خبر انجاز مرسي- إسرائيل اليوم

الساعة 12:36 م|20 نوفمبر 2012

 

 

بقلم: البروفيسور إيال زيسر

ليست المشكلة التي يواجهها قادة اسرائيل وقادة مصر ايضا انهاء جولة التصعيد الحالي – عملية "عمود السحاب". فالتحدي هو ضمان ألا توجد على أثرها جولات تصعيد اخرى بل يُطبق وقف اطلاق النار المطلق على طول حدود القطاع الذي يلتزم به الطرفان اسرائيل وحماس وسائر الفصائل الفلسطينية الاخرى العاملة في القطاع، في الأساس.

اذا تم احراز هدنة حقيقية كهذه حقا فسيكون ذلك انجازا من الطراز الاول لرئيس مصر محمد مرسي، فهذا الأخير يستطيع ان يُسجل لنفسه برضى أقصى نجاح في امتحانه الاول باعتباره زعيما عربيا واقليميا لا زعيما عربيا خاصة.

برغم ان مرسي ما يزال يحجم عن ذكر اسم اسرائيل في خطبه وبرغم خطابته المنفلتة، تصرف في الحاصل بمسؤولية وأظهر نشاطا وفاعلية لم نرَ لهما مثيلا حتى في ايام حكم حبيبنا حسني مبارك.

لم ينجر مرسي الى اجراءات لا عودة عنها، بل حرص على الحفاظ على قناة اتصال مفتوحة مع اسرائيل ولن نقول على اتفاقات السلام معها. وقد استغل حقيقة ان منظمة حماس محتاجة له اليوم أكثر مما كانت دائما بعد ان تركت قيادة المنظمة دمشق وبردّت علاقاتها مع ايران. وهكذا طلب الى حماس من موقع الأخ الكبير الحاضن ان تُظهر مسؤولية وان تسلك سلوك قادة دولة غزة القادمة لا منظمة ارهاب.

لم يفعل مرسي ذلك لأجل عيني اسرائيل الجميلتين بل ولا من أجل حماس. بل فعل ذلك لأنه يؤمن بأن مصلحة مصر العليا ومصلحته باعتباره رئيسها تقتضي التهدئة.

اذا تم احراز اتفاق واذا استمرت الازمة زمنا ما ايضا فان مرسي هو الذي يقطف كامل النقاط في الحلبة الاقليمية ويصبح زعيما لا يمكن العيش من غيره. وبازائه يظهر رئيس وزراء تركيا اردوغان مسارعا الى الرقص على الدم والى استغلال كل حادثة للدفع بمكانته الى الأمام. لكن اردوغان بخلاف مصر التي حرصت على الحفاظ على قنوات اتصال مفتوحة باسرائيل، عنده القليل جدا مما يسهم به لاحراز هدنة وتطبيقها. وهذا برهان آخر على الفرق بين الصورة التي يريد ان يكتسبها لنفسه الحاكم التركي وبين قدرته الفعلية على تقديم حتى مصالح بلاده في العالم العربي الذي يُذكره دائما بأنه ليس زعيما عربيا.