خبر الخوف والحساب- يديعوت

الساعة 12:19 م|20 نوفمبر 2012

 

بقلم: ناحوم برنياع

كي نفهم ما المطروح بين اسرائيل وحماس الآن فمن الصحيح ان نعود الى آب 2006، الى فصل النهاية في حرب لبنان الثانية. انتهت الحرب بعد ان اتخذ مجلس الامن قرار وقف اطلاق النار وهو القرار 1701. وكُتب الكثير من التفسيرات عن ذلك القرار – عما أحرزته اسرائيل به وما لم تحرزه، وماذا سيفعل حزب الله وماذا لن يفعل.

انقضت ست سنوات وربع سنة من الهدوء منذ ذلك الحين والدرس بسيط وهو ان قرار الامم المتحدة لم يقدم ولم يؤخر. كان الذي ضمن الهدوء هو تدمير الضاحية في بيروت والخسائر من مقاتلي حزب الله ومعارضة السكان اللبنانيين لمغامرة عسكرية اخرى. فليست قوات الامم المتحدة هي التي حافظت على الهدوء بل الخوف والحساب – الخوف من اسرائيل والحساب السياسي اللبناني. في البدء دفع نصر الله عن ذلك، فقد تبجح بانجازاته. وبالتدريج استوعب وضعه الحقيقي واندس في وكره.

يأملون في المستوى الرفيع من الجيش الاسرائيلي ان يحدث هذا في حماس ايضا بحيث تتجه قيادة المنظمة العليا بعد ان تنتهي خطب النصر – خطب خالد مشعل خطبته والآن دور هنية – للفحص عن وضعها. فتفحص عن الخسائر في المستوى القيادي والمحارب من الجعبري فمن دونه؛ وعن مستودعات الصواريخ والقذائف الصاروخية ومنصات الاطلاق التي خلت، وعن الزمان الذي سيُحتاج اليه الى ان تمتليء من جديد؛ وعن منشآت السلطة ورموزها التي تم تدميرها وعن تأثير العملية في صورة حماس في نظر نفسها وفي نظر السكان. سيختفي الباعث على تجديد اطلاق النار أشهرا بل ربما سنوات، ويُسمون هذا الخوف ردعا.

المشكلة هي انه سيمر زمن الى ان تستوعب حماس الضربة التي تلقتها وفي اثناء ذلك ستُخطب خطب في القاهرة، وتُنظم مسيرات انتصار في غزة، وتواجه حكومة اسرائيل ناخبيها دون انجاز محسوس تلوح به. ان استقرار رأي الحكومة على بدء عملية عسكرية كان بريئا من اعتبارات الانتخابات. والذي يتهم نتنياهو بهذه التهمة يُخطيء باتهام باطل. لكن الحيرة المتعلقة بالخروج مصابة بتقديرات سياسية ايضا.

كان نتنياهو سيُحسن الصنع لو تبنى اليوم النصيحة المشهورة للسناتور الامريكي آيكن للرئيس في فترة حرب فيتنام بقوله: "أعلن انتصارا وعُد الى البيت". بدل هذا يُبقي نتنياهو آلاف الجنود قرب الحدود مستعدين لهجوم بري يعلم انه لا فائدة منه. بعد ان رأيت أمس حركة القوات المكثفة في غلاف غزة قلت في نفسي نأمل ألا يحدث لهم ما حدث للمظليين في 2006، في الكارثة في كفار جلعادي (وقد بدأوا يطلقون قذائف الرجم من غزة على القوات آملين احراز كارثة مؤسِسة).

التزمت حكومة اسرائيل بشيئين بصورة احتفالية وهما عدم اجراء تفاوض مع حماس واسقاط نظامها. وهي تتراجع عنهما في واقع الامر. لو ان التفاوض الذي يجري الآن بوساطة مصر أفضى الى تهدئة طويلة في الجنوب أو ربما الى اعتراف متبادل ومصالحة لقلنا ليكن. لكنه تفاوض فارغ يقوم على عرض كاذب وكأن اسرائيل لا تجري تفاوضا مع حماس.

ان اختيار مصر ايضا وسيطة ليس مسألة بسيطة. فاذا أفضى ذلك الى تغيير علاقة حكومة الاخوان المسلمين باسرائيل فسيكون انجازا مهما يستطيع نتنياهو الافتخار به وبحق. لكن الخطر هو ان يفضي الى عكس ذلك أي الى تحصن النظام المصري وراء حماس.

يجب ان تُقال الحقيقة للاسرائيليين وهي انه برغم النفقة المالية الضخمة على قصف غزة والحماية من القذائف الصاروخية، وبرغم المعلومات الاستخبارية الممتازة ودقة اطلاق النار واعتراض الصواريخ، وبرغم تصفية نحو من 60 قائدا من المنظمات (يُسمون هذا في الجيش "صيدا") فان اسرائيل لن تهزم حماس في هذه الجولة، فاللعبة ليست على النصر بل على الزمن.

ان اوفكيم مدينة عالقة في وسط الحرب بين غلاف غزة وبئر السبع. وهي تبعد عن مواقع اطلاق الصواريخ الغزية نحوا من 25 كم ويعني ذلك صواريخ غراد. وقد أُطلق نحو من 80 صاروخ غراد على المدينة تم اعتراض أكثرها ووصل الى الارض 4 وسقط 1 في حقل. وأصاب 2 مباني. وأصاب 1 ركاب سيارة في واحد من مفترقات مدخل المدينة.

تم أمس حفل زواج في اوفكيم. كان يفترض ان تتزوج ياعيل ويونتان يهودا وكلاهما مولود في اوفكيم مع جمع غفير في قاعة في نتيفوت. ووافقت القاعة على تأجيل الحفل الى كانون الاول لكن موعد الزواج لا يُغير. وهكذا حضر أمس الزوجان في بيت والد العروس الجميل وحولهما نحو من 30 من الأقارب والجيران وخلية من فريق طواريء في الحي يرتدي أفرادها الدروع الصفراء. وبُسطت قطعة قماش حمراء على طول الساحة من الباب الخارجي الى مكان المظلة. ولبست العروس لباسها الابيض وأمسكت بباقة زهور وبدت جميلة وسعيدة. وارتدت أم العروس لباسا ورديا وربط العريس ربطة عنق سوداء دقيقة وأكثر من النظر في جهازه الـ "سمارت فون".

سيسكن الزوجان الجديدان في أفشالوم وهي بلدة جديدة في بتحات شالوم قرب حدود مصر. وهناك تسقط قذائف رجم من سيناء كما حذرتُ العريس لكنه لم يتأثر وقال: "هنا توجد صواريخ غراد".