خبر ينبغي الانفصال الحقيقي عن غزة- هآرتس

الساعة 10:39 ص|19 نوفمبر 2012

 

 

بقلم: إيال عوفر

عادت اسرائيل الى حدود 1967 في غزة. فقد انتهى الاحتلال لكن سلسلة مصالح اقتصادية وسياسية أبقت دولة اسرائيل مسؤولة عن 1.5 مليون من مواطني غزة. لكن الدولة يمكنها الآن ان تحل هذه العقدة التي رُبطنا بها منذ 2005.

في كل جولة عنف منذ 2007 تُسمع اصوات في اسرائيل تدعو "الى قطع الكهرباء" و"تدمير غزة". وهذه الاصوات من اليمين سخيفة بنفس قدر اصوات اليسار التي تصرخ طالبة "أعيدوا سلطان السلطة الفلسطينية". لا يمكن قطع الكهرباء لأن الكهرباء لا تُشغل مخارط الصواريخ فقط بل حاضنات الاطفال في المستشفيات ايضا. ولا يمكن"القضاء " على حماس أو اعادة غزة الى السلطة الفلسطينية لأن هذه السلطة تنتقض اقتصاديا وبرهنت على عدم قدرتها على حكم غزة. وفي المقابل فان مصر الاخوان المسلمين تشعر بأنها مسؤولة عن غزة وبحق، فحماس هي الاخوان المسلمون فرع فلسطين. تستطيع مصر ان تتحمل مسؤولية وان تُهديء الوضع بل ان تحظى بمقابل اقتصادي وسياسي.

الى اليوم كان حجر أساس سياسة حكومات كثيرة في العالم ومنها حكومة اسرائيل وحكومة مصر حسني مبارك والسلطة الفلسطينية والعالم العربي كله الحفاظ على "وحدة" الاراضي الفلسطينية. وهذه وحدة مزيفة. حتى إن اهود باراك اقترح ذات مرة بناء نفق من غزة الى الخليل للحفاظ على الوصل المتكلف. وتستعمل اسرائيل سياسة اقتصادية تُثبت الصلة بغزة، فهي تزود بالبنى التحتية عن طريق جباية ضرائب على سلع تدخل غزة (ونقل عوض ذلك الى السلطة الفلسطينية في رام الله) الى تزويد مصارف غزة بالنقد (الشواقل والدولارات)، وهذا المال النقد يُستعمل في نهاية الامر للدفع عن التهريبات في الأنفاق التي تشتمل على تهريب الوسائل القتالية. ان وهْم استمرار احتلال غزة هذا ورط اسرائيل فيما لا يحصى من المشكلات من "مرمرة" الى المسؤولية عن الوضع الصحي في غزة.

مكّنت اسرائيل مصر في عهد مبارك من لعب لعبة مزدوجة بأن تُلقي مصر على اسرائيل المسؤولية "عن الحصار" وأن تغض من جهة ثانية عينها عن الأنفاق "الانسانية" الى سيناء – وهي أنفاق مرت فيها جميع الصواريخ التي تُطلق اليوم من غزة على اسرائيل.

ان مصر برغم مشكلاتها لا تنتقض عُراها كالسلطة الفلسطينية. ان تغير الحكم في مصر والتماهي العقائدي بين الاخوان المسلمين وحماس يُنشئان نافذة فرص نادرة لربط غزة بمصر وفصلها عن اسرائيل بالتدريج. بل ان اسرائيل تستطيع ان تطلب تطبيق اتفاق السلام مع مصر على غزة ايضا التي كانت حتى 1967 ارضا مصرية من كامل جوانبها. ومصر قوية بقدر كافٍ لتحكم غزة ايضا.

كيف نبدأ؟ ستكون المرحلة الاولى تمكين مصر من فتح كامل لمعبر رفح وللسلع ايضا. وان يتم وقف العادة المعوجة حيث يُحط الوقود الذي تتبرع به قطر لغزة في مصر ويُنقل في حاويات الى الجنوب الى معبر نتسانا ويتوجه من هناك عائدا الى الشمال عن طريق اسرائيل الى معبر كيرم شالوم. وهذه دورة ضخمة تتم فقط للحفاظ على وهْم ان اسرائيل تسيطر على نقل السلع الى غزة.

ينبغي فتح معبر رفح لمرور السلع برقابة مصرية. وحينما يصبح المعبر مفتوحا لن تعود هناك حاجة "انسانية" الى الأنفاق. وسيكون نقل المحروقات مباشرة من مصر الى غزة الاشارة الاولى الى ربط القطاع بمصر من جديد. وهكذا يمكن للمصريين ان يُظهروا مكانتهم الخاصة نحو غزة وان يكسبوا في المقابل عملة اجنبية من التجارة المشروعة الى غزة ومنها. وستكون المطارات والموانيء في سيناء هي الباب الجديد الى غزة، ويمكن اغلاق المعابر الحدودية من غزة الى اسرائيل. فغزة هي مصر.