خبر رغم التهدئة.. غمامة سوداء لا تفارق الغزيين

الساعة 08:14 ص|22 نوفمبر 2012

غزة (خـاص)

 

لم يكد يبزغ صباح هذا اليوم، حتى خرج الأطفال يلعبون الكرة في الشوارع، وقد اعتلت وجوههم الفرحة والابتسامة باتفاق التهدئة الذي توصلت له المقاومة الفلسطينية، لكن هناك غمامة سوداء متنقلة تنغص عليهم تلك اللحظات الجميلة، أَبَت إلا أن تفارقهم في السماء.

"الزنانة".. تلك طائرة الاستطلاع التي تحوم منذ بداية التصعيد في سماء قطاع غزة، ولا تدلل سوى عن موت قادم، تحلق على ارتفاعات منخفضة ويمكن رؤيتها بوضوح، وتسبق أي عملية قصف أو استهداف أو اغتيال للمواطنين.

الطفل حمدي أبو يوسف (11 عاماً) من سكان مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، كان يرقب بعينيه تلك الطائرة التي لم تهدأ منذ الإعلان عن التهدئة يوم أمس الأربعاء في تمام الساعة التاسعة مساءً وهو أمر يثير الرعب، لدى كافة المواطنين، الذين يشعرون بأن الحرب مازالت مستمرة، أن هناك شيئاً ما سيحدث.

ويقول أبو يوسف في حديث لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية":" لم نعد خائفين فقد تعودنا على هذه الزنانات وأصواتها المزعجة، على الرغم أن الاحتلال لا يفرق بين طفل وكبير ونساء وأطفال، كثير من الأطفال استشهدوا وهم يلعبون".

ويُشار إلى أن المفهوم العسكري لـ"الزنانة" عبارة عن طائرة  استطلاع، تستخدمها أغلب جيوش العالم لما تتمتع به من قدرات الكترونية  متطورة تنحصر في مجال التجسس والتصنت، والمراقبة والتصوير والمسح الجوي،  وتحديد الأهداف، وعادة ما يكون عملها مرتبطاً بغرفة مركزية.  

المواطن خالد الفقي (23 عاماً)، اعتبر أن التحليق المكثف للزنانة هو إصرار من قبل إسرائيل على قتل الروح المعنوية للفلسطينيين خاصةً وهو يحتفل بانتصار المقاومة على الآلة الصهيونية، وهو يعرف أن الزنانة تُشكل رمز موت للفلسطينيين.

وأضاف لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن الزنانة تحاول تصوير تحركات الفلسطينيين خاصة بعد أن فشلت خلال التصعيد في أن تصطاد رجال المقاومة، لذا فالمقاومون عليهم أن يكونوا متيقنين لما يحدث.

جدير بالذكر، أن قطاع غزة شهد على مدار أسبوع كامل تصعيداً صهيونياً على كافة محافظات قطاع غزة، خلف أكثر من 160 شهيداً و1200 جريحاً بينهم حالات خطرة معظمهم من الأطفال والنساء والمدنيين.