خبر فايغلين الى الحكم.. يديعوت

الساعة 12:23 م|27 نوفمبر 2012

بقلم: ناحوم برنياع

(المضمون: سيواجه نتنياهو الناخب الاسرائيلي بحكومة يمينية جدا فهل يستطيع اقناعه بأن يصوت له؟ - المصدر).

فاز اليمين بالانتخابات لأول مرة في 1977. واحتيج الى 35 سنة اخرى كي يتخلص اليمين من جميع مخاوفه وجميع الانحراف الى مركز الخريطة السياسية، ومن فورات الأشواق الى جابوتنسكي ومناحيم بيغن، ليُنزل منتخبه الحقيقي الى الملعب من غير خجل ومن غير ندم ومن غير حقوق انسان. انتخب فايغلين للحكم.

سيحاول نتنياهو ان يستعمل في الايام القريبة شيئا من التحسين. وسيُبين قائلا لن تبدو حكومتي على هذا النحو وسيتوسل الى ليبرمان كي يضم الى قائمته واحدا أو اثنين من المُبعدين كي يُحدث وهْم توازن. فالويل لرئيس وزراء يحتاج الى ليبرمان كي يجعل قائمة حزبه معتدلة. والويل لليكود الذي انحرف عن الخط.

ان قائمة الليكود الحزبية هي بشرى غير طيبة لنتنياهو الذي سيق مُجبرا الى الهامش اليميني. وقد يكون للانحراف الى اليمين ثمن في صناديق الاقتراع. وهذه قاعدة جيدة تبدأ منها تسيبي لفني التي يفترض ان تعلن اليوم قرارها على المنافسة في قائمة خاصة بها للكنيست. وربما لاهود اولمرت ايضا اذا استقر رأيه في نهاية الامر على الترشح. ولحزب العمل ولبيد ايضا بالطبع. لأول مرة منذ بدأت المعركة الانتخابية بدا ان الحديث عن انتخابات حُسمت مسبقا ليس يقينا. فمصوتو كديما في السابق الذين كانوا ينوون العودة الى الليكود تلقوا سببين جيدين للحيرة من جديد الأول هو الوحدة مع ليبرمان وتأليف القائمة الآن.

وهذه البشرى غير طيبة لنتنياهو لسبب آخر وهو انه حتى لو نجح في تأليف حكومة فستكون الأكثرية في كتلة الليكود الحزبية معارضة. وكل اجراء سياسي منه سيلقى جبهة رفض قوية في داخل كتلته الحزبية. حينما واجه شارون وضعا مشابها اتجه الى الانقسام لكن نتنياهو مبني من مواد مختلفة.

أضاع في الطريق بيني بيغن ودان مريدور وهما وزيران كانا ورقة التين للحكومة الآفلة. فمن غيرهما (ومن غير ميخائيل ايتان الذي أُبعد هو ايضا، واهود باراك الذي أعلن اعتزاله أمس) لا يوجد من يغطيها بلحاف القانونية. ان حكومته عارية في مواجهة جهاز القضاء ورقابة الدولة، وفي مواجهة حكومات اجنبية والرأي العام في الغرب.

ان ترتيب المنتخبين هو في الأساس نتيجة صفقة عُقدت بين موشيه فايغلين زعيم كتلة المستوطنين المتدينين، وبين حاييم كاتس رئيس مجلس عمال الصناعة الجوية. وهي صفقة فاسدة كما تبين في الماضي. ان المنتسبين من معسكر فايغلين يصوتون في جد في صناديق اقتراع الليكود لكنهم في انتخابات الكنيست يصوتون لقوائم حزبية اخرى أكثر تطرفا؛ والمنتسبون من الصناعة الجوية يخضعون لأوامر كاتس لأنهم يعتمدون في مصدر رزقهم عليه. "هذه ديمقراطية"، قال لي أمس متحدث كاتس ولم يكن هازلا.

ان القائمة التي انتخبت تُعرف في الأساس بأسماء اولئك الذين تم ابعادهم، لكن الذين انتخبوا ايضا يعنون شيئا ما. انتُخب أولا جدعون ساعر وهو انتهازي يُبدل باحدى يديه الأشرطة في حانات في تل ابيب ويُدخل بيده الثانية الى جهاز التربية تسييسا خطيرا. في اللحظة التي أعلن فيها نتنياهو تقديم موعد الانتخابات انحرف ساعر نحو اليمين وما كان أي تصور عام ليستطيع ان يوقفه.

وبعد ذلك داني دنون واسرائيل كاتس وتسيبي حوطوبلي وزئيف ألكين وياريف لفين الذي يشتاق الى تخليص الهيكل الصديء لسفينة السلاح "ألتلينا" وجعلها نُصباً وطنيا يشبه "يد وإسم" لخلاص الايتسل. بل ان الناس الأشد يمينية في كتلة الليكود يقولون عن لفين ان شيئا ما قد اختل عنده.

سيضطر نتنياهو مع هؤلاء الى اقناع الناخب بأنه سيُنشيء حكومة ذات مسؤولية ومتزنة وحكومة للجميع. وسيقرر هؤلاء هل يهاجمون ايران وهل يحتلون غزة من جديد وهل يستوطنون نابلس ورام الله وبيت لحم.