خبر أعطوا غزة لمصر- معاريف

الساعة 12:34 م|20 نوفمبر 2012

 

بقلم: شالوم يروشالمي

هذه الحرب ستنتهي في غضون اسبوع الى هذا الحد او ذاك، لان العالم لن يسمح لها بان تستمر. نحن لسنا في ايام "رصاص مصبوب". في حينه وصل الى هنا كل رؤساء الدول في اوروبا لسبب اساسي واحد: جورج دبليو بوش كان الرئيس الامريكي، وهو بنفسه كاد يصعد الى طائرة اسرائيلية كي يقصف اهداف في غزة. الكل اراد أن يسير في حينه على خطه الكفاحي. أما اليوم فنحن مع براك اوباما الذي يلمح عبر "النيويورك تايمز" بما يفكر به عن عملية برية على نمط "رصاص مصبوب": سلبي تماما. يجب البدء بالانهاء، في صالح الجميع.

كما أننا ملزمون بالتفكير بما سيأتي. ان ندخل الى الوعي أخيرا بان ليس لنا ما نبحث عنه في قطاع غزة. بعد بعد الارتباط والانسحاب الى خطوط الهدنة التي تقررت في شباط 1949 لم يعد لنا بلدات هناك، ولا حاجة لحماية احد، ولا حتى لحراسة قوافل المستوطنين التي تسافر الى غوش قطيف أو تخرج من نتساريم. الحكم في غزة عديم الصلاح. لا حوار لسلام حقيقي مع حماس التي ترى في كل أرض اسرائيل وقفا اسلاميا. يمكن الوصول معهم فقط الى وقف طويل للنار، في افضل الاحوال.

محق الوزير يسرائيل كاتس الذي طرح الامور في نهاية الاسبوع مرة اخرى، هذه المرة في مقابلة مع القناة 2. علينا أن نفك ارتباطنا عن غزة نهائيا، ان نضرب بيننا وبينهم حدودا سياسية صلبة وأن نتعاطى مع القطاع وكأنه سوريا أن لبنان. لا من يخرج ولا من يدخل. لا توريد كهرباء، لا تبادل بضائع ولا مصادرة بضائع. لا بقدونس ولا كزبرة، لا معابر حدود ولا اتصال بحري. غزة يجب فتحها باتجاه مصر وليس باتجاه اسرائيل. والتشجيع بأكبر قدر معابر رفح. ما لم نفعله في 1967 بعد أن أصرينا على ابتلاع غزة في دخلنا، يجب عمله الان.

حملة "عمود السحاب" كفيلة بان تفتح نافذة فرص فريدة من نوعها. زيارة رئيس الوزراء المصري الى غزة، رجل الاخوان المسلمين هشام قنديل استقبل عندنا بتخوف كبير. لماذا، في واقع الامر؟ ينبغي بالذات تشجيع هذا الارتباط وجعل مصر وقطاع غزة كيانا واحدا ومناشدة مصر ان تورد لغزة كل الاحتياجات- من الغاز الطبيعي وحتى الكهرباء والمياه. حكم مركزي لدولة جدية مثل مصر أفضل من حكم ارهاب حماس فقط.

في اليومين الاخيرين، أصبحت مصر مركزية عبرها تجري كل المفاوضات السياسية. الرئيس محمد مرسي يستقبل المحادثات والضيوف. اوباما يتوجه اليه، رئيس وزراء تركيا يزوره، زعماء حماس يعرفون بان فقط من هناك سيأتي لهم الخلاص. هذا تطور ايجابي، بالاجمال. مصر لا تحبنا، ولكنها تريد الهدوء. في واقع الامر لا يوجد اي فرق بينها وبين سوريا. هناك نحن نحتفظ بحدود هادئة فقط بسبب المصلحة المشتركة. ومحظور أن ننسى بانه يوجد بيننا وبين مصر اتفاق سلام.

في اطار هذه السياسة يجب أن نرفع ايضا الحصار عن غزة، الذي يتسبب لنا بمشاكل عويصة على مدى السنين وورطنا مع تركيا ودول اخرى. كل سفينة يمكنها أن تدخل الى هناك، اذا لم تكن تحمل السلاح. ويمكن أن نفحص جيدا سفينة مسلحة حتى من بعيد. مرمرة الشهيرة كانت ستعلق حتى اليوم في غزة لو سمحنا لها بالدخول – ورجالها كانوا سينسون هناك، في الظلام الاسلامي. إذ ليس في غزة ميناء مع مياه عميقة، ولا توجد امكانية حقيقية للرسو. اذا كانت مصر تريد، فلتبني لهم ميناء كهذا.

واذ كان ذات مرة مليون ونصف فلسطيني في غزة جزء من الخطر الديمغرافي المحدق باسرائيل، فهذا هو الوقت لتفادي هذا الخطر مرة واحدة والى الابد. على دولة حماس أن تكون دولة منفصلة، او كما اسلفنا جزء من مصر. هكذا أيضا قد يتعامل العالم معنا بشكل مختلف، لا كمحتل بل كمحرر. واذا واصلوا ان يطلقوا من هناك صواريخ فجر 5، فيجب الرد بتصميم – وكأن سوريا أو لبنان هاجمنا – الى أن نحقق معهم هدنة لزمن طويل، ولكن على ما يبدو ليس أكثر من هذا.