خبر يديعوت : أسباب قبول حكومة الاحتلال بوقف إطلاق النار مع غزة

الساعة 09:53 ص|22 نوفمبر 2012

متابعة الصحف الصهيونية

قالت صحيفة يديعوت ان سحابة حموضة تدلت من فوق قاعة إعلام ديوان رئيس الوزراء أمس, وخاصة أثناء ما كان نتنياهو يتمدح بانجازات العملية العسكرية لكنه علم انه لم يكن يأمل بهذه الانجازات وهذه النتيجة.

وقالت الصحيفة ان الثلاثة أثنى بعضهم على بعض بشفاه متشنجة. ولم تستطع الإطراءات إخفاء حقيقة ان استقرار الرأي على وقف إطلاق النار قد تم اتخاذه بعد مشاحنة شديدة بين الوزراء التسعة.

وأشار موقع يديعوت الي ان طلب ليبرمان بمساعدة شتاينيتس الاستمرار في القتال بطريقة كان يمكن ان تتطور كما تقول جهات امنية الى عملية برية؛ وطلب باراك بتأييد بيغن ومريدور قبول اقتراح وقف إطلاق النار وتلوى نتنياهو فقد علم ان موقف باراك يعتمد على موافقة واسعة لقيادة الجيش الإسرائيلي العليا. وقد ناوأ باراك وقبل الحكم في نهاية الأمر.

بخلاف الانطباع الذي نشأ أمس لا يوجد اتفاق وقف اطلاق نار ويبدو انه لن يكون ايضا، بل يوجد التزام متبادل لوقف إطلاق النار ستجري بعده مباحثات بين مصر واسرائيل في حاجات حماس ومطالبها وحاجات إسرائيل ومطالبها.

وأوضحت الصحيفة انه إذا ثبت وقف إطلاق النار فقد تأذن "إسرائيل" باستيراد عدد من المنتوجات الى القطاع لا يجوز استيرادها اليوم أو تُبطل بعض عناصر الحصار وما يُفتح قد يُغلق ولا يتوقع أي شيء حاد في هذا المجال.

ان احتمال ان تنضج هذه المباحثات لتصبح تفاهمات بين إسرائيل وحماس غير كبير، فهم في حكومة إسرائيل يفترضون انها لن تنضج. ويتعلق طول ثبات وقف إطلاق النار بطول ذاكرة الطرفين. فما بقيت حماس تتذكر وتستوعب قتلى مستواها القيادي، وما بقيت تُحصي الصواريخ التي تم القضاء عليها والبيوت التي هُدمت والمعاناة التي جلبتها على السكان فهناك احتمال ان تحجم عن تجديد اطلاق الصواريخ وتكف جماح المنظمات الاخرى؛ وما بقوا في حكومة اسرائيل يتذكرون الخسائر والدمار المادي والثمن المالي الباهظ لاسبوع العملية فهناك احتمال ألا تُغرى الحكومة باجراءات تتحرش بالطرف الثاني.

   ان التغييرات المهمة التي قد تحدث عقب العملية تتجاوز المجال الضيق لعلاقات اسرائيل بحماس والاسباب التي دفعت لوقف اطلاق النار

•       بيّنت الإدارة الأمريكية لإسرائيل في أثناء زيارة هيلاري كلينتون ان لها منظومة مصالح خاصة في الشرق الاوسط. وهي تعتمد على مصر وتركيا الاسلاميتين. وقد انتخبت حكومتاهما انتخابا ديمقراطيا. وهما مع الحكومات السنية الاخرى – السعودية والاردن والسلطة الفلسطينية وإمارات الخليج – تريان ايران الشيعية العدو اللدود. وهما في تحالف واحد مع الولايات المتحدة على سوريا الاسد.

يتوقع الأمريكيون من إسرائيل ان تساعدهم على تعزيز الكتلة العربية المعتدلة وان تفعل ذلك فورا. يجب عليها أولا ان تجعل سياستها مرنة مع أبو مازن. ويجب عليها ان تجد سبيلا للتخفيف عن تركيا اردوغان وعن مصر مرسي. وهذا يعني توقع تحول حقيقي في السياسة الخارجية لحكومة نتنياهو، ويحدث هذا في وقت غير مريح عشية انتخابات.

•       تتناول المادة الأولى من المطالب الأمريكية توجه الفلسطينيين الى الامم المتحدة ليتم الاعتراف لهم بدولة غير عضو. وبيّنت كلينتون ان أبو مازن عازم مصمم على فعل ذلك، فلا داعي لمحاولة عقابه. يجب بدل ذلك مضاءلة الضرر وضمان ألا يتواجه الفلسطينيون واسرائيل في المحكمة في لاهاي، والشيء الأساسي هو تجديد مسيرة السلام.

•       برهنت العملية العسكرية بطريقة مؤلمة على تعلق إسرائيل العسكري والسياسي بالولايات المتحدة. واحتاجت اسرائيل لانجاز تعاون مع مصر الى اوباما الذي خصص جزءا كبيرا من رحلته التاريخية الى آسيا لحديث هاتفي مع الرئيس مرسي من اجل اسرائيل. وتطلب اسرائيل الآن مساعدة مالية خاصة للاستمرار في التسلح بالقبة الحديدية.

•       بخلاف الكلام الذي قاله ليبرمان أمس، برهنت العملية العسكرية على تدهور علاقة الحكومات باسرائيل. ففي عملية "الرصاص المصبوب" لحكومة اولمرت قبل اربع سنين جاء الوزراء الى اسرائيل لتأييدها. وقد أيدوا اسرائيل بلا تحفظ برغم القتل في غزة وبرغم العملية البرية. وقد جاءوا هذه المرة للضغط عليها ومنع عملية برية.

•       في خلال العملية العسكرية تصرفت مصر وتركيا وقطر على أنها وكيلة حماس. وخطت حكومة حماس في غزة خطوة واسعة جدا نحو اعتراف دولي فعلي إن لم يكن نظري بحكمها في القطاع، وليس هذا الشيء سيئا لاسرائيل بالضرورة لكنه يلقي ضوءا سيئا على تصريحات "اسقاط" سلطة حماس.

•       ان التقارب بين حكومة مصر الإسلامية وحماس حقيقي وهو يضائل مجال مداورة اسرائيل، ومع ذلك تكمن فيه فرصة ايضا لأنه اذا أرادت حكومة مصر ان تكف جماح حماس فعندها احتمال جيد لفعل ذلك.

•       لم تدفع العملية الى الأمام بحل مسألة التهريب من سيناء. ان إشراك الامريكيين في جهد منع التهريب غير جديد، فقد اشتملت عليه ايضا المذكرة التي أنهت "الرصاص المصبوب" وإن كان تم الحديث هناك عن تهريبات عن طريق البحر. لا يوجد للمشاركة الامريكية وزن حقيقي لأن كل شيء متعلق بارادة حكومة مصر وبمستقبل العلاقات بينها وبين اسرائيل.

•       مع كل الثناء على القبة الحديدية كان يوجد شيء جديد جدا غير اسرائيلي في إدمان وسائل الدفاع. فقد نجحت حماس في جعل محاربتها باهظة الكلفة جدا من جهة مالية ربما أبهظ من ان تحتمل. خُصصت القبة الحديدية لتكون الوسيلة الأخيرة بعد أن لا ينجح الجيش الاسرائيلي في إبطال مجرد اطلاق الصواريخ، وقد أصبحت هي الوسيلة الاولى في حالات كثيرة جدا.

•       أثبتت حماس قدرة على الصمود وقدرة على اطلاق أكبر مما توقعوه في الجيش الاسرائيلي. ان العملية لم تنته بتعادل من جهة عسكرية فقط بل خلفت وراءها تركة حربية تستطيع المنظمات في غزة ان تفخر بها.

•       ان نتنياهو يتولى رئاسة الوزراء منذ سبع سنوات ولايتين مستقلتين. ولم توجد حرب ولا عملية عسكرية طوال سنوات ولايته كلها كما قال هو نفسه – بفخر. كانت "عمود السحاب" هي العملية الاولى التي أدارها، فهل أدارها؟ نشك في هذا كثيرا. يشير تلخيص أولي للعملية الى عدة نقاط: ترك نتنياهو لباراك والجيش الاسرائيلي ان يديرا العملية كما يشاءان. وكانت الأهداف التي تم تحديدها متواضعة قابلة للتنفيذ وكان التنفيذ حذرا. وكانت مراوحة أخرت نهاية القتال بلا فائدة لكن استقرار الرأي على الامتناع عن عمل بري وقبول وقف اطلاق النار كان صحيحا. ان الشيء الصارخ الى السماء هو الفرق بين خطابة نتنياهو حينما كان رئيس معارضة وسياسته بالفعل. يُسمي نتنياهو هذا "مسؤولية" – فرئيس الوزراء المسؤول يتنكر لكل ما وعد به حينما كان رئيس معارضة غير مسؤول. وهذا تفكير فاسد غير جدي.

 قال ليبرمان ان الحكومة لم تأمر الجيش الاسرائيلي باسقاط حماس بسبب قرب الانتخابات. وهذا الزعم ايضا كاذب ويُحقر المسيرة الديمقراطية ايضا.