خبر حرب أعصاب- اسرائيل اليوم

الساعة 10:42 ص|19 نوفمبر 2012

 

 

بقلم: دان مرغليت

بعد ثلاثين سنة تقريبا من رؤيتي لمناحيم بيغن يحاول عبثا ان يطلب من فوق منصة الكنيست الكف عن نقر عيون المسؤولين عن حرب لبنان الاولى، طورت أذنا حساسة بخفق أجنحة الصقر وهو الطائر الجارح الذي قيل عنه انه يهبط على الجيف ليأكلها. اذا كان يوجد للصقر أصلا صوت خفق أجنحة أو صوت خاص به فقد سمعت أمس الأصداء الاولى. فالاجماع في جوهره قصير الأجل.

الحديث دائما فقط عن تقارير حقائقية. يبدأون دائما بتقارير هي في الحقيقة دعاية من غزة. فانه لا يمكن من هناك أصلا إسماع ونشر سوى الدعاية. بعد ذلك يجدون اسرائيليين ينتظرون ينضمون الى التقارير الحقائقية من غزة، وبعد ذلك لا توجد حقائق ولا توجد تقارير، وتوجد حملة دعائية وسياسية لسحق الاجراء العسكري.

بل ان بعض هذه الدعاوى صحيح. يجب الحذر، فالقتال الجراحي شيء والقتال الشامل – حتى قبل الدخول البري – هو شيء مختلف. ان المعضلة التي واجهت أمس بنيامين نتنياهو واهود باراك وافيغدور ليبرمان ووزراء التُساعية واضحة وهي ان حماس جاءت بمطالب غير ممكنة مقابل الهدنة برغم أنها تعلم ان قوتها ضعفت وان اطلاق الصواريخ من القطاع فتر فتورا ما. تستطيع اسرائيل الاستمرار في هجوم جراحي يتدرج ليصبح شديدا واذا تم الحرص عليه فقط تقلص نشاطها وأصبحت فائدة الضغط على حماس أصلا تقل أو لا تزداد على الأقل.

ينتج اذا ان الضغط الجراحي يأخذ في الحسبان قتالا طويلا مع تجنيد قوات احتياط متأهبة؛ أو زيادة شدة النشاط الذي يخدم كل صقر في الداخل وكل طالب سوء في الخارج؛ أو عملية برية يُعادل ضررها فائدتها. ولا توجد اختيارات جيدة.

طُرح في جدول العمل اقتراح مصدره قائد دورية هيئة القيادة العامة السابق عومر بار – ليف الذي ينافس في الانتخابات التمهيدية في حزب العمل وهو اعلان ان اسرائيل كفت عن اطلاق النار مدة 12 ساعة وتدع لحماس ان تتابعها وإلا زيدت الهجمات على غزة. يزعم جميع الخبراء ان حماس لن تتقبل هذا باعتباره تهديدا صادقا بل علامة على ضعف اسرائيلي. وعبر المحلل في القناة الاولى عوديد غرانوت هذا على النحو التالي: ان حماس لن تحجم بسبب تهديد اسرائيلي عن ارسال دبابات الى ميدان في غزة حتى توجد الدبابات الاسرائيلية في ذلك المكان بالفعل.

ان كل واحد يعلم ان اللحظة الحالية ستأتي. فالواقع الآن يختلف عما كان في مرحلة البدء. وهذه حرب أعصاب بين القيادات. من جهة مصر التي يوشك رئيسها محمد مرسي ان يشخص الى الولايات المتحدة وهو في ضغط لانهاء جولة المعارك الحالية في غزة، وسلطته على اسماعيل هنية وعلى ادارة حماس في القطاع ليست كاملة؛ ومن جهة اخرى قيادة اسرائيلية تشعر هي ايضا بأن الزمن ينفد – إما لأنها لا تستطيع الابقاء على قوات الاحتياط بلا عمل وإما لأن كل يوم سيزيد الضغط للتخلي حتى عن الأهداف الأساسية لـ "عمود السحاب" بمساعدة جهات في الداخل والخارج.

ان من يكون أقل توترا عصبيا سينتصر.