خبر الصحة: إصابات العدوان لا يصلح معها إلا البتر

الساعة 01:20 م|27 نوفمبر 2012

غزة

لم يفرق الاحتلال "الإسرائيلي" بين الحجر والشجر والبشر، في عدوانه الأخير، على قطاع غزة والذي حوله إلى مختبر كبير لإجراء تجاربه الإجرامية والإبادية لسكانه خاصة الأطفال والنساء الذين استخدمت أجسادهم المقطعة كعينات مختبر تابع  للاحتلال المجرم.

وأكدت العديد من مراكز حقوق الإنسان ولجان التوثيق من استخدام الاحتلال لنوع جديد من القنابل والقذائف، ينفجر إلى شظايا تنتشر في جسم الكائن البشري الفلسطيني، وتتسبب في حروق بالغة لا تعالج إلا بالبتر، فيما تنهتك بسببها أنواع من الأنسجة في الجسم البشري، بطريقة غير مفهومة طبيا.

وقد صنّف الطبيب الجراح د. صبحي سكيك مدير قسم الجراحة في مستشفى الشفاء بغزة،  حالات الإصابات التي  استهدفت من خلال أسلحة متنوعة وصفها بالتقليدية والغير تقليدية  ضد المدنين الآمنين.

وأوضح أن الإصابات التي وردت على مستشفى الشفاء لم يجد لها الأطباء والجراحيين أي تفسيرات، رغم أنهم شاهدوا جزء كبير منها في حرب الفرقان في 2008.

أسلحة تبتر الجسم

وقال سكيك في تصريح ل"الرأي أونلاين" :" منذ اليوم الأول للحرب جاءت إصابات تبتر أجزاء من الجسم وتقطعه إلى أشلاء، لافتا إلى أن هذه الإصابات كانت أيضا في حرب الفرقان وهي أسلحة محرمة دولياً، يسمى "الدايم".

وأضاف "الأسلحة عبارة عن قنابل نووية متناهية الصغر تحملها رؤوس طائرات الاستطلاع"، موضحاً أن هذا السلاح يتسبب في قطوع عرضية لجسم المصاب  وتفتت جزء من الجسم تؤدي مباشرة إلى بتر الطرف العلوي أو السفلي أو أي جزء تصيبه تبتره مباشرة.

وتابع مشخصًا النوع الثالث من الإصابات "تنتشر على جسد المصاب ثقوب سوداء بحجم  المليمترات أو رأس الدبوس، تدخل إلى الجسم وتعمل نوع من التهتكات بين الجرح في الجسم، وعند فتح بطن المصاب لا نجد على الإطلاق أي شظية لكن نرى تتهتك أحشاؤه وتتوقف الرئة عن التنفس".

واستطرد "تؤدي هذه التهتكات إلى نزيف في الأوردة الكبيرة كالأبهر والأورطي والشرايين الداخلة والخارجة من القلب، كما أنها تعمل على تهتك في الأمعاء وتنهار عملياته الحيوية بشكل لا يمكن تفسيره، مضيفًا "الجسم يتعرض للإصابة بشظايا، تستقر في الجسم البشري، لكنها لا تظهر في صور الأشعة".

وقال إن "المعاينة الظاهرية لأجساد المصابين تعطينا انطباعا بأن الإصابة بسيطة، لكن ما تلبث حالة المصاب إلا أن تسوء وتنهار، وبعضهم فارق الحياة بسرعة على الرغم من بساطة إصابته".

سلاح جديد

وعبر عن استغرابه لتلك الحالات الجديدة والغريبة والتي تبين أننا أمام سلاح جديد، يمتاز بسلوك بيولوجي، عرفته البشرية من خلال استخدام بعض أنواع الأسلحة الكيماوية، معولاً أن تلك الإصابات لربما تسببت بفعل الأسلحة والصواريخ الارتجاعية والتفريغية التي كانت تقذفها طائرات الاحتلال (الإسرائيلي).

وأضاف:" لا نعرف التفسير  الحقيقي لتلك الإصابات  والشهداء  خاصة الأطفال كعائلة الدلو وأبو زور،  حيث جاء أطفال عائلة الدلو للمستشفى  دون أي علامات إصابة تظهر على  أجسادهم، إلا  قد يكون نزيف بسيط بالأنف أو الفم، نافيا أن يكون استشهادهم بسبب الاختناق تحت ركام منزلهم.

واستهجن سكيك ما يفعله الاحتلال (الإسرائيلي) من قتل الأطفال بقصد متعمد  من خلال الأسلحة التفريغية الهائلة التي تقتل البشر، مضيفًا :"الاحتلال يستخدمها  بهدف هدم المباني الفلسطينية كما بنيته قتل كل من يكون بداخله من بشر خاصة ذوي القلوب الصغيرة والضعيفة التي لا تستحمل تلك الأسلحة الغربة ".

لا تحتاج إلا البتر

وقال إن "هناك إصابات أخرى كانت تصل جثامين الشهداء محروقة تماما ولا تزال الحروقات مشتعلة في أجسامهم، متسائلا بقوله:"  أي الأسلحة تلك التي يستخدمونها لربما تكون معادن أخرى أو شظايا أو مواد مشعة، تصيب أنحاء الجسم المختلفة بحروق بالغة لا ينفع معها العلاج إلا البتر من خلال هذه الأسلحة الغير تقليدية وغير مسموح بها  بالقانون الدولي، فهذه جرائم حرب يجب أن تسجل".

وشدد على أن الطواقم الطبية الفلسطينية تجد صعوبة في التعامل مع المصابين بهذا النوع من  الأسلحة الغريبة والتي تسبب الحروق والبتر والتهتك في جميع أنحاء الجسم كون الأسلحة التي تتسبب بها جديدة ولا يتم استخدامها باعتبارها محظورة ومحرمة دولياً.

ودعا سكيك المؤسسات الحقوقية والإنسانية إلى استقدام خبراء لفحص هذه المواد التي  تدمر فيها غزة وأهل غزة، مطالباً بضرورة إرسال المساعدات لغزة كي يتثني إجراء اختبارات وأخذ عينات من المرضى لدراسة نوع الإصابات.

وأكد على استعداد المستشفى لتقديم كل ما تملك من أدلة ليصار إلى فحصها في المختبرات العالمية.