خبر هكذا طورنا مرسي - هآرتس

الساعة 11:56 ص|21 نوفمبر 2012

ترجمة خاصة

هكذا طورنا مرسي - هآرتس

بقلم: رؤوبين بدهتسور

(المضمون: دخلت اسرائيل العملية في غزة من غير ان تخطط مسبقا لصورة الخروج - المصدر).

سادت حيرة في هذه الايام في دهاليز هيئة القيادة العامة. فبعد ايام النشوة الاولى حينما تمت الهجمات على غزة في تخطيط ونجاح كبيرين ظهر سؤال كان يفترض ان يُسأل قبل بدء المعارك وهو كيف ننهي هذه القضية.

يتمدحون في جهاز الأمن بنجاح الهجوم الجوي على غزة ويذكرون انه يعتمد على دراسة دروس "الرصاص المصبوب". من شبه المؤكد ان هذا صحيح وتشهد قلة المصابين من المدنيين في القطاع على تخطيط دقيق وعلى جمع للمعلومات الاستخبارية مدهش وعلى قدرة تنفيذ ممتازة لسلاح الجو. لكنهم في هيئة القيادة العام لم يتعلموا درسا واحدا مهما وهو ان دخول الحرب من غير ان يتم التخطيط مسبقا لاستراتيجية الخروج، خطأ. ويشترك في هذا الخطأ ايضا بالطبع المستوى السياسي.

دخل الجيش الاسرائيلي في هذه المرة القتال في غزة كما حدث بالضبط في حرب لبنان الثانية وفي "الرصاص المصبوب" من غير ان يتضح ألبتة كيف يتقرر انه تم احراز أهداف العملية وانه يمكن اعلان نصر ووقف اطلاق النار. حدد وزير الدفاع اهود باراك ثلاثة أهداف للمعركة وهي تقليل اطلاق القذائف الصاروخية، وتعزيز الردع وتحسين الواقع الأمني اليومي لسكان الجنوب. وهي في الحقيقة أهداف مناسبة مشكلتها الوحيدة هي انه لا يمكن ان نعلم ألبتة هل تم احرازها اذا لم نتوصل الى تسوية تشترك فيها حماس، بيد انه يبدو ان القتال يُبعد احرازها فقط.

اذا كان القصد الى ان تفضي الهجمات في القطاع الى مس بدافعية حماس والى "تقليل اطلاق صواريخ القسام" فمن الواضح ان هذا فشل. فقد أُطلق نحو من ألف قذيفة صاروخية من غزة في ستة ايام ووسعت حماس أهداف الاصابة الى تل ابيب والقدس. وفيما يتعلق بالردع فانه يوجد فشل منطقي في كلام ضباط كبار زعموا هذا الاسبوع ان هجمات سلاح الجو الناجحة زادت ردع حماس. ليس واضحا عن أي ردع يتحدثون في الوقت الذي تطلق فيه حماس مئات القذائف الصاروخية في كل يوم.

كان يجب على من استقر رأيه على تنفيذ عملية "عمود السحاب" ان يخطط بموازاتها لنقطة النهاية. لكن يبدو ان ذلك لم يتم فعله. اذا كان القصد الى اعلان نصر حينما يتوقف اطلاق القذائف الصاروخية فقد كان هنا فشل في تقدير تصميم حماس. والذي توقع ان تفضي الهجمات الجوية الى ركوع حماس اخطأ خطأ مطلقا بالطبع. لكن حتى لو توقف اطلاق القذائف الصاروخية واستقر رأي بنيامين نتنياهو وباراك على اعلان نصر وانهاء المعركة العسكرية فماذا كان سيحدث لو ان حماس عادت وأطلقت صواريخ قسام بعد يوم واحد؟.

تمدح باراك في مطلع الاسبوع بأن الخروج للعملية يشهد على تفكير مسبق قبل العمل والحقيقة معاكسة بالطبع. وهذا ما يجعلهم في هيئة القيادة العامة يبحثون في يأس عن "صورة النصر" التي تُمكّن من انهاء القتال من غير ان يُرى فشلا لاسرائيل. والمشكلة هي انه كلما مرت الايام ولم تُحرز صورة النصر أخذ يكبر خطر ان يضطر الجيش الاسرائيلي الى الارتفاع منزلة وإدخال القوات البرية الى القطاع.

يصعب ان نصدق ان رئيس الوزراء ووزير الدفاع خططا لتحسين مكانة وفخامة شأن رئيس مصر محمد مرسي حينما استقر رأيهما على الخروج للعملية. لكن هذا بالضبط ما حدث. فقد أصبحت اسرائيل متعلقة بالارادة الخيّرة لمرسي الذي بقي الأمل الوحيد لاحراز اتفاق وقف اطلاق نار. في الوقت الذي كتبنا فيه هذه الجمل كان يجري تفاوض في القاهرة بين اسرائيل وبين من أعلن رئيس الوزراء أننا لن نُحادثها ألبتة، أعني حماس. يجب ان نأمل ان يكون قد أُحرز اتفاق وان يقف اطلاق النار. لم يتوقع نتنياهو وباراك هذه النهاية لـ "عمود السحاب" لكن هذا ما يحدث حينما لا تكون النهاية واضحة مسبقا.