خبر هذا ليس الوقت- معاريف

الساعة 12:20 م|20 نوفمبر 2012

 

بقلم: أمنون لورد

12 تموز 2006، اليوم الذي اختطف فيه الداد ريغف وايهود غولدفاسر، أمسك الجمهور الاسرائيلي وقيادته متلبسا في وضع من التحفز. فقد تدحرجت الامور من تلقاء ذاتها تقريبا، بعمى تام من العناد والنوازع. ما حصل في 14 تشرين الثاني 2012، ولا يزال مستمرا لليوم السادس، أمسك بنا وبالقيادة الرائدة، أي نتنياهو وباراك، في وضع من جمع برودة الاعصاب والوعي. وحسن أن هكذا. ليس جيدا الدخول في خطوة عسكرية بعيدة الاثر حين لا تكون أنتَ منذ البداية تسيطر على أفعالك.

في وضع الوعي الحالي يبدو أن هذا ليس الوقت لتنفيذ الخطوة العسكرية الكبيرة والشاملة للاقتلاع المنهاجي لبنى الارهاب التحتية. على نتنياهو أن يواصل الضغط، حتى لو أبدت حماس مؤشرات على أنها جد معنية بوقف النار، ولكن عدم الدخول الى ما كان البعض القليل جدا يريدون دفعنا اليه. لا حاجة الى التسرع في انهاء قضية "عمود السحاب". فنحن نتحكم بالوضع ونقشر بالتدريج قدرات النار من غزة، ولكن اذا ما نضج الوضع وكان اتفاق ما، فينبغي أن ننهي فورا معركة الاشتباك الغريبة هذه، التي تضحي فيها حماس بأفضل ابنائها وابناء اسرائيل يرون الاصوات في التلفزيون ويدهشون، اولئك الذين لا يندفعون في كل بضع دقائق الى المجالات المحصنة خوفا من الصواريخ.

هنري كيسنجر لا يزال يكتب، وقبل يومين نشر مقالا في "واشنطن بوست" كتب فيه ان "القرار الاكثر الحاحا الذي يقف امامه الرئيس هو كيف يوقف ايران عن مواصلة سباقها نحو البرنامج النووي العسكري". محظور أن ننسى هذا الهدف الكبير، الذي هو قبل كل شيء مشكلة نتنياهو. معركة الاشتباك الجراحي في الجنوب وقعت بمبادرة ايران الاستفزازية. يبدو أن هناك غير قليل ممن كانوا سيسارعون الى الدخول الى حملة "رصاص مصبوب 2". ولكن هذا في هذه اللحظة زائد لا داعي له. فليس صدفة أنه يوجد احساس في أن اولئك الذين يدفعون نحو عملية واسعة وطويلة هم اولئك الذين يعارضون صراع نتنياهو ضد النووي الايراني.

ظاهرا يبدو أن نتنياهو حشر في زاوية لم يرغب فيها. الدخول الى المرحلة التالية، البرية. اذا كانت حاجة، سيعرف الجيش الاسرائيلي كيف ينفذ اقتحامات محدودة لغرض تحقيق اهداف جديدة. يحتمل أن تكون حماس بحاجة الى ان نجسد لها قدرات من هذا النوع، ولكن بالتأكيد لا حاجة للدخول الى عملية واسعة فقط بسبب الخوف من أن تعرض حماس عدم الدخول كخوف اسرائيلي من "المقاومة" التي تعدها للجيش الاسرائيلي. يوجد بعض من الناس ممن اشاروا الى أنه من الزاوية الاستراتيجية، فان تصفية منظومة صواريخ فجر تجعل القرار للخروج الى عملية في ايران أسهل. نتنياهو، خلافا لمن يدق طبول الشقاق بيننا وبين اوباما، يعرف بان الان بالذات هو الوقت للعمل بالتعاون مع الرئيس الامريكي ومرغوب فيه أن نرفع له انجازا جيدا في جبهة غزة.

شيء واحد واضح: الثناء الغريب والمبالغ به الذي منحه أمس الرئيس بيرس لمرسي، الذي فاجأ ظاهرا بالايجاب، لم يجدِ شيئا منظومة الضغوط التي تريد اسرائيل أن تمارسها على مصر وحماس. وها هو، الرئيس المصري يتجول منذ الان حاملا رسالة توصية من شمعون.