خبر المواطنون الفلسطينيون لا يتعاطون مع شائعات تحطيم المعنويات

الساعة 02:34 م|18 نوفمبر 2012

وكالات

أعاد العدوان الصهيوني على قطاع غزة الذي بدأ باغتيال القائد القسامي الكبير "أحمد الجعبري" منذ مساء الأربعاء (14/11)، إلى الأذهان أجواء "حرب الفرقان" أواخر 2008م أوائل 2009م بما فيها من جرائم تطال الأطفال والنساء، والكبار والصغار، والأحجار والأشجار، والبيوت والمرافق العامة، ولكن مع ارتفاع في مستوى المعنويات، واستعداد للتضحية، وإصرارٍ على الثبات والصمود، وتواصل الطواقم الصحية والأمنية والمدنية عملها بشكلٍ منظمٍ، ومتابعة مستمرة للأوضاع الميدانية. 

وعلى الرغم من استمرار العدوان الغاشم على كافة مناطق قطاع غزة، إلا أن اليوم يمضي دون أن يخلو من فرحة انتصارات المقاومة الفلسطينية ووصولها إلى داخل العمق الصهيوني، ومشاهد مسارعة الصهاينة إلى الدخول في الملاجئ، وآخرون يُشردون من أماكن سكناهم التي طالتها أيدي المقاومة إلى أماكن أخرى ظناً منها أنها بعيدة عن صواريخ المقاومة التي لا تلبث أن تصلهم وتحدث إصابات في صفوفهم.

المواطنة (م.ن) وهو اسم رمزي اختارته لنفسها أوضحت أن استمرار إطلاق المقاومة للصواريخ باتجاه العدو الغاشم يخفف عنا من ويلات ما يلحق بنا من اعتداءات، وأضافت: الضربة التي لا تكسرنا تُقوِّينا.

وفي زاوية أخرى تستذكر الحاجة "أم محمد" ما قبل 65 عاماً عندما قامت عصابات اليهود بتهجيرهم من أراضيهم عنوة، وكيف أن الكثير من الأهالي أُجبروا مع استمرار ضربات العدو على النزوح من قراهم، واستطردت قائلة: جاء اليوم الذي يقوم به أحفاد من هُجِّروا عام 1948 بإجبار اليهود على النزوح من الأماكن التي اغتصبوها منَّا عُنوة.

لا نكبة جديدة

وقالت ابنتها أسماء: نرفض ما تثيره شائعات العملاء والمشبوهين حول سعي الاحتلال لإجبارنا على النزوح إلى سيناء مشددة على أنها تفضل الموت في منزلها على الخروج منه وأن تعيش نكبة جديدة كالتي عاشتها أمها وجدتها، وأضافت: انتصارات المقاومة تدلل على عكس ذلك، الهروب هذه المرة سيقوم به اليهود المحتلون لأرضنا.

وأبدى "أبو أحمد" رضاه عن قدرة المقاومة على التصدي للقصف الصهيوني الذي طال البشر والحجر وكل ما هو متحرك على الأرض.

على صعيد آخر ورغم استشهاد العديد من الأطفال يقول الطفل محمد 11 عاماً: في البداية كنا نخاف كثيراً عند حدوث الانفجارات، ومن أصوات الطائرات، لكن لما عرفنا أنَّ صواريخ المقاومة ذات الصوت العالي تطلع من عندنا وتقصف اليهود شعرنا بالأمان ولم نعد نخاف.

دعاية بائسة

وبالنسبة للرسائل المسجلة التي تبثها فرق الدعاية، والحرب النفسية، أكد المواطن مؤيد إسماعيل أنّها فارغة من مضمونها ولم تعد تؤثر في شعبنا، خاصة وأنَّ قوات الاحتلال تقصف المنازل، وتقتل الأطفال وغير معنية أبداً بسلامة المدنيين كما يدّعي إعلام العدو.

وأبدت المواطنة سمر عيسى استخفافها بالترهات التي يطلقها جيش الاحتلال سواء عبر الرسائل الصوتية المسجلة التي تصل عبر الهواتف، أو عن طريق احتلال أثير الإذاعات لفترات متقطعة، أو عبر إعلامه الناطق باللغة العربية، وعبرت عن اعتقادها بأنَّ قتلة الأطفال والمدنيين لا يمكن أن يكون لديهم شعورٌ إنساني، أو حرص على دماء البشر كما يزعمون.

توفر السلع  الغذائية

وبموازاة هذه المعاني السامية يشير التاجر "أبو جهاد برغوث" إلى وجود كافة المنتجات والسلع الغذائية في متجره وأنَّ المواطنين يقومون يومياً بشراء مستلزماتهم كما هو معتاد.

ويؤكد ذلك المواطن "أحمد علي" الذي كان يقوم بشراء بعض احتياجات أسرته حيث قال: نشتري ما نحتاجه، ونجده في المحلات في أي وقت دون الحاجة إلى تخزينه، مضيفاً أنَّ شائعات عدم توفر السلع الأساسية تهدف إلى إحداث البلبلة لدى المواطنين وتخدم العدو الصهيوني.

أما المواطن "محمد عطا الله" فبيَّن أنه يقوم بشكل شبة يومي بشراء حاجيات أسرته المكونة من ثماني أفراد، فالسلع في متناول الجميع وبنفس الأسعار.

ويوافقه في الرأي الحاج وصفي صاحب أحد المخابز حيث يقول أنه يجري العمل في مخبزه كالمعتاد دون الحاجة إلى الزيادة في كميات الخبز، ويتم توزيعها على المحلات والسوبر ماركت بنفس الكمية والسعر، وأردف قائلاً: لم نشعر بالحاجة إلى ضرورة زيادة كمية المنتج.

محطات الوقود

وعلى الرغم من انتشار الشائعات حول النقص في السولار والبنزين وغاز الطهي في المحطات يؤكد المواطنين وجود الوقود في المحطات بشكله الطبيعي.

وأوضح صاحب إحدى محطات الوقود: يأتي يومياً العديد من المواطنين لتعبئة سياراتهم والتزود بالوقود لاحتياجهم في تشغيل المولدات الكهربائية للتغلب على انقطاع التيار الكهربائي، نافياً أن يكون هناك زيادة في أسعار الوقود.

وأعرب عن شكره للجهات الحكومية لثبات سعر المحروقات ومحاربة احتكارها، وأضاف: كل من يحاول استغلال الظروف العامة، والتلاعب في الأسعار يساعد العدو على تحقيق أهدافه.

وقال السائق "معين إبراهيم" أنَّه يتزود بالوقود بشكل اعتيادي دون الوقوف في طوابير طويلة على غرار ما جرى خلال "حرب الفرقان"، وأشار إلى أن الحصول على المحروقات ليس بالسهل تماماً، وليس بالصعب لدرجة تعذر وجودها بل إنَّ توافرها يومي.

مخزون استراتيجي

إلى ذلك، أكدت وزارة الاقتصاد وجود كميات من المخزون الاستراتيجي للدقيق متوافرة في قطاع غزة، موضحةً أنها وزعت كميات كبيرة على المخابز بما يزيد عن حاجتها الاعتيادية لتغطية الطلب المتزايد من قبل المواطنين.

وأشارت في تصريح خاص لـ"ألرأي " إلى أنها تقوم وبالتعاون مع جمعية أصحاب المخابز تتابع عمليات التوزيع حسب احتياجات مناطق قطاع غزة".

واستشهدت الوزارة بخلو المخابر من طوابير المواطنين وانها تسير حسب المعتاد، مشددةً على أنها فرضت رقابة على الأسعار لمنع عمليات الاحتكار داخل الأسواق، وأنها تتابع على مدار اللحظة حالة الأسواق.

ودعت الوزارة المواطنين للإبلاغ عن أي محاولات للاحتكار أو رفع الأسعار على الرقم المجاني.

وجددت وزارة الاقتصاد تأكيدها على توافر كافة السلع بشكل كبير، داعية إلى عدم التهافت على المحال التجارية.

ودعت الوزارة على لسان وكيلها المساعد م.حاتم عويضة في تصريح صحفي خاص لـ"الرأي"؛ التجار إلى التعاون مع الجمهور، موضحا أن طواقم الوزارة منتشرين في كافة المناطق وتتابع عن كثب كافة الأسواق والمحال.

ولفت عويضة النظر إلى أن الاحتلال يمنع إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية إلى قطاع غزة، كما ويمنع من إدخال غاز الطهي، ويمنع وصول طواقم البلديات إلى مكبات النفايات، مشددا على أن ذلك ينذر بكارثة بيئية.

متابعة الأسواق

من جانبه، أكد قائد الشرطة الفلسطينية العميد تيسير البطش متابعة الشرطة للأسواق والحركة التجارية وملاحقة التجار المحتكرين والذين يرفعون الأسعار، وتأمين عمل المخابز ومحطات الوقود وتنظيم المواطنين، وذلك بالتنسيق مع وزارة الاقتصاد.

واعتبر البطش في مؤتمر صحفي، كل من يحاول من التجار الاحتكار أو رفع الأسعار، شريكاً للاحتلال في عدوانه وسنتعامل مع هذه الفئة القليلة من التجار بكل حزم.