خبر ليس التوقيت بل القوة ..معاريف

الساعة 09:47 ص|15 نوفمبر 2012

بقلم: عميت كوهين

       (المضمون: سيكون ممكنا التقدير بان الرد لن يتوقف بقوة. اسرائيل ستضطر الى مواصلة القتال حتى الدخول البري الى غزة - المصدر).

          كانوا يعرفون بان الضربة ستأتي. المقياس الغزي الحساس، الاحساس بالاضطهاد، كان متحفزا ومتوترا في الايام الاخيرة. وبالذات الهدوء الصناعي الذي بثته اسرائيل، المحاولات لتركيز الانتباه الى الجبهة الشمالية، الاحاديث عن انتهاء الجولة الحالية، هي التي أكدت الفهم بان هذه المرة اسرائيل لا تعتزم التجلد. ليس التوقيت هو الذي كان مفاجئا، بل قوة الرد: قتل احمد الجعبري، الشخصية الاكثر تأثيرا التي تصفى في السنوات العشرة الاخيرة، تركت حماس في حالة ذهول. فقد توقعوا ردا، ولكنهم لم يتوقعوا اعلانا للحرب.

          لا توجد هنا حكمة ما بعد الفعل، بل مخاوف حقيقية سادت في غزة. "لشدة الاسف، لا معنى لتنفيذ الان تقويمات وضع أو انتقاد"، كتب أول أمس المحلل الغزي صالح النعامي، الذي يعتبر خبيرا في الشؤون الاسرائيلية. "ضربة عسكرية صعبة ستقع في غضون ايام". اقوال النعامي، التي نشرت قبل 24 ساعة من تصفية الجعبري، وصفت جيدا الخطة العسكرية الاسرائيلية. "اسرائيل ستستخدم سلاح الجو كي تنفذ سلسلة من التصفيات الواسعة ضد زعماء الفصائل"، قال النعامي. "والان يعدون بنك الاهداف". ومواطنون عاديون ايضا بلغوا امس، في كل ساعات اليوم، عن طائرات صغيرة بدون طيار وعن طائرات. وحاولوا أن يحللوا كل تصريح وقول لمسؤول اسرائيلي وحذروا من محاولة تنويم سكان القطاع.

          ولكن يخيل أن معظم الغزيين، بمن فهم قيادة المنظمة، انتظروا ضربة محدودة أكثر. رئيس وزراء حماس، اسماعيل هنية، سمح لنفسه ان يخطب علنا وحتى الجعبري نفسه، الذي حرص على قواعد أمن متصلبة، أدار أمس نشاطا عاديا – هكذا بدا الامر – سمح لمحافل الاستخبارات العثور عليه وتصفيته. عندما علم، في غضون دقائق، بان الجعبري هو الذي صفي، دخلت حماس في حالة شلل، استمرت بضع ساعات.

          ومع ذلك، فان الايام القريبة القادمة ستثبت بان الجهاز الذي اقامه الجعبري، اقوى من الرجل نفسه. ومثل عماد مغنية بالنسبة لحزب الله، فان الجعبري هو الرجل الذي وقع على تحويل الذراع العسكري لحماس من خلايا ارهابية صغيرة سرية الى ميليشيا عسكري منظمة، حازت على وسائل قتالية متطورة. ومنذ ساعات المساء أظهرت حماس بانها لا تعتزم المرور مرور الكرام على تصفية الزعيم، الذي كان رمزا وهو في حياته. "سنرد بكل الوسائل التي تحت تصرفنا"، اعلنت حماس وباقي المنظمات. عندما تكون هذه صورة الوضع، سيكون ممكنا التقدير بان الرد لن يتوقف بقوة. اسرائيل ستضطر الى مواصلة القتال حتى الدخول البري الى غزة.