تقرير « الشوق للأرض » يدفع الغزيين للسياج الحدودي مع « إسرائيل »

الساعة 04:44 م|24 نوفمبر 2012

وكالات

لا تزال أعداد غفيرة من الفلسطينيين تتدفق نحو السياج الحدودي، الفاصل بين قطاع غزة، و"إسرائيل" في منطقة جنوب قطاع غزة، في تحد للجيش الإسرائيلي الذي كان يقتل على الفور كل من يجرؤ على الاقتراب منه على مسافة 1500 متر.

ولليوم الثالث على التوالي يواصل مئات الفلسطينيين، غالبيتهم من الفتية والشباب، يتدافعون نحو الشريط الحدودي في منطقة "الفرّاحين" شرق خانيونس، رغم مقتل شاب وإصابة 19 آخرين أمس الجمعة.

وأطلق الجيش الإسرائيلي أعيرة نارية تجاه المنطقة، خلال تواجده، دون أن يسفر ذلك عن أية إصابات، كما شوهد بوضوح جنود الجيش الإسرائيلي على الجانب الآخر من السياج.

ونقلاً عن وكالة الأناضول فإن الشرطة الفلسطينية في غزة، لم تفلح في منع الشبان من الاقتراب، نظرا لأعدادهم الكبيرة، ولإصرارهم الشديد على الوصول للمنطقة.

ويبرر السكان الذي يتدفقون على المنطقة تصرفهم، بـ"شوقهم لأراضيهم التي منعوا على مدار سنوات من الاقتراب منها".

وفرضت "إسرائيل" في 28 ديسمبر/ كانون أول عام 2005 منطقة عازلة داخل قطاع غزة، بمحاذاة الشريط الحدودي، وحظرت على الفلسطينيين الاقتراب منها، وتمتد المنطقة العازلة من بلدة بيت حانون شمالا وحتى مدينة رفح جنوبا بطول 41 كم و1500 متر عرضًا.

وقال أحد المواطنين :"بعد النصر الذي حققته المقاومة على "إسرائيل"..اشتاقت الناس لأرضها التي حرمتها "إسرائيل" من الاقتراب منها منذ 6 سنوات".

وهتف الشبان في ظل وجود الجيش الإسرائيلي: "اضرب اضرب تل أبيب.. اضرب اضرب تل أبيب"، في إشارة إلى إطلاق المقاومة الفلسطينية، صواريخ على مدينة "تل أبيب" العاصمة السياسية لـ"إسرائيل".

واستشهد أمس الجمعة الشاب أنور قديح (21 عامًـا) وأصيب 19 مواطنـًا بجروح متفاوتة، بعدما أطلقت قوات الجيش الإسرائيلي أعيرة نارية تجاه عشرات المواطنين الذين اقتربوا من السياج الأمني شرق خان يونس جنوب قطاع غزة.

وقال الشاب أحمد أبو دقة، الذي كان شاهدًا على إصابة الشاب قديح، :"إن مجموعة من الشبان كانت تقف على مسافة قريبة من الحدود، رافعين شارة النصر، فأطلق الجنود النار صوبهم بشكل عشوائي الأمر الذي أصاب قديح بعيار ناري في الرقبة".

ورفع الشبان الأعلام الفلسطينية وسط هتافات "التكبير والتهليل" بتمكنهم من كسر المنطقة العازلة التي فرضها الجيش الإسرائيلي في السنوات السابقة.

وأضاف شهود عيان أن بعض الشباب اجتازوا بالفعل الحدود لمسافة قصيرة، قبل أن يعودوا أدراجهم.

وأمس الجمعة ناشد غالبية خطباء المساجد في منطقة جنوب قطاع غزة السكان بعدم التوجه إلى الشريط الحدودي حفاظًا على أرواحهم.

وأعلنت مصر عن نجاحها في إبرام هدنة بين المقاومة الفلسطينية بغزة والاحتلال الإسرائيلي، مساء الأربعاء، بعد 8 أيام من بدء "إسرائيل" (14 نوفمبر/ تشرين ثان) هجومها على قطاع غزة، باغتيال نائب القائد العام لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس أحمد الجعبري، أعقبته بتوجيه غارات جوية متواصلة، دون توقف، كما فرضت قوات البحرية الإسرائيلية حصارًا على سواحل غزة، ودفعت بحشودها العسكرية ودباباتها على الحدود مع القطاع.