خبر يجب ان نُبين لحماس أنها هي المسؤولة ..اسرائيل اليوم

الساعة 09:46 ص|15 نوفمبر 2012

بقلم: د. رون برايمن

       (المضمون: ينبغي لاسرائيل ان تشدد الحصار على غزة لمنع دخول الاسلحة لا ان تستمر في تزويد المواطنين تحت حكم حماس بوسائل العيش - المصدر).

          ان عمل الحكومة في العقد بين الدولة ومواطنيها هو الحفاظ على أمنهم. ومقابل ذلك يوافق المواطنون على قيود هي طاعة القوانين والخدمة العسكرية ودفع الضرائب. وحينما لا تفي الحكومة بهذا الواجب تنكث العقد، وتقلل استعداد المواطنين لتحمل القيود وتضر بنسيج العلاقات الحيوي في مجتمع ديمقراطي.

          ليس جنوب البلاد هو "غلاف غزة" بل "المتلقي من غزة"، وهو منطقة أخذت تتسع في حين لا تفي حكومة اسرائيل بواجبها. ومع ذلك فان استعمال الحكومة للجيش الاسرائيلي يجب ان يكون موزونا واخلاقيا ايضا.

          تحتار دولة اسرائيل كيف تعامل حماس، فهناك من يقترحون حربا ترمي الى اسقاطها من غير تفكير في الثمن – لا من حياة الجنود والمواطنين الاسرائيليين ورعايا العدو بل الأخطاء السياسية وغير الاخلاقية: فقد تجعل حكومة اسرائيل ضحايا الجيش الاسرائيلي الطبق الفضي لانشاء دولة فلسطينية. ان الخطر الكامن في نقل غزة الى سيطرة سلطة الارهاب الفلسطينية أكبر من الخطر الكامن في حماس. ولا يجوز ان يُستخدم جنود الجيش الاسرائيلي طبقا فضيا لانشاء دولة فلسطينية. اذا كان هذا هو الهدف فان الحديث عن حرب غير اخلاقية ولا يجوز الخروج اليها.

          ويقترح آخرون من مؤيدي الانفصال خاصة وكل ما بقي منه هو طرد اليهود، يقترحون استمرار المشاركة في غزة والافضال على رعايا العدو حتى لو كان ذلك يُعرض للخطر حياة اسرائيليين وحتى لو كانت هذه السياسة تعزز حماس: فاسرائيل حينما تزود السكان في غزة بحاجاتهم تعفي السلطة هناك من مسؤوليتها عن رعاياها وتحررها للاشتغال بزيادة قوتها استعدادا للحرب.

          لا يجوز ان يتم القتال في غزة دون شرطين ضروريين الاول تقدير مسبق للأخطار توزن في اطاره جميع المعاني المتعلقة بمواطني اسرائيل والعدو والجبهات الاخرى وقوة ردع اسرائيل وغيرها. وليس واضحا انه تم تقدير أخطار أساسي قبل الخروج المتسرع لحرب لبنان في 2006. والثاني تحديد أهداف الحرب. يجب ان يكون الهدف تحطيم قوة حماس لا اسقاطها. ويجب ان تكون الوجبات بحسب ذلك.

          لا يجوز على الاطلاق تعريض حياة جنود الجيش الاسرائيلي للخطر اذا كان الهدف اسقاط حماس ونقل السلطة الى أبو مازن. فحماس أفضل من م.ت.ف. لأنها عدو معلِن ظاهر، الأثمان السياسية معه منخفضة. أما منظمة التحرير الفلسطينية فهي عدو تشبه أهدافها أهداف حماس لكنها تُعرض على أنها "معتدلة"، وهناك من يُغريهم دفع أثمان باهظة لها مقابل "اعتدالها".

          ليس قطاع غزة دولة بل هو كيان تحكمه حكومة معادية تُمكّن من مهاجمة أهداف اسرائيلية. ويُقتل مواطنون ويُجرحون ويُصاب كثيرون منهم بصدمة ورعب، وتتشوش الحياة العادية تماما حتى حينما لا يوجد مصابون ولا يقع ضرر. ولا شك في انه يعيش في القطاع كثيرون لا يشاركون في الاعمال القتالية لكنهم رعايا العدو. وقد انتخبوا حماس في انتخابات ديمقراطية نسبيا. ولا توجد اليوم ايضا علامات احتجاج على هذه السلطة ويبدو ان الجمهور بعامة يؤيد حماس.

          ان هدف الصهيونية بحسب نشيد "هتكفاه" ان نكون شعبا حرا في ارضنا وان نكون بقدر لا يقل عن ذلك شعبا يعيش حياة طبيعية في بلاده. ان الدولة الطبيعية لا تعطي أعداءها غذاءا ومساعدة انسانية ولا وقودا وكهرباء واسمنتا تُستعمل في آلة حربها. أهكذا تصرفت بريطانيا مع المانيا النازية التي فاز الحزب الحاكم فيها هو ايضا بانتخابات ديمقراطية نسبيا؟ ألم تفضل أمن مواطنيها ورفاههم على أمن العدو ورفاهه؟.

          على مر التاريخ البشري كان حصار العدو ومنع المدد عنه وعن السكان الذين يحكمهم، وسيلة مقبولة لاخضاعه. فلم تحجم بريطانيا عن حصار بحري لالمانيا وقصف جوي لأهداف مدنية واقتصادية ايضا من اجل الافضاء الى انهاء الحرب.

          والاستنتاج انه ينبغي تشديد الحصار على القطاع بدل تعريض الاسرائيليين للخطر بامداد العدو بالوقود. ويمكن على ان يكون ذلك تفضلا انسانيا إمداد مولدات الكهرباء في المستشفيات بالوقود والتزويد بالمعدات الطبية بصورة نقطية. وعلى كل حال ينبغي ان نُبين لحماس ومُدعي البر الذين يعملون من اجلها ان المسؤولية عن منع كارثة انسانية مُلقاة عليها باعتبارها حكومة. فاذا شاءت فانها تستطيع ان تخفف الحصار بتسليم صواريخ الكاتيوشا وصواريخ القسام مقابل الغذاء. وفي مقابل هذا لا يجوز الاستمرار في مفارقة صواريخ الكاتيوشا وصواريخ القسام (التي تطلق) على مدن اسرائيل في مقابل الغذاء لغزة. لا يجوز ان تكون التفضلات الانسانية بلا مقابل بل في مقابل تسليم وسائل القتال عند العدو ووقف "تهريب" السلاح الذي ليس هو سوى إمداد من مصر. قد يكون تشديد الحصار خاصة هو الذي يمنع حربا دامية في غزة.