خبر الصحف العبرية: إفلاس المنهزم و اقتراحات للخروج من « وحل » غزة

الساعة 01:07 م|19 نوفمبر 2012

رام الله - خاص

كانت تعليقات الصحف العبرية على انتصارات المقاومة الفلسطينية و قدرتها على تسديد الضربات المؤلمة للكيان الصهيوني، تنبعث منها رائحة الهزيمة و الانكسار و استجداء تهدئة تبدو بعيدة المنال.

ففي مقال افتتاحي في صحيفة يديعوت أحرنوت قال الكاتب ناحوم برنياع، العملية العسكرية على القطاع أعدت لتكون مشابهة لعملية " الرصاص المصبوب" مع شيء من التحسينات، و لكنها لم تكن كذلك أبدا بسبب صمود المقاومة و تعزيزاتها.

و قال الكاتب:" كانت الدروس التي تم تعلمها من عملية "الرصاص المصبوب" تكتيكية، لكن ذلك لم يغير شيئا في الجوهر. فبعد خمسة أيام من الصدام المسلح تواجه الحكومة نفس المعضلة التي عذبت الحكومة السابقة، حماس لم تستسلم، ونظامها لم ينهَر؛ ما تزال المقاومة تطلق القذائف الصاروخية و تشوش على حياة الإسرائيليين اليومية من بئر السبع الى تل ابيب.

و قال الكاتب أن ظروف الحرب الحالية ساءت قياسا بعملية "الرصاص المصبوب" لأن إسرائيل كانت تستطيع آنذاك ان تُجند مصر لفرض هدنة على حماس، أما اليوم فان قلب حكومة مصر مع حماس. فهي معنية بهدنة لكن كتلك التي تعرض حماس على أنها منتصرة.

و في صحيفة معاريف، قال أهرون ليبران، وهو عميد احتياط من كبار رجالات شعبة الاستخبارات العسكرية سابقا، أن على جيش الاحتلال قطع القطاع الأمر الذي يمكن فيه  تبيان عجز حماس و تعظيم التفوق العملياتي للجيش الإسرائيلي.

و قال ليبران أن الجسارة الاستفزازية من حماس وشركائها في اطلاق مئات عديدة من الصواريخ والى أماكن تبدو "حصينة" و بمعونة ريح إسناد مصرية.

و أشار العميد المتقاعد أن خروج إسرائيل مهزومة في هذه الحرب سيكون له آثار مريرة وليس فقط حيال حماس وشركائها، بل حتى لمستقبلها ووجودها في المنطقة، و لذا فليس من المقبول "وقف النار" و "استراتيجية الخروج"، قبل ان تتحقق حتى ولو أكثر الأهداف تواضعا.

       

من جانبها كتبت صحيفة هآرتس العبرية أنه من الصعب حاليا ردع " الإرهابين" أي المقاومة، و تساءلت الصحيفة:" من أين يأتي العدد الذي لا يحصى في ظاهر الأمر للصواريخ التي يملكها الإرهابيون في غزة؟.

و قالت الصحيفة انه و في وقت يعتقد فيه قادة الاحتلال ان عملية "الرصاص المصبوب" ردعت المقاومة عن اطلاق صواريخ أخرى، كانت الأخيرة، إي المقاومة،  تتحصن بالمزيد من الصواريخ.

و قالت الصحيفة أن الكثيرون في إسرائيل تمسكوا بوهم انه يمكن ردع حماس والجهاد الإسلامي ولجان المقاومة وسائر المجموعات الإرهابية، ان التفوق العسكري الكبير يمكن ان يردع دولا لكن يبدو ان الإرهابيين لا يمكن ردعهم.، فليس لأهدافهم حدود وأفق خططهم يلامس الأبد.

و أفردت الصحف العبرية الصادرة اليوم مساحات لنقاش جدوى حربا برية تخوضها قوات الاحتلال في القطاع، ففي صحيفة هآرتس قال المحلل "عاموس هرئيل" في مقالة له بعنوان " حول الخروج لعملية برية في غزة، انه في حال كان على الجيش الذهاب إلى حربا برية يجب ان تؤخذ كل الحسابات الأمنية و العسكري فالقرارات متسرعة ستجعل جيش الاحتلال" يواجه نسخة مكررة في الجنوب من حرب لبنان الثانية".

وفي الخبر الرئيس، لصحيفة يديعوت احرونوت كتب يوسي يهوشع مقالا بعنوان:" المعضلة البرية"، قال فيه "الدخول البري لن يكون تكرارا لـ "رصاص مصبوب". فحماس والجهاد الإسلامي استخلصتا الدروس، و سيكون على القوات التي يتعين عليها الدخول ملزمة بالدخول أعمق بكثير... والخطر على حياتها سيكون أعلى بأضعاف... ولا أحد في الجيش الإسرائيلي يرغب في أن يغرق، في الوحل الغزي.

و في صحيفة إسرائيل اليوم اليمينية كتب "يوسي بيلين" أنه حان وقت إعلان إنهاء العملية على غزة بتوسط مصر لتحسين مكانتها في المنطقة والاستعانة بها في المستقبل لحل مشكلات مع حماس.

و قال الكاتب أنه يمكن لإسرائيل أن تؤجل إتخاذ قرارا بشأن الهدنة أو ندخل غزة بريا بضعة أيام لكن لكل يوم كهذا ثمنا من شلل الدولة و "حياة الناس في الجبهة الداخلية والاقتصاد الوطني".

و أكثر من ذلك تحدثت الصحف العبرية على ضرورية الانفصال الكامل عن القطاع و إعادة ربطه مع غزةـ، فقد جاء في مقال للكاتب "إيال عوفر" بعنوان " ينبغي الانفصال الحقيقي عن غزة"، انه من الممكن ربط غزة بمصر من جديد بحيث تصبح مصر مسؤولة عن تزويدها بالسلع والمحروقات من غير ان تمر عن طريق إسرائيل وبهذا تنفصل إسرائيل نهائيا عن غزة.

و لتحقيق ذلك لا بد من تمكين مصر من فتح كامل لمعبر رفح وللسلع ايضا برقابة مصرية، وحينما يصبح المعبر مفتوحا لن تعود هناك حاجة "إنسانية" الى الأنفاق، و  ستكون المطارات والموانئ في سيناء هي الباب الجديد إلى غزة، ويمكن إغلاق المعابر الحدودية من غزة الى إسرائيل،  فغزة هي مصر، كما جاء في الصحيفة.