خبر المقاومة تجبر « إسرائيل » على التنازل عن الحزام الأمني!!

الساعة 11:31 ص|26 نوفمبر 2012

ترجمة

كثير من المتابعين لمجريات المعركة التي خاضتها المقاومة في غزة مع الاحتلال الإسرائيلي وكان أحد أهم نتائجها ما أعلنته "إسرائيل" بشكل رسمي التنازل عن الحزام الأمني الحدودي, كثير منهم لا يعرفون البعد الأمني والعسكري "التكتيكي والاستراتيجي" لهذا الحزام الأمني.

جيش الاحتلال حاول فرض هذا الحزام بعد الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة في عام 2005, عندما بدأت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة بتوجه عملياتها إلى ما خلف الحدود بعد نجاحها في دحر الاحتلال من مستوطنات قطاع غزة بسبب حرب الاستنزاف المتواصلة والمتنامية التي كانت تتعرض لها قواته ومستوطنيه على الأرض.

وكان جيش الاحتلال يحاول فرض هذا الحزام تدريجيا عبر التوغلات والاجتياحات والتجريف وعمليات إطلاق النار عن بعد حتى جاءت تهدئة يونيو 2008 التي أبرمت بين حماس و"إسرائيل" بوساطة مصرية.

في الأسبوع الأخير من حرب الرصاص المصبوب عام 2009 وفي أثناء جولات المفاوضات في القاهرة بين الوفد الفلسطيني والجانب الإسرائيلي عبر المخابرات المصرية أصرت "إسرائيل" على بند إقامة حزام أمني في أراضي قطاع غزة بعمق 300 متر بالإضافة إلى شروط أخرى, إلا أن وفد حماس رفض في حينه هذه الشروط بالجملة, ليستمر الاحتلال بفرض هذا الحزام على أرض الواقع بالقوة, من خلال:

- التجريف المستمر لجميع الأراضي الزراعية المحاذية للسلك الحدودي بعمق من 300 – 600 متر داخل قطاع غزة.

- إطلاق النار بالأسلحة المتوسطة والثقيلة وبنيران الدبابات على كل من يدخل منطقة الحزام الأمني.

- في بعض الحالات كان يتم إرسال قوات خاصة لاختطاف أشخاص يدخلون إلى هذا الحزام.

وكان الاحتلال يسعى لتحقيق جملة من الأهداف من خلال خلق هذا الحزام, ومن أهمها:

أ– إشعار أهالي غزة بأن القطاع مازال محتلا ومنقوص السيادة أرضا وبحرا وجوا.

ب- اتخاذ الحزام كذريعة لقتل المدنيين والمزارعين الفلسطينيين الذين يقتربون من الجدار لفلاحة أراضيهم.

ج- كان الحزام بمثابة ذريعة للتوغلات المتعمدة والاجتياحات المحدودة.

د- جعله حداً فاصلاً آمناً داخل الأراضي الفلسطينية وليس في الأراضي الإسرائيلية.

ه- ساهم الحزام الأمني في الإضرار بالاقتصاد الفلسطيني حيث تمثل أراضي الحزام الأمني نحو 20% من أراضي المزارعين وكانت مزروعة بالزيتون والحمضيات وغيرها.

في ديسمبر الماضي 2010 بدأت مقاومة هذا الحزام الأمني بشكل عملي على الأرض وكان امتلاك الصواريخ الموجهة المضادة للدروع أحد أهم العوامل المساهمة في تطور الأداء لمقاومة هذا الحزام, وبدأت المقاومة في توجيه الضربات للدبابات والآليات العسكرية التي تتوغل داخل منطقة الحزام, وبالتوازي قرر رئيس الأركان السابق "غابي أشكنازي" إرسال كتيبة "عيشت" التابعة للواء المدرع "401" المجهز بمنظومة "تروفي" المحصنة ضد الصواريخ للعمل في حدود قطاع غزة وتم سحب الدبابات من طراز "ميركافاة3" و"ميركافاة2" من قطاع غزة.

وبدأت المواجهة الخفيفة بين المقاومة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي وشملت عمليات قنص وتفجير عبوات بشكل متصاعد لفرض واقع جديد يجبر الجيش الإسرائيلي بالقوة العسكرية على التخلي عن هذا الحزام, وبلغت تلك العمليات ذروتها بعد الإصابة البالغة التي تعرض لها قائد سرية في لواء جفعاتي بتاريخ 23 أكتوبر الماضي, ثم تفجير جيب إسرائيلي عن طريق حقل ألغام أرضي في 8 نوفمبر الحالي, وكذلك تفجير جيب إسرائيلي بصاروخ موجه شرق مدينة غزة  بتاريخ 10 نوفمبر الحالي, وكانت تلك الأحداث جزء من جملة عمليات قوية أحرجت الجيش الإسرائيلي ووضعته في الزاوية, وجلعته أمام خيارين إما الاستسلام لإرادة المقاومة أو مواجهة هذه القضية بقوة النار والحديد.

ومع انحسار الخيارات اضطر جيش الحرب الصهيوني للدخول في عملية "عامود السحاب" التي استمرت من 14 نوفمبر الحالي حتى 21 من نفس الشهر وانتهت بإعلان وقف إطلاق النار من القاهرة وتضمن الاتفاق عودة منطقة الحزام الأمني إلى السيادة الفلسطينية بشكل كامل, وكان من أهم نتائجها:

- إعادة السيادة الفلسطينية على نحو 6% من أراضي قطاع غزة التي كانت تحتلها "إسرائيل" بشكل مباشر وغير مباشر.

- تم إضافة نحو 20% من إجمالي الأراضي المخصصة للزراعة في قطاع غزة للسلة الغذائية الفلسطينية.

- انتهاء العركة في حدود عام 1976 يفتح الباب أمام الصراع داخل حدود 1948 وبالتالي سلب الاحتلال مجموعة من قدراته التكتيكية والدفاعية والهجومية.