خبر تصرف نتنياهو بشجاعة برغم الثمن السياسي- هآرتس

الساعة 10:06 ص|22 نوفمبر 2012

تصرف نتنياهو بشجاعة برغم الثمن السياسي- هآرتس

بقلم: يوسي فيرتر

        (المضمون: اتخذ نتنياهو قرار وقف اطلاق النار برغم الاعتراض على ذلك في اليمين وفي الشارع الاسرائيلي وقد يضر هذا به لكنه لن يجعله يخسر رئاسة الوزراء في الانتخابات القادمة - المصدر).

        أوحى القادة الثلاثة الذين حضروا هذا المساء (الاربعاء) أمام عدسات التصوير وعلى رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أوحوا بالاعتدال وضبط النفس والذكاء، بل أوحوا بقدر ما من التواضع. فلم يتجرأ نتنياهو على ان يُخرج من فمه كلمة "انتصار" لأنه يعلم أننا لم ننتصر، فالامر بعيد عن ذلك. انه يبدو الآن مثل تعادل. وسيتبين لنا جميعا في الاسابيع القادمة هل كان يوجد هنا مع كل ذلك نوع من الانتصار بحسب الطريقة التي ستسلك فيها منظمات الارهاب في غزة التي تلقت ضربة قاسية لكنها لم تستسلم ولم تنهَر. وكان انجازها الرئيس كسر حظر اطلاق الصواريخ على تل ابيب والقدس من غير ان تشتعل غزة بعد ذلك بساعة واحدة.

        تتطلب هذه القضايا زمنا، فقد كانت حرب لبنان الثانية تبدو فشلا فظيعا عسكريا وسياسيا، لكن حزب الله منذ آب 2006 وهو يوقف اطلاق النار ويتنفس زعيمه هواء المكيفات المصفى تحت الارض. وكانت "الرصاص المصبوب" تبدو نجاحا لكن مواد الاتفاق الذي أنهى العملية في مطلع 2009، وهي اربعون في العدد، تلاشت كأنها لم تكن بعد زمن قصير.

        ان نتنياهو واهود باراك وافيغدور ليبرمان باستقرار رأيهم على الموافقة على وقف اطلاق النار بهذه الشروط ساروا بعكس الريح وبعكس حماسة الشارع اليميني واستوديوهات تلفاز ما. ومن المؤسف أنهم لم يُظهروا شجاعة مماثلة ولم يوافقوا على الجواب عن اسئلة وسائل الاعلام. أُصبنا بدهشة حينما سمعنا كلام ليبرمان، فقد اقترح قبل نحو من عشر سنوات قصف سد أسوان وشتم الرئيس مبارك. وأمس مدح رئيس مصر محمد مرسي وأثنى عليه بسبب اسهامه الايجابي في اتصالات وقف اطلاق النار. فلو لم نكن نعرف ليبرمان لشككنا في انه يسعى الى احراج مرسي والاضرار به بين اخوانه المسلمين.

        في الميزان السياسي، قبل الانتخابات بستين يوما، يوجد هنا رابح محتمل وخاسر مؤكد وواحد يبدو انه لن يربح ولن يخسر. أما الرابح فهو اهود باراك لأن من المحتمل ان نفترض ان يتجاوز على رأس حزبه الاستقلال نسبة الحسم. ومن الصعب ان نرى كيف يُبعده نتنياهو وليبرمان اللذان أثنيا عليه أمس على أدائه عن وزارة الدفاع في شباط 2013 قبل اشهر معدودة من المواجهة العسكرية الحتمية مع ايران التي سيبدو فيها كل ما حدث في الايام الثمانية الاخيرة مثل نزهة في متنزه.

        وأما الخاسر فهو ليبرمان، فلو لم يكن اليوم في قائمة مع الليكود لجذب اسرائيل بيتنا اليه خائبي الآمال من نتنياهو. ان جميع الساذجين والأغبياء الذين توقعوا ان يسلك رئيس الوزراء نتنياهو سلوك رئيس المعارضة نتنياهو ("ان حكومة برئاستي ستسقط سلطة حماس وتقضي عليها"، كانون الثاني 2009) كانوا سيجدون بيتا سياسيا في حضن ليبرمان الدافيء.

        وأما الثالث فهو نتنياهو الذي يغضب كثيرون من مصوتيه عليه اليوم. فقد أرادوا ان يروا دبابات تُسرع في الانطلاق في أزقة غزة تسحق وتطلق النار وتُبيد كل ما يعترضها في طريقها. ولو ان جثث الجنود كانت بدأت بالعودة الى البلاد بلا انجاز حقيقي لانقلب رأيهم. ان نتنياهو بتشجيع باراك ونصيحته وهو الذي تحفظ دائما من حروب طويلة نازفة، استطاع ان يرى الصورة العامة ومنع تورطا لا داعي اليه حتى لو كان ثمن ذلك فقدان فخامة الشأن والمنزلة عند جمهور مصوتيه. وهو يستطيع ان يتحمل ذلك. ففي غياب خصم جدي ذي وزن يتحداه يصعب ان نتخيل سيناريو لا يُنتخب فيه نتنياهو مرة اخرى رئيسا لكتلة اليمين ورئيسا للوزراء في الثاني والعشرين من كانون الثاني 2013.