خبر لا يجوز اعطاء حماس شعورا بالنصر.. اسرائيل اليوم

الساعة 03:53 م|25 نوفمبر 2012


بقلم: تسفي غباي

مستشرق وسفير

(المضمون: يجب على اسرائيل ان تعمل بجد في القضاء على حماس ولا يكون ذلك إلا بالقضاء على قادتها - المصدر).

تلقى سكان الجنوب قبل عملية "عمود السحاب" بزمن طويل القصف من حماس والجهاد الاسلامي وشركائهما في غزة. وتجاهل الرأي العام الدولي والعربي ذلك، لكن حينما ردت اسرائيل بعملية "عمود السحاب" عادت العادة المعروفة، فقد أسرع زعماء اوروبا الوعظ المتعلق بادارة العملية وهب الزعماء العرب للتنديد باسرائيل لقصفها مستودعات السلاح في غزة. والآن بعد وقف اطلاق النار ترى حماس الاتفاق الذي أُحرز بمساعدة الولايات المتحدة والامين العام للامم المتحدة، تراه انتصارا.

قبلت حماس الاتفاق في الحقيقة، لكن يجوز ان نُقدر أنها ستنقضه حينما تختفي الازمة التي تغرق فيها الآن. وستسلك سلوك النبي محمد في حينه مع المكيين حينما عقد معهم اتفاق الحديبية لعشر سنين ونقضه بعد سنتين بعد ان حشد قوة عسكرية لاستمرار حروبه. ان حلم حماس هو ان تجر الجيش الاسرائيلي الى حرب في غزة وتوقع منه خسائر كثيرة كما صد المسلمون في القرن السابع هجوم "الكفار" على المدينة في غزوة الخندق وأحرزوا النصر في نهاية الامر.

ان ميلنا الطبيعي الذي يبحث عن الحياة والسلام يُصادم عقيدة القتال عند الجهاد الاسلامي التي هي مشتركة بين القاعدة وحزب الله وحماس. وبسبب ضعف هذه المنظمات النسبي فان هدفها هو المضايقة الدائمة للعدو ومنعه حياة السكينة. وليس الحديث عندها عن حسم حربي لأن نضالها ليس عن ارض بل عن سفك دماء اليهود. ان الرجل من حماس يقاتل من اجل الاسلام وانشاء الخلافة الاسلامية اللذين لا حدود لهما في حقيقة تعريفهما. ان مبدأ الحرب هذا بعيد الأمد ولهذا تحتاج اسرائيل الى قدر كبير من الصبر ومن المهم في هذه الاثناء ان نُبين لاصدقائنا في العالم الواقع الصعب الذي نوجد فيه.

ان الكلام على قوة الجيش الاسرائيلي والاحاديث التحليلية عن انجازاته في المعركة لا تردع حماس لأن حربها ليست للجيش الاسرائيلي بل لنقطة ضعف الدولة، أعني المواطنين في بيوتهم والطلاب في مدارسهم. وهذه الحرب بالنسبة للمنظمات الارهابية بسيطة ورخيصة.

ينبع الفشل في التوصل الى تسوية مع السلطة الفلسطينية من فروق فهم أساسية للعقلية عند قادة فتح وحماس. ترفض الجهتان قبول كيان يهودي في الشرق الاوسط، فحماس تعارض وجود دولة اسرائيل أما فتح – برغم انها اعترفت باسرائيل في اتفاقات اوسلو – فانها لا تعترف بها على أنها دولة يهودية. وهذه عقلية تقوم على شعور أصولي وعلى تطرف ديني. والحديث عن مجتمع خائب الأمل من الاخفاقات السياسية والاجتماعية، ينشيء أبناءه على اسقاط اخفاقاته على الاستعمار وعلى الصهيونية وعلى "الاحتلال" الاسرائيلي منذ 1967. ولهذا ينبغي ألا نأمل تغييرا ايجابيا عند الفلسطينيين ولا سيما عند حماس في المستقبل القريب.

من المهم في هذه المرحلة ألا نعطي حماس شعورا بأنها خرجت من المعركة الحالية مع "صورة انتصار"، وإلا انتظرتنا معركة أشد بأضعاف قد تكون في المستقبل القريب. يجب علينا ان نطمح الى اسقاط قادة حماس. ان المنظمات الارهابية على مر التاريخ لم تعد موجودة ولم تعد تنشر عقيدتها القاتلة حينما تم القضاء فقط على قادتها.