خبر خيارات نتنياهو الصعبة في إنهاء المعركة مع غزة

الساعة 10:40 ص|20 نوفمبر 2012

القدس المحتلة

لقد بات الإعلام العربي والإسرائيلي يتحدث عن مفاوضات لإنهاء جولة التصعيد الدائرة في غزة، ومع كل ساعة تمر، نسمع حديثاً عن قرب التوصل إلى تهدئة، في بعض الأحيان يكون مصدره الإعلام الإسرائيلي بتسريبات من وزراء التساعية الإسرائيلية، ثم سرعان ما يتبخر هذا الكلام بحرارة الجولة الدائرة ما بين المقاومة والجيش الإسرائيلي.

إلا أن الحقيقة أن هناك مفاوضات جدية ومضنية تديرها مصر، وطرفيها: رئيس المكتب السياسي لحركة حماس (خالد مشعل)، ومبعوثي نتنياهو للمفاوضات، في وجود ضغط تركي قطري أمريكي فرنسي لإنهاء جولة الصراع.

وهنا أمام هذا الضغط ورغبة القيادة الإسرائيلية بتقصير مدة المواجهة وفي ظل عناد المقاومة، نرى أن القيادة الإسرائيلية في موقف محرج للغاية، وبالتالي فإن خيارات الخروج من المعركة  تتقلص أمامها بشكل كبير، بل إن هذه الخيارات أصعب من بعضها:

أولاً/ الاستمرار في قصف المدنيين للضغط على المقاومة والقيادة السياسية. إلا أن هذا الخيار محدود الفاعلية، حيث أن قيادة الاحتلال جربته على مدار ثلاث أيام فائتة ولم يُجدِ نفعاً مع المقاومة. كما أن هناك سقف من أعداد القتلى لا يستطيع الاحتلال تجاوزه خشية من  تقرير "غولدستون2" وبالتالي فإن هذا الخيار من الممكن أن يصلح ليوم أو يومين قادمين فقط.

ثانياً/ إعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد، مع الاحتفاظ بحق الرد على المقاومة الفلسطينية في قصفها للتجمعات الإسرائيلية.. وهذا الخيار من شأنه أن يخرج نتنياهو من حرج طول المعركة، ومن توقيع اتفاق تهدئة يتضمن شروط للمقاومة، إلا أن أكبر سلبياته التي لا يبتغيها الاحتلال هي أن الضربة الأخيرة ستكون للمقاومة وقد تكون قاسية، ثم أن الاحتلال بحاجة لإبقاء التواصل مع مصر ولديه رغبة في إعادة تجسير العلاقة معها وبالتالي فإن وقفاً لإطلاق النار من جانب واحد لا يساهم في تحقيق هذه الرغبة.

ثالثاً/ توقيع اتفاق تهدئة مع المقاومة، شفهي أو مكتوب، مع العلم أن تحقيق هذا الخيار فيه صعوبة ليست بالقليلة، وذلك لأن المقاومة على ما يبدو لن ترضخ لشروط المحتل، وستناضل من أجل تضمين شروطها في هذا الاتفاق متسلحة بقوة قصفها للمدن الصهيونية. وبخشية نتنياهو من طول أيام المعركة والزيادة المفرطة في أعداد الشهداء المدنيين.

رابعاً/ وعلى الرغم من أن خيار إدخال القوات البرية لم يعد مطروحاً على الطاولة، إلا أن الجيش قد يضطر لدخول تكتيكي قصير من حيث المدى والزمن، يستهدف من خلاله  مناطق ميتة وساقطة عسكرياً تحت تمهيد ناري كثيف وتغطية اعلامية واسعة لتخويف المقاومة واشعارها بأن العملية البرية قد بدأت، لكن هذا الخيار يصطدم بإمكانية صمود المقاومة وعدم انطلاء هذه الخديعة عليها وبالتالي سيخرج من القطاع دون تحقيق مآربه، أو سيضطر لزيادة التوغل وهو أمرٌ لا يريده الجيش مطلقاً.

إذا فإن نتنياهو والقيادة الإسرائيلية هم أمام خيارات صعبة للغاية ويلتف حبل الوقت على أعناقهم مع كل ساعة تمر، إذا بقيت المقاومة على صمودها وكثافة نيرانها على مواقع الاحتلال الإسرائيلي، وإذا أبقى المجتمع الفلسطيني في غزة على معنوياته العالية والتفافه حول المقاومة رغم الثمن الباهظ في المدنيين.