خبر أُنظروا من يتحدث - يديعوت

الساعة 11:57 ص|21 نوفمبر 2012

ترجمة خاصة

أُنظروا من يتحدث - يديعوت

بقلم: سيما كدمون

(المضمون: ستضطر اسرائيل إن عاجلا أو آجلا الى محادثة حماس - المصدر).

انهار مع البرج السكني في ريشون لتسيون أمس ايضا عدد من الأبراج التي نشأت هنا في السنين الاخيرة مثل انه لا يمكن ان تصبح مدينة في مركز البلاد قرب تل ابيب حقا في مدى صواريخ من قطاع غزة. ومثل انه لا يمكن ان تستوعب حكومة برئاسة نتنياهو وليبرمان أُدخل في الاتفاق التحالفي بينهما الالتزام باسقاط سلطة حماس – ان تستوعب حدود القوة وان تبحث عن سبيل لوقف اطلاق النار من غير ان تستنفد وعدها الانتخابي. ومثل ان يُظهر الرجل الأكثر ايمانا بالقوة العسكرية في هذه الحكومة اليمينية وهو افيغدور ليبرمان، اعتدالا مثل زهافا غلئون تقريبا كما تُبين مقابلة صحفية أجراها أمس مع "واي نت". وأن توجد في الأساس دولة اسرائيل التي لا تعترف بحماس ولا تفاوضها قريبة من اتفاق معها.

سجلوا اذا أمامكم ان اسرائيل أجرت في الماضي تفاوضا مع حماس وهي تجري معها الآن تفاوضا. قد لا يكون مباشرا وقد يكون في غرف مستقلة وربما يكون بواسطة وسطاء لكن لا سبيل اخرى لتسمية ما يحدث في اليوم الاخير بيننا وبين حماس. وليست هذه هي النهاية لأننا سنُحادث حماس في المستقبل ايضا. سيكون ذلك بطريقتنا الصبيانية الفظة وبعد ان نُجر الى هناك مثل الخِرق لكن ذلك سيحدث لأنه لا يوجد مناص آخر. لأنه اذا لم يمكن اسقاط حماس ولم يمكن احتلال غزة مرة اخرى ولم يمكن العيش مع جولات عنف كهذه فلا مفر سوى التحادث، ولا يوجد في غزة جهة اخرى نُحادثها.

المشكلة هي ان الحكومة التي أُضيعت سنوات حكمها كلها من غير أية محاولة حقيقية لدفع مسيرة السلام الى الأمام والتي لا تعتبر حتى أبو مازن شخصا يمكن الجلوس معه – ستحتاج الى سنوات طويلة اخرى لادراك هذا.

سنعلم في الايام القريبة الى أين تتجه هذه العملية التي بدأت بنشوة اغتيال الجعبري، ويبدو كل ما حدث بعد ذلك بلا انجازات حقيقية. والسؤال الذي يُسأل هو لماذا كان يجب إطالة العملية اسبوعا آخر اذا كانت ذروة العملية هي ذلك الاغتيال الرائع.

يُقال في فضل القائمين بهذه العملية انهم قاموا بها من غير حماسة ومن غير وعود ضخمة ومن غير أدنى قدر من الصلف. وسيكون هذا في مصلحتهم حينما يضطرون في الايام القريبة الى اتخاذ قرارات. ويوجد الشأن السياسي الذي يصاحب هذه الحرب كالظل لأنه لا يمكن ان نبالغ في الحديث عن الشرك الذي وقع فيه نتنياهو قبل الانتخابات بشهرين بالضبط. اذا توصل الآن الى اتفاق غير مرضي لا تُحرز به الأهداف الرئيسة التي خرجوا الى العملية من اجلها، وهي الهدوء في الجنوب ومنع إدخال الوسائل القتالية الى القطاع، فقد يدفع عن ذلك ثمنا باهظا في صناديق الاقتراع. أمس بعد يوم قاسٍ من القصف كانت ذروته صاروخا أصاب ريشون لتسيون، بدأ الضغط السياسي بالتجمعات في المدن المقصوفة والهتاف بأن "الشعب يريد هدوءا في الجنوب". من كان يصدق ان شعار الاحتجاج الاجتماعي سينتقل الى هناك.

ومن جهة ثانية اذا دفعه ضغط اليمين وسكان الجنوب مع الصعوبات التي ستراكمها حماس الى عملية برية فانه قد يجد نفسه غارقا الى عنقه في الوحل الغزي مع نتائج يثير القشعريرة حتى التفكير فيها. لو لم يكن الحديث عن فترة ما قبل الانتخابات لاستطاع نتنياهو الاستخفاف بهذا الضغط السياسي. أما في الوضع الحالي فيجب ان يكون ذا شخصية قوية صارمة حقا ليصد الصيحات.

إن لم يفعل فقد يجد نفسه في كانون الثاني مع كتائب من الجنود يجلسون حول مخيمات اللاجئين في غزة.