خبر الهجوم على ايران – الخيار العقلاني- واي نت/يديعوت

الساعة 11:49 ص|21 نوفمبر 2012

الهجوم على ايران – الخيار العقلاني- واي نت/يديعوت

بقلم: عاموس يدلين ويوئيل جوجنسكي

(المضمون: حتى لو كانت احتمالية أن تهاجم ايران اسرائيل بسلاح نووي منخفضة، فان الضرر المحتمل الكامن في هذا الهجوم كبير لدرجة أنه كفيل بان يبرر استنفاد كل الخيارات – بما فيها العسكرية – التي توجد من أجل منع ايران من تحقيق هذه القدرة - المصدر).

يدعي المؤيدون للهجوم على المنشآت النووية الايرانية، ضمن أمور اخرى، بانه توجد علامة استفهام كبرى في مدى عقلانية اتباعه. والنتيجة هي انه سيكون خطيرا جدا بل وربما متعذر، ردع زعماء ايران من العمل بواسطة سلاح نووي ضد اسرائيل، اذا ما كان هذا السلاح حقا تحت تصرفهم. ومقابلهم، فان اولئك الذين يسعون الى الامتناع عن الهجوم على مواقع النووي الايرانية يبرزون كون زعماء الجمهورية الاسلامية عقلانيين، بمعنى انه سيكون ممكنا الاعتماد على الردع الاسرائيلي المناسب "في اليوم التالي".

الفرضية، التي في اساس تعريف العقلانية، هي أنه توجد لنا كل المعلومات ذات الصلة لاتخاذ القرارات، انه توجد لنا القدرة على حساب قيمة كل الامكانيات المختلفة التي تعرض أمامنا. وتفترض العقلانية بانه لا يوجد اي قيد معرفي يمنعنا من التفكير بالاثار الممكنة لكل خيار محتمل. ولكن، اتخاذ القرارات في ظروف انعدام اليقين هو عملية تكمن لها اخفاقات عديدة في اتخاذ القرار.

منذ الثورة الاسلامية، ولا سيما على طول الحرب الايرانية – العراقية، اثبتت ايران بانها تحركها اساسا اعتبارات برغماتية في سياستها. ومع ذلك، فان الموضوع المقلق هو أن ايران لم تقدر دوما على نحو سليم رد فعل الخصم، او لم تكن حساسة تجاه "الاثمان العالية" حسب الجدول الغربي، حتى عندما كان يدور الحديث عن حياة رجالها.  ومؤخرا ايضا توجد علامة استفهام كبيرة على مدى التفكر الايراني في ضوء محاولة تصفية السفير السعودي في واشنطن الامر الذي من شأنه أن يؤدي الى صدام مع الولايات المتحدة. وبالمناسبة، يمكن الجدال والقول ان النشاط الايراني ضد الولايات المتحدة وحلفائها هو بالذات دليل على الحذر – فهذا نشاط تحت حافة التصعيد وفي غطاء يمنع الرد.

حتى لو افترضنا أن ايران هي لاعب عقلاني، فان أمامنا تحديا غير بسيط لحل لغز العقلانية الايرانية. أن نفهم على حقيقتها الاعتبارات التي توجه خطى زعماء ايران ومحاولة التنبؤ بقراراتهم وسلوكهم في أوضاع الازمة. اضافة الى ذلك، لا تتوفر معلومات كاملة عن منظومة اتخاذ القرارات في ايران، وكذا بالنسبة لجودة المعلومات التي تصل الى الزعيم خيمنئي.

حتى دون صلة بمدى العقلانية للنظام الايراني، مشكوك أن يكون ميزان الردع الاسرائيلي – الايراني مستقرا بما يكفي، وذلك بسب عوامل سياسة، جغرافية وتكنولوجية منقطعة عن سبيل وطابع اتخاذ القرارات في الطرف الايراني. فضلا عن ذلك توجد امكانية أن تختار ايران نقل هذه القدرات أو تلك الى منظمات تابعة، كحزب الله، اللجام فيها على اسخدام اسلحة الدمار الشامل أدنى بكثير.

والنتيجة هي أنه سيكون صعبا حتى متعذرا خلق ميزان رعب مستقر، على نمط الحرب الباردة، في الشرق الاوسط. فخلف هذا الموقف يوجد مبرران مركزيان: الاول، المكان المركزي للاعتبارات الدينية – المهدية في أوساط القيادة الايرانية. والثاني، امكانية أن يطلق سلاح نووي بيد ايران حتى دون نية صريحة من الحكم. ايران لم تؤطر بعد عقيدة ومنظومة نووية عملياتية وثبت في الماضي كم هي "سلسلة القيادة" العسكرية عندها اشكالية، الامر الذي من شأنه أن يؤدي الى سلسلة أعمال تقود نحو استخدام غير مسموح به للسلاح. اضافة الى ذلك، لا توجد منظومة لتعطيل الاخطاء ومنع التصعيد غير المقصود.

استخدام تعبير "عقلانية" يخطىء بالتالي الهدف. فبني البشر، بمن فيهم الزعماء، يجدون صعوبة في الوصول الى اختيار دقيق بين البدائل المختلفة والوقوف عند المنفعة التي يعطيها كل بديل بسبب تأثير العقيدة، الحدس، الثقافة والميول السياسية والمؤسساتية. وحسب هذا التعريف، فان زعماء ايران ليسوا أقل عقلانية من نظرائهم الاسرائيليين.

ولكن هل صاحب القرار الاسرائيلي العقلاني يمكنه أن يستبعد من حسابه أن تعمل ايران ضد اسرائيل رغم المخاطر العالية التي ينطوي عليها ذلك بالنسبة لها؟ حتى لو كانت احتمالية أن تهاجم ايران اسرائيل بسلاح نووي منخفضة، فان الضرر المحتمل الكامن في هذا الهجوم كبير لدرجة أنه كفيل بان يبرر استنفاد كل الخيارات – بما فيها العسكرية – التي توجد من أجل منع ايران من تحقيق هذه القدرة.