من ينزل الملاجئ إلى ما يزيد من نصف عدد سكان إسرائيل نتيجة ما أمطرته المقاومة من صواريخ»، لافتاً إلى أنه في السابق كان ينزل إلى الملاجئ نحو مليون إسرائيلي فقط وهم الموجودون في البلدات الإسرائيلية الجنوبية، مؤكداً أن هذا يعد مؤشراً قوياً على تدهور قوة ردعهم، وقال: «هذا انتصار للمقاومة حققت من خلاله إنجازات كبيرة على المستوى المعنوي والعسكري والمادي»، مرجحاً أن تكون لهذه الحرب نتائجها وأثرها الكبير في تعاظم قوة المقاومة وتطورها في المستقبل، وقال: «أنا مطمئن أن المستقبل سيحمل مزيداً من القوة والمناعة للقطاع»، معتبراً أن الضامن الوحيد للتهدئة هو قوة المقاومة وقدرتها على الردع، مؤكداً أن التهدئة مرهونة بالسلوك الإسرائيلي.

الموقف الأميركي

وبشأن الموقف الأميركي وما إذا كان تأخير إبرام التهدئة متعلق بقدوم وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، أجاب: «هذه المسألة لا تعنيني (...)»، لافتاً إلى أن هناك تعقيدات ومفارقات في الموقف الأميركي، وقال: «نحن نجزم أن هذه الحرب لم تكن لتتم من دون ضوء أخضر أميركي»، لافتاً إلى أن أحد أهداف نتانياهو السياسية من هذه الحرب، هو محاولة تحديد اتجاه البوصلة في إدارة أوباما الجديدة، خصوصاً في ضوء مراهنته على نجاح المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأميركية»، وقال: «هذه الاعتبارات التي يدركها الأميركيون لم تمنع كلينتون من أن تأتي لتؤكد دعمها المطلق لإسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها في مواجهة شعب أعزل يتعرض لمذابح وجرائم ترتكب بحق الإنسانية على يد إسرائيل».

وحول دور الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) الذي غاب عن المعركة وعن اتفاق التهدئة، قال شلح: «إن غياب أبو مازن مسألة فرضتها ظروف المعركة، فغزة هي المستهدفة والطرف المباشر المعني بمفاوضات التهدئة لوقف العدوان هي المقاومة التي تقود المعركة»، مؤكداً أنه ليس هناك أي اعتراض على حضوره لو توافرت الفرصة (...) بل كنا سنرحب بوجوده، لأن لدينا مخاوفنا من تكريس الانقسام ليصبح دائماً»، لافتاً إلى «أن إسرائيل تسعى إلى تعزيز فكرة أن قطاع غزة كيان منفصل ومستقل عن بقية الجسم الفلسطيني نلقي به في وجه مصر».

طرحنا مشاركة أبو مازن

وقال: «نحن كنا متنبهين لهذا الأمر»، كاشفاً أنه طرح مشاركة السلطة أو حركة فتح في محادثات التهدئة، «كي يكون الاتفاق فلسطينياً ونفوّت على إسرائيل فرصة الاستفراد بطرف أو استبعاد طرف»، مضيفاً: «عوضاً عن حضوره (أبو مازن)، كنت على تواصل معه، وربما كذلك الإخوة في حماس، ووضعناه في الصورة، وهو من جانبه كان حريصاً على التهدئة وبارك الاتفاق». وعلى صعيد مساعي مصر لاستئناف المصالحة، قال: «نحن لم نكن في حاجة لهذه الدماء الفلسطينية كي تتولد لدينا قناعة بضرورة إنهاء الانقسام وتحقيق وحدة الشعب الفسلطيني (...) إلا أنه بعد أن انتهت الحرب على غزة يجب أن يكون ترتيب البيت الفلسطيني على سلم الأولويات لدى الجميع في الساحة الفلسطينية، وعلى رأسهم أبو مازن و «حماس»، باعتبارهما الطرفين الأساسيين في الانقسام»، لافتاً إلى أنه طرح مع المصريين فكرة عقد لقاء ثلاثي، «فأبلغوني بأنهم سينقلون ذلك»، وقال: «الكرة الآن في ملعب السلطة وأبو مازن كي يأخذوا زمام المبادرة»، وطالب شلح بضرورة انتهاز هذه الفرصة بأسرع وقت لفتح ملف البيت الداخلي الفلسطيني بكل تفاصيله.

وقال: «لنتفق ولو على خطوط عامة وخارطة طريق في علاقاتنا الداخلية لإعادة القاطرة الفلسطينية إلى السكة في الاتجاه الصحيح».

وحول موقفه من مطالبة بعض القوى الفلسطينية، وعلى رأسها «حماس»، أبو مازن بوقف التنسيق الأمني، قال: «إن التنسيق الأمني هو هدف، بل جوهر، ونحن لم نتوقف عن مطالبتنا الأخ أبو مازن والسلطة بوقفه»، وتساءل باستنكار: «لكن هل يملك أبو مازن وقف التنسيق الأمني؟»، داعيا السلطة إلى أن تسأل عن جدوى استمراره طالما أن عملية التسوية فشلت»، موضحاً أن «إسرائيل تفعل ما تريد في الضفة الغربية، التي أصبحت مستباحة تماماً، فالأراضي تصادَر والاستيطان لا يتوقف والقدس تهوّد، وقال إن «السلطة أصبحت رهينة لاتفاق لم يعد موجوداً ومظلة تمنح الشرعية لكل الانتهاكات والجرائم التي تقوم بها إسرائيل في حق شعبنا ومقدساتنا، وأصبحت عبئاً على أبو مازن وعلى حركة فتح وعلى الشعب الفلسطيني وعلى القضية برمتها».

ورأى شلح أن الخروج من هذا المأزق يكمن بالتوافق على استراتيجية شاملة وجديدة، وليس من خلال إجراءات ترقع بها السلطة علاقتها بإسرائيل أو من خلال ترميم علاقتها بغزة.

مشروع الدولة انتهى

وقال: «إن المشروع الوطني الفلسطيني الذي قام على إنشاء دولة فلسطينية ضمن حدود الخامس من حزيران (يونيو) 1967 انتهى، وإسرائيل لا تعترف به، داعياً إلى ضرورة اتخاذ المبادرة في اتجاه آخر، وهو إعادة ترتيب البيت الفلسطيني على أساس مراجعة المسيرة السابقة واعتماد استراتيجية جديدة وشاملة تلحظ تطورات المنطقة وظروف المواجهة الأخيرة في غزة وقدرات الشعب الفلسطيني وإمكاناته».

وتساءل شلح: «عندما تضع إسرائيل رأسها برأس «حماس» و «الجهاد الإسلامي»، فهل هذه إسرائيل التي تهابها الأنظمة العربية؟»، لافتاً إلى أن إسرائيل وضعت وزنها بوزن تنظيمات وليس دولاً.

وقال: «هذا يجب أن يُحدث انقلاباً في التفكير السياسي الفلسطيني»، مشددا على أن «المطلوب الآن هو إيجاد إطار وطني جامع يضم كل القوى ويمثل قيادة فلسطينية تتولى مسيرة النضال من أجل استرداد الأرض والحقوق».

وحول موقفه من المسعى الفلسطيني للحصول على عضو مراقب في الأمم المتحدة، أجاب: «إن ترتيب البيت الفلسطيني أولى من التوجه إلى الأمم المتحدة»، معتبراً أن الذهاب إلى الأمم المتحدة هو محاولة لملء حالة الفراغ التي تعانيها السلطة بعد وصول عملية التسوية إلى طريق مسدود، ولفت إلى أن إسرائيل تريد إفشال مهمة أبو مازن رغم أنها تدرك أن هذه الخطوة لا تشكل لها تحدياً بل هي خطوة مناكفة تتعلق بالعودة إلى المفاوضات، معبراً عن دهشته إزاء ذلك، متسائل: «ما مصلحة الشعب الفلسطيني في ذلك؟ هل مصلحته في البحث عن وسائل تعيده إلى المفاوضات التي لم تحقق له شيئاً، ما هي الدولة التي سيذهب أبو مازن ليطالب بالاعتراف بها في الأمم المتحدة (..)؟ أي دولة هذه التي يتحدثون عنها وجزء أساس منها منفصل عنه ولا يخضع لسلطته؟!».

ولفت شلح إلى أن عامل الزمن ليس في مصلحة السلطة في ظل المتغيرات الإقليمية وما يجري على الأرض في الساحة الفلسطينية، مشدداً على أن هناك انعطافة واحدة يجب أن تقوم بها السلطة، وهي التوجه إلى كل القوى الفلسطينية للجلوس على طاولة للحوار لصياغة استراتيجية جديدة على أسس جديدة في طليعتها المقاومة التي أثبتت جدارتها وقوتها في ردع العدوان خلال الحرب الأخيرة على غزة.

وحول ما يتردد عن إنشاء منطقة حرة على الحدود مع مصر يثير المخاوف من تكريس الانقسام، أجاب: «الحل هو إنهاء الحصار، أما المشاريع الأخرى فالمخاوف حقيقية وجادة، لأن إسرائيل تريد أن تتعامل مع غزة ككيان منفصل وتحمل حماس مسؤوليته وكذلك تحمل مصر عبء إمداده بمتطلبات الحياة، وبالتالي ترفع يدها عن غزة لتفصلها عن فلسطين، وهذا أمر لن نقبله لأنه خطير على شعبنا وقضيته، موضحاً أن إسرائيل خرجت من داخل القطاع لكنها تحاصره براً وبحراً وجواً. لافتا إلى أن السقف الذي يمكن أن تقبل به إسرائيل لغزة هو ما ورد في اتفاق أوسلو، هو حرية السكان على الأرض، لأن أوسلو لم يعط للفلسطينيين شيئاً في السماء. والطائرة الإسرائيلية (الزنانة) لا تغادر سماء غزة تصور كل شيء وأحياناً تقوم باغتيالات؛ لذلك القطاع مازال خاضعاً للسيادة الإسرائيلية وإسرائيل هي صاحبة اليد العليا، باختصار غزة ما زالت سجناً كبيراً تسيطر عليه القبضة الإسرائيلية.

التوطين في سيناء

وحول ما أثير في دوائر مصرية عن سيناريو توطين اللاجئين الفلسطينيين في سيناء أجاب: «الرئيس جمال عبد الناصر في السابق طرح توطين الفلسطينيين في سيناء والشعب الفلسطيني رفض ذلك، فحن نرفض التوطين في أي مكان غير فلسطين ولا نقبل بأي وطن بديل عنها. أما المخاوف التي تثار بشأن سيناء وما يجري فيها وتحميل غزة مسؤوليتها بغير وجه حق فهذا أمر مؤسف لأن ما يجري في سيناء اليوم هو مشكلة مصرية لا علاقة للفلسطينيين بها. استطيع القول إن إسرائيل أعادت سيناء إلى مصر بشروطها فأفقدتها قيمتها وأهميتها الاستراتيجية»، مشيراً إلى الشرط الاسرائيلي بأن تكون سيناء منزوعة السلاح، وتساءل: «كيف يمكن أن تؤسس لمجتمع غير محمي؟!».

وقال: «إن غزة اليوم هي التي أصبحت تشكل حاجزاً بشرياً وحضارياً وإنسانياً لحماية مصر من التهديدات الإسرائيلية، فهي منطقة عازلة في وجه إسرائيل (..) ولمن يتحدث عن أن ما يحدث في غزة قد يتسبب في إعادة احتلال سيناء أقول عندما تستطيع إسرائيل احتلال قطاع غزة حدثونا حينئذ عن إعادة احتلال سيناء»، لافتاً إلى أن إسرائيل لم تتمكن من اقتحام بلده بيت حانون في معركة برية، مشدداً على أن تهديد غزة هو تهديد للامن القومي المصري.

وقال شلح: يجب أن تدرك إسرائيل أن كامب ديفيد ستكون مهددة وعرضة للإلغاء حتى تستعيد مصر سيادتها ومقومات قوتها فوق أرض سيناء بشروط جديدة، يجب أن تشعر إسرائيل بعودة ثقل وزن مصر على خريطة السياسيه الاقليمية لأن مصر هي الوحيدة القادرة على تكبيل يد إسرائيل.

وحول اتهامات البعض للمقاومة بأن الحرب في غزة مصلحة إيرانية لصرف الأنظار عن سورية، أجاب: ليس هناك علاقة بين ما يجري في غزة وما يجري في سورية بدليل أن أزمة سورية مضى عليها أكثر من 20 شهراً لافتاً إلى أن إسرائيل هي التي بدأت الحرب باغتيال الجعبري، والسلاح الايراني كان بغرض دعم شعب أعزل يتعرض لعدوان يصل إلى حد الإبادة وليس بهدف إشعال الحروب. مضيفاً: «نحن لم نتوقف طوال الوقت عن مناشدة الدول العربية والعالم أن يزودونا بوسائل دفاعية لكن لم يستجب أحد، فعندما تستجيب إيران ليس من حق أحد أن يعيب علينا أو أن يجرمها أو يحاكمها، بل يجب توجيه اللوم لمن قصروا وليس لمن دعمونا بل نقول لهم شكراً لدعمهم، لكن المقصرين هم من تركوا الشعب الفلسطيني يذبح ولم يفعلوا له شيئاً»، وقال: «نحن بحاجة لكل الدعم والمساندة لنعزز من صمودنا وقدرتنا في الدفاع عن شعبنا».

ودعا شلح إلى عدم خلط الأوراق مؤكداً أن فلسطين فوق كل المحاور والمعسكرات أياً كانت. وقال: «نحن ننأى بشعبنا عن أي نزاعات داخلية في أي بلد عربي أو إقليمي، لأن فلسطين فقط هي البوصلة التي توجه الجميع والجميع يلتف حولها».