خبر وماذا بعد الانتصار؟..حسن دوحان

الساعة 06:58 ص|25 نوفمبر 2012

على هامش مؤتمر إعلامي في القاهرة، التقيت بأصدقاء أردنيين وعراقيين وتونسيين ومصريين أدمتهم صور الأطفال الشهداء وصور الدمار في قطاع غزة متسائلين عن جدوى أي معركة مع الاحتلال الإسرائيلي الذي يملك اكبر وأضخم واحدث ترسانة عسكرية في منطقة الشرق الأوسط..

وبالطبع كان التعاطف مع فلسطين وشعبها قوياً، وطابع القلق والآلام رؤية الأطفال يقتلون بلا ذنب هو دافعهم للحديث عن جدوى المعركة، وليس عدم الإيمان بحتمية الانتصار القادم على الصهيونية والامبريالية العالمية..

باختصار جاء الرد أن أطفالنا هم مشعلي انتفاضة الحجارة عام 1987، وهم من تصدوا للاحتلال بأجسادهم، وأننا كشعب فلسطيني ندرك أننا لسنا ذاهبون إلى تحرير القدس أو فلسطين التاريخية في معركة نخوضها في الوقت الراهن، وان مقياس نصرنا ليس بتحقيق انتصارات وتقدم عسكري على الأرض، وليس لدينا أدوات وأسلحة خلق ميزان الردع، وإنما ما تصنعه صواريخ المقاومة هو خلق ميزان الرعب وهو ما حقق الانتصار..

إن رؤية نتنياهو يهرول عندما سمع صفارات الإنذار، ورؤية وزراء العدو يختبئون كالفئران حقق مقياس ميزان الرعب، كما أن إدارة المعركة بشكل حكيم جعلنا ننتصر..

منذ اللحظات الأولى لاغتيال الشهيد احمد الجعبري، وأثناء كتابتي تقرير عن حياته أشرت إلى انه تمكن من أداء مناسك الحج دون تفاصيل ولكنها على ما يبدو تحمل لغز الوصول له من قبل استخبارات الاحتلال، ليتعلم القادة من بعده عدم المبالغة في المجاملات وتلقيها..

صحيح أن يهود باراك اخطر رجل في إسرائيل يستطيع أن يمكر ويغدر وان يباغت ويبدأ المعركة ولكنه افشل وزير دفاع إسرائيلي في إنهاء المعارك، ولحسن حظنا انه في عهده انسحب من جنوب لبنان ثم تقهقر أكثر في العدوان على غزة 2008/ 2009، وها هو مع حليفه نتنياهو ليبرمان يأبوا إلا حصاد الهزيمة والذل من خلال معادلة توازن الرعب التي استطاعت المقاومة ترسيخها في حرب الأيام الثماني عام 2012.

وماذا بعد، سؤال كبير ليس على الصعيد السياسي فقط وإنما على الصعيد العسكري أيضاً، فبعد استطاعة المقاومة تصنيع صواريخ محلية بتكنولوجية إيرانية يصل مداها للقدس وتل أبيب باستطاعتها أن تفاجئنا وتعد العدة للمعركة المقبلة، بالتأكيد ننتظر ذلك ونتمناه..

أما سياسياً، يبدو أن مصر مستغرقة في مشاكلها الداخلية، والمصالحة مترنحة فما العمل؟!!

هنا نتساءل أين القوى والفعاليات وأصحاب الادعاءات والمنظمات الشبابية؟ نقول لهم جاء دوركم للضغط على طرفي الانقسام فلا تركنوا وإلا مرت الأيام والشهور دون أن نلمس فعلاً كما مرت الستة سنوات العجاف الماضية من عمر الانقسام.

ورغم ما يتعرض له الرئيس محمود عباس من ضغوطات هائلة من قبل أوروبا وأمريكا وبعض العرب للتراجع عن التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 29-11 الجاري للحصول على عضوية دولة بصفة مراقب، إلا انه مصر على خطوته البناءة والقوية ويحتاج إلى دعم ومساندة من الكل الفلسطيني خاصة إذا ما علمنا أن مشروع الدولة المراقب يفشل مخططات كبرى إسرائيلية أمريكية لإلحاق قطاع غزة بمصر وإلحاق الضفة بالأردن..