تحليل كوابيس « إسرائيل » الليلية..!

الساعة 10:36 ص|16 نوفمبر 2012

غزة

ذكرت دراسة أعدها مركز أطلس للدراسات بغزة، أن الطاولة يمكنها أن تنقلب على "إسرائيل" التي دخلت في حربها على غزة لترميم صورتها التي أصابها الكثير من الضرر في الآونة الأخيرة  وتعزيز قدرة الردع لديه.

وأوضحت الدراسة التي أعدها المركز الذي يديره الأسير المحرر عبد الرحمن شهاب، أن ما يجعل الطاولة تنقلب على "إسرائيل" هو استمرار ضرب الصواريخ بعدد ثابت غير متراجع، واستمرار المعركة لأكثر من أسبوعين على نار هادئة، وعدم تجاوز المقاومة للحد الذي قد يمنح الإسرائيليين مبررا للدخول في مرحلة أخرى من العدوان، وتركهم عالقين.

كما أن تدخل مصري حاسم –وبدعم أمريكي- ينقذ إسرائيل من حماقتها ويقدم لها سلما تنزل من خلاله عن الشجرة العالية التي صعدت إليها، بحيث يأتي ذلك كحل وسط بين أحلام إسرائيل وأمنيات المقاومة، يمكنه كذلك قلب الطاولة.

وأشار المركز، إلى أن اغتيال الشهيد القائد "أحمد الجعبري" سبق وأن تمّ طرحه من قبل رئيس شعبة الاستخبارات الإسرائيلية منذ مدة، في حينه اعتبرت الفكرة جنونية؛ لأنها يمكن أن تشعل حريقاً كبيراً في الشرق الأوسط، فما الذي دفع حكومة الاحتلال إلى تبّني الفكرة وتنفيذها اليوم؛ غير عابئةٍ بعواقبها "شراً أكانت أم خيراً" حسب تعبير رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو؟! 

وعن الأهداف المعلنة لعملية الاغتيال، أوضح أنها تكمن في ترميم صورة الجيش الإسرائيلي التي أصابها الكثير من الضرر في الآونة الأخيرة  وتعزيز قدرة الردع لديه، وتدمير القدرة الصاروخية التي تمتلكها حركات المقاومة في قطاع غزة وبالذات بعيدة المدى، وتوجيه ضربة موجعة لحركة حماس تدفعها للمحافظة على خط يهادن الاحتلال ويضبط إيقاع المقاومة ضده.

أهداف غير معلنة

أما الأهداف غير المعلنة حسب مركز أطلس، فهي اختبار طبيعة العلاقة بين إسرائيل ومصر بعد الثورة، وحدود صمود تلك العلاقة أمام المغامرات الإسرائيلية، والتعرف على طبيعة علاقة مصر  تحت حكم الرئيس محمد مرسي مع حركة حماس، وبث رسائل للإيرانيين وحزب الله؛ ليس فقط حول قدرة إسرائيل الفائقة بل وأيضا استعدادها لأخذ مخاطر الحرب المفتوحة بالحسبان، فضلاً عن استبدال فكرة الشريط الأمني على حدود قطاع غزة مع الكيان بمعادلة جديدة تضمن منع تنفيذ هجمات ضد قوات الاحتلال من الداخل المحتل.

ونوه المركز إلى حلم إسرائيل المستمر بدفع حركة حماس إلى كبح جماح أنشطة المقاومة للمحافظة على حكمها في غزة، والمسّ بالروح المعنوية لفصائل المقاومة الفلسطينية وإفقادها ثقتها بنفسها وتقليص قدراتها على المشاركة في معارك مستقبلية ضد إسرائيل.

مخاوف إسرائيلية

وتحدث المركز في الدراسة، عن مخاوف إسرائيلية تتجدد، حيث تطورت مسار الأحداث في اليومين الأخيرين، وتتمثل هذه المخاوف في تدهور منظومة العلاقات الهشّة مع مصر، بل واندلاع مواجهة حقيقية بينهما، ومفاجأة إسرائيل بردود فعل غير متوقعة تؤدي إلى اشتعال المنطقة، وأن تتطور الأحداث لتؤدي إلى هبّة شعبية في الشارعين العربي والإسلامي.

كما تتمثل هذه المخاوف في أن يتلاشى التصميم الذي تعالج به السلطة الفلسطينية أنشطة المقاومة في الضفة؛ وبالتالي؛ أن تندلع هبةٌ جماهيرية في الضفة الغربية تتوجه خلالها جماهير غفيرة باتجاه المستوطنات أو داخل الداخل المحتل، منوهاً إلى أن من أشد كوابيس إسرائيل قتامة أن تتمخض الأحداث عن هجمات فدائية داخل الداخل المحتل، أو ضد أهداف إسرائيلية في الخارج.

وأضافت الدراسة، أن هذه المخاوف تكمن في أن تعزز الأحداث من أعمال المقاومة المنطلقة ضد أهداف إسرائيلية من سيناء، سواء أكان ذلك عن طريق إطلاق الصواريخ أو العمليات القتالية المختلفة، واحتفاظ المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة بقدرتها على إطلاق الصواريخ تجاه المدن الإسرائيلية، فضلا عن تعزيز تلك القدرات.

وعن التوقعات "إسرائيلية" حسب الدراسة، فتكمن أن التدهور الذي أصاب المخططات الإسرائيلية؛ فإن حكومة الاحتلال تراهن على أن الضربات الجوية ستؤتي ثمارها وستردع المقاومة وتدفعها للتراجع.

وقالت الدراسة، أنه في حال عدم نجاح هذا الرهان, يمكن أن يتدحرج العدوان الاسرائيلي إلى مرحلة تالية  يسميها  الاسرائيليون "أهون الشرين" وهي الحملة البرية، وفي هذه الحالة؛ ستكون الحملة البرية قوية منذ اللحظة الأولى؛ فالدرس الذي تعلّمه الإسرائيليون في حرب لبنان وغزة الأخيرة أن المعركة البرية يجب أن تكون في قمتها منذ البداية وليس بالتدريج، وأن تكون سريعة بحيث تنتهي في غضون أسبوع".

الخروج من المعركة

وفيما يتعلق بالخروج من المعركة، بينت الدراسة، أن الإسرائيليين ليس لديهم تصوّر واضح حول كيفية إنهاء المعركة التي بدأوها، وهم يعتمدون ضمن مخططاتهم للمستقبل فكرة أن المجتمع الدولي سيضغط على مصر لتقوم بالضغط على حماس والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة للقبول بالتهدئة بالشروط الإسرائيلية.

وحسب الدراسة، فهناك عدة سيناريوهات الخروج من المعركة يرتضيه الإسرائيليون، يكمن في الأمنية الكبرى للإسرائيليين اليوم هي أن تقوم حركة حماس بقبول التهدئة وتعبر عن وعيها بأن المعادلة قد تغيرت لصالح إسرائيل، وأن عليها أن تحسم الأمر مع الفصائل وتمتنع ذاتياً عن القيام بأية عملية ضد أهداف إسرائيلية داخل الخط ألأخضر. وبهذا يستطيع باراك ونتنياهو الادعاء بأنّه تمّ تحقيق أهداف الحملة.

أما السيناريو الثاني، في حال عدم تحقق السيناريو رقم (1) ستنقلب الصورة رأساً على عقب، وستبدأ المرحلة التالية؛ وهي المعركة البرية، والضغط أكثر على الفلسطينيين.

ونوهت الدراسة، إلى أنه إذا حدث السيناريو رقم (2) فسيبدأ تراجع دعم المجتمع الدولي للعملية الإسرائيلية، كما يبدأ تزايد الخسائر في صفوف الإسرائيليين، خصوصا في جبهتهم الداخلية، وسيبدأ نتنياهو وبراك بالقلق على مستقبلهما السياسي؛ حيث موعد الانتخابات يقترب بسرعة، فيما تبدأ بعض مظاهر الخوف والقلق الإسرائيلي بالتحقق، ويبدأ الإنجاز الأول الذي أعلنه الاحتلال بتصفية الشهيد الجعبري بالتلاشي.