خبر لا يمكن ردع ارهابيين –هآرتس

الساعة 10:36 ص|19 نوفمبر 2012

 

بقلم: موشيه آرنس

من أين يأتي العدد الذي لا يحصى في ظاهر الامر للصواريخ التي يملكها الارهابيون في غزة؟ والجواب أنهم جمعوها في الوقت الذي كان يعتقد الاسرائيليون فيه ان عملية "الرصاص المصبوب" ردعتهم عن اطلاق صواريخ اخرى. منذ كانت عملية "الرصاص المصبوب" أُطلقت بين الفينة والاخرى قذائف صاروخية على الجنوب لكن لما كان عدد الهجمات قد انخفض تمسك كثيرون بوهم انه يمكن ردع حماس والجهاد الاسلامي ولجان المقاومة وسائر المجموعات الارهابية. ويقولون الآن انه يجب ان يتم انعاش الردع. فهل ستحرز العملية الحالية هذا الهدف؟ وهل يمكن أصلا ردع ارهابيين؟.

ان حقيقة ان تأتي بعد مواجهة عسكرية فترة هدوء نسبي لا تشهد بالضرورة على ان الارهابيين الذين يتذكرون الضربات التي تلقوها في المرة الاخيرة قد تم ردعهم بل قد تشهد على أنهم يستغلون الوقت لتجديد مخزونات السلاح والتسلح بصواريخ بعيدة المدى اخرى استعدادا للجولة التالية. هذا ما حدث في غزة وهذا ما يحدث مع حزب الله في لبنان. ان التفوق العسكري الكبير يمكن ان يردع دولا لكن يبدو ان الارهابيين لا يمكن ردعهم. فليس لأهدافهم حدود وأفق خططهم يلامس الأبد.

اذا لم يكن ممكنا من جهة ردع الارهابيين ولا يمكن من جهة اخرى التسليم لتعرض نصف اسرائيل الجنوبي لهجمات مكررة بالقذائف الصاروخية التي تزيد قوتها في كل مرة فمن الواضح انه يجب نزع سلاحهم وتدمير قذائفهم الصاروخية وسد طرق تسليحهم بها. يجب ان تكون هذه هي الأهداف النهائية لعملية عسكرية أو مبادرة دبلوماسية. لكن الحديث أسهل من الفعل. فحتى لو وضع الجيش الاسرائيلي بعملية برية يده على مخزونات القذائف الصاروخية ومنشآت الانتاج في غزة ودمرها فستظل طرق التزويد بالصواريخ الى داخل القطاع في المستقبل مفتوحة. وتمر طرق تزويد الارهابيين بالسلاح في غزة بأرض مصر ولا يبدو ان النظام المصري الحالي سيتعاون مع محاولات صدها أو يستحسن عمل الجيش الاسرائيلي في صدها.

كم كان أحمق قرار حكومة اولمرت على وقف عملية "الرصاص المصبوب" قبل إتمام العمل. وكم كان ساذجا اعتقاد ان أدنى اخلال بالهدنة سيجر عملية عسكرية اخرى في قطاع غزة وأن مجرد هذا التهديد سيردع الارهابيين في غزة وكأنه يمكن الخروج في هذه العمليات في كل اثنين وخميس. لقد أضاعوا فرصة نزع سلاح الارهابيين وسد خطوط تسليحهم في الايام التي كانت توجد فيها في القاهرة حكومة رأت حماس عدوا مشتركا لها ولنا. والآن ولم يعد حسني مبارك موجودا أصبح الامر مختلفا تماما، فحتى لو أمكن القضاء بعملية برية على مخزون القذائف الصاروخية كله في غزة فان مسألة تجديد تسليح الارهابيين بها ستظل تقلق اسرائيل، ولن نتحدث عن توالي اطلاق القذائف الصاروخية من سيناء.

من الواضح لذلك ان منع تجدد اطلاق القذائف الصاروخية على اسرائيل في الشهور القادمة مقرون بتعاون حكومة مصر. يجب ان تُغلب من جديد سلطتها على سيناء وتمنع كل محاولة لتزويد حماس والمنظمات المقربة منها في قطاع غزة بسلاح عن طريق سيناء. هذا الشيء ممكن اذا أمكن أصلا بمساعدة امريكية فقط. ومصر محتاجة احتياجا يائسا الى مساعدة اقتصادية امريكية (واوروبية ايضا).

اذا استُعملت وسيلة الضغط هذه لاحراز التزام مصري ان يُمنع تسلح الارهابيين في قطاع غزة من جديد ونشاط الارهابيين في سيناء فسيكون سكان غزة والشعب في مصر والشعب في اسرائيل هم الذين يستفيدون من ذلك.