خبر لا توجد حلول سحرية- معاريف

الساعة 10:46 ص|26 نوفمبر 2012

 

لا توجد حلول سحرية- معاريف

بقلم: عمير ربابورت

(المضمون: تجربة "العصا السحرية" الأسبوع الماضي كانت بالفعل اختراقا،ولكن الدفاع الجيد لا يمكنه أن يأتي على حساب القدرات الهجومية للجيش الإسرائيلي - المصدر).

        صاروخ "ستانر" في منظومة الاعتراض "العصا السحرية" هو الأول من نوعه في التاريخ: رأسه ذو شكل دولفين، أي أنه ليس متماثلا. فكيف يتجه الصاروخ نحو الهدف رغم كونه غير متماثل؟ يبدو أن مهندسي رفائيل عرفوا كيف يشرحوا هذه الأعجوبة الجوية. يوم الخميس الماضي، بكل الأحوال، سجل الاعتراض الأول بواسطة صاروخ ذي مبنى كهذا.

        سبب الشكل الاستثنائي لصاروخ "ستانر" هو الرغبة في الإدخال إلى الرأس المعترض كمية غير مسبوقة من الجساسات التي تشخص الصاروخ الهدف وتسمح بالتوجه إليه بدقة حتى عندما يشق طريقه نحو الأرض بسرعة هائلة. اعتراض الصواريخ بعيدة المدى بشكل خاص ليس الهدف الأساسي لمشروع "العصا السحرية" بل بالذات الصواريخ ذات المدى المتوسط. ولكن "العصا" هي جزء من المفهوم الدفاعي متعدد الطبقات الذي طورته مديرية "سور" في وزارة الدفاع والجيش الإسرائيلي، ومعناه توفير عدة محاولات لاعتراض كل صاروخ يهدد إسرائيل بواسطة عدة وسائل اعتراض: في البداية بواسطة منظومة "حيتس 3"، مشروع آخر يوجد في مراحل التطوير، ولاحقا، إذا لم ينجح الاعتراض، فبواسطة حيتس 2، "العصا السحرية" وأخيرا القبة الحديدية.

        لماذا هناك حاجة إلى هذا القدر الكبير من محاولات الاعتراض لكل صاروخ معادٍ؟ أساس لان التهديد في المستقبل قد لا يكون صاروخ "غراد" ولا حتى "فجر" بسيط، بل صاروخ "شهاب 3" الايراني الذي يحمل رأسا متفجرا نوويا، لا سمح الله. في مثل هذه الحالة، سيكون الهدف التخفيض حتى الصفر لاحتمال أن يخترق الصاروخ إسرائيل.

        مثل "القبة الحديدية"، فان منظومة "العصا السحرية" أيضا ستتشكل أساسا من رادار من إنتاج ألتا ومن صاروخ اعتراضي من طراز "ستانر" وحجرة رقابة، وهي ستكون أيضا مثابة منظومة السلاح الأساس لسلاح الجو ضد طائرات العدو. ويفترض بـ "ستانر" ان يكون قاعدة أيضا لصاروخ جو – جو من الجيل السادس الذي ستطوره رفائيل لاحقا، واذا استندنا إلى قدرة الجيل الخامس، فيبدو أنه ستكون له ايضا قدرة للمناورة بـ 360 درجة في الجو، أي أن يطلق أيضا إلى "الوراء". وبالمناسبة، فان جهاز الأمن يعول على "العصا السحرية" أيضا كحل لصواريخ جوالة منخفضة الطيران، والتي يبدو أن الإيرانيين يطوروها هي أيضا.

        التجربة التي تمت يوم الخميس هي بالفعل اختراق هائل، ولكن إلى أن تحتل "العصا السحرية" مكان "القبة الحديدية" بصفتها البطل القومي ستمر سنة ونصف على الأقل. يحتمل أن تقصر هذه الفترة الزمنية: فقد اثبت مهندسو رفائيل في الماضي بان ليس لديهم جدول زمني لا يمكن تقصيره بهذا القدر أو ذاك.

        ولكن هل منظومة الدفاع متعددة الطبقات هي الحل المطلق لمشاكل إسرائيل الأمنية؟ كما يظهر الواقع الإشكالي في منطقة قطاع غزة بعد حملة "عمود السحاب"، فان الدفاع الجيد لا يمكنه ان يأتي على حساب القدرات الهجومية للجيش الإسرائيلي. التحديات التي سيقف أمامها الجيش الإسرائيلي قد تكون أكثر تعقيدا بأضعاف من التحدي الذي شكلته حماس في غزة.