خبر كلينتون حذرت نتنياهو من انهيار السلطة ..هآرتس

الساعة 10:55 ص|23 نوفمبر 2012

بقلم: باراك رابيد

       (المضمون: بعد تهديد عباس بتسليم مفاتيح المقاطعة لنتنياهو في اليوم التالي للتوجه الى الامم المتحدة واجراءات اسرائيل العقابية، عادت كلينتون الى نتنياهو وحذرته من مغبة اجراءات متطرفة - المصدر).

          حذرت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في محادثاتها في اسرائيل هذا الاسبوع من مغبة اتخاذ أعمال متطرفة ردا على التوجه الفلسطيني الى الامم المتحدة والتي من المتوقع أن يخرج الى حيز التنفيذ في 29 تشرين الثاني، كون الامر من شأنه أن يؤدي الى اسقاط السلطة الفلسطينية.

          بعد يوم من دخول وقف النار حيز التنفيذ في غزة، يتعين على اسرائيل أن تبدأ بالاستعداد للازمة القادمة التي قد تقع بعد ستة أيام – في 29 تشرين الثاني – في مقر الامم المتحدة في نيويورك. فرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن) سيرفع في حينه الى التصويت في الجمعية العمومية للامم المتحدة طلبه رفع مستوى مكانة فلسطين الى مستوى دولة مراقبة ليست عضوا كاملا في المنظمة.

          اذا جرى التصويت سيحظى الفلسطينيون باغلبية كبيرة من 150 دولة على الاقل من اصل 193 عضو في الامم المتحدة. ويتمثل التخوف في اسرائيل من أنه عندما يحظى الفلسطينيون بمكانة دولة، فانهم سيسعون الى الدخول كأعضاء في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي والى رفع دعاوى ضد اسرائيل، ولا سيما حول البناء في المستوطنات، الذي هو غير قانوني حسب القانون الدولي. وفي محاولة لردع ابو مازن، هددت اسرائيل بانها سترد باجراءات عقابية خطيرة ضد السلطة الفلسطينية.

          هذا والتقت وزيرة الخارجية كلينتون ليل يوم الثلاثاء في القدس برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وزير الدفاع باراك ووزير الخارجية افيغدور ليبرمان. وتركز الحديث في الاتصالات على وقف النار في قطاع غزة، ولكنه تناول ايضا التوجه الفلسطيني الى الامم المتحدة.

          وصباح يوم الاربعاء سافرت كلينتون الى رام الله والتقت برئيس السلطة محمود عباس (ابو مازن). وطلبت كلينتون من ابو مازن اعادة النظر في التوجه الى الامم المتحدة او على الاقل تأجيله الى ما بعد الانتخابات في اسرائيل.

          في اللقاء مع كلينتون وكذا في اللقاء مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بعد وقت قصير من ذلك بدا ابو مازن مصمما على عدم التراجع عن التوجه الى الامم المتحدة. وقال لكلينتون ان من ناحيته "القطار غادر المحطة". وحسب دبلوماسي غربي، قال ابو مازن للامين العام للامم المتحدة انه اذا عاقبت اسرائيل الفلسطينيين في اليوم التالي، فاني "سأدعو نتنياهو الى المقاطعة في رام الله واسلمه المفاتيح واذهب الى البيت".

          وعادت كلينتون من رام الله الى القدس والتقت مرة اخرى بنتنياهو، باراك وليبرمان. وفي هذا اللقاء طرح التوجه الفلسطيني الى الامم المتحدة. وقالت كلينتون لنتنياهو انه يجب فحص كيف يمكن تعزيز ابو مازن في هذه الفترة، ولا سيما بعد الحملة في غزة، التي أدت الى تعزز حماس في الشارع الفلسطيني.

          واشار موظفان اسرائيليان كبيران ومسؤول كبير في الادارة الامريكية طلبوا عدم ذكر اسمائهم بسبب حساسية الموضوع، الى أن الرسالة الامريكية لاسرائيل كانت عدم تحطيم الاواني والتصرف بحكمة في اليوم التالي للتصويت في الامم المتحدة.

          "نحن نعتقد أنه يجب محاولة التقلص قدر الامكان للاضرار المحتملة من الخطوة الفلسطينية في الامم المتحدة"، قال المسؤول الامريكي. "خطوات متطرفة في اليوم التالي لن تجدي نفعا، بل ستفاقم الوضع فقط".

          واشار موظف اسرائيلي كبير اطلع على اللقاء مع كلينتون الى أن وزيرة الخارجية الامريكية قالت لنتنياهو ان خطوات عقابية اسرائيلية حادة ستضعف فقط اكثر فأكثر السلطة الفلسطينية، الامر الذي لن يخدم المصلحة الاسرائيلية. وشددت كلينتون على أن خطوات مثل الغاء اتفاقات اوسلو أو تجميد أموال الضرائب الفلسطينية قد تؤدي الى مضاعفات خطيرة لدرجة انهيار السلطة الفلسطينية.