خبر الجعبري.. رئيس الأركان « الشبح » لحماس

الساعة 02:28 م|14 نوفمبر 2012

غزة

يتنقل متخفيًا بين عناصر كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في نقاط تمركزهم على حدود قطاع غزة.. يتفقدهم ويبث في نفوسهم قوة الصمود.. كما يشرف بشكل مباشر على تدريباتهم.

إنه نائب القائد العام لكتائب القسام، وهو في الوقت نفسه القائد الميداني والفعلي للكتائب، أحمد سعيد الجعبري الذي اغتالته إسرائيل بدم بارد عصر اليوم الأربعاء في غارة استهدفت سيارته بقطاع غزة، والذي تطلق عليه إسرائيل أيضًا لقب "رئيس أركان حركة حماس"، كما تعتبره العقل المدبر لعملية خطف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في 2006.

حاز الجعبري على لقب "رئيس أركان حماس" نظرًا للمكانة الكبيرة التي تفردها له الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في قائمة المطلوبين للتصفية من قبلها، علاوة على دوره الكبير في العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2008، وهو الدور الذي ساهم بشكل كبير في سطوع نجم الجعبري.

واعتبرته وسائل إعلام إسرائيلية "مهندس" التصدي لهذا العدوان، وأطلقت عليه لقب "الشبح" نظرًا لعجز إسرائيل عن اغتياله خلال تلك الحرب.

اعتقلت إسرائل الجعبري لمدة 13 عاماً بدأت 1982، حيث قضاها في الأسر مع عدد من قادة حماس الراحلين ومن بينهم عبد العزيز الرنتيسي، وإسماعيل أبو شنب، ونزار الريان، وإبراهيم المقادمة، وصلاح شحادة الذي ربطته بالجعبري علاقة حميمة استمرت بعد إطلاق سراحهما، وكانت مدخلاً للأخير للتدرج في كتائب القسام.

وبعد الإفراج عن الجعبري عام 1995، تركز نشاطه على إدارة مؤسسة تابعة لحركة حماس تُعنى برعاية الأسرى ثم عمل في عام 1997 في مكتب القيادة السياسية للحركة بقطاع غزة، وذلك من خلال حزب الخلاص الإسلامي المنبثق عنها، وخلال هذه الفترة توثقت علاقات الجعبري بمحمد الضيف، القائد العام لـ"كتائب القسام"، والقياديين بالكتائب سعد العرابيد وعدنان الغول، الأمر الذي قاد نحو اعتقاله على أيدي أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية عام 1998 على خلفية اتهامه بأداء دور حلقة الاتصال ما بين الجهاز العسكري والقيادة السياسية لحركة حماس.

ومع بداية انتفاضة الأقصى في العام 2000 عندما قصفت إسرائيل مقرات أجهزة أمن السلطة في قطاع غزة تمكن الجعبري من حجز موقعٍ مقربٍ من القائدين شحادة والضيف، كما خطا خطوات إضافية على طريق الانخراط في العمل العسكري، فأسهم إلى جانبهما في العمل على بناء كتائب القسام وتطوير قدراتها خلال فترة الانتفاضة بالاستفادة من الدعم والتمويل المالي الذي وضع تحت تصرف قيادتها.

وأحدث الجعبري تغييرات كبيرة في بنية كتائب القسام محوّلاً إياها من مجموعات صغيرة إلى جيش شبه نظامي يتألف من أكثر من عشرة آلاف مقاتل موزعين وفقاً لهرمية تنظيمية واضحة تضم وحدات من مختلف الاختصاصات القتالية، فضلاً عن ترسانة متنوعة وضخمة من الأسلحة التي يصنع بعضها محليًا.

ويُعدّ ملف الجعبري لدى أجهزة الأمن الإسرائيلية دسماً بامتياز، فلائحة الاتهامات التي يضمها هذا الملف تبدأ بالمسؤولية عن جملة من العمليات النوعية ضد إسرائيل قبل انسحابها من القطاع عام 2005.

ولم تألُ إسرائيل جهداً في سبيل تصفية الحساب مع الجعبري، حيث تعرَّض لعدة محاولات اغتيال من قبل إسرائيل، بدأت أولاها في 18 أغسطس/ آب عام 2004، حين استهدف منزله بصواريخ موجهة أطلقتها مروحيات أباتشي أدت إلى إصابته بجراح خفيفة، لكنها أدّت إلى استشهاد ابنه الأكبر محمد، وثلاثة من أقاربه.

وربما شاءت الأقدار أن يلقى الجعبري ربه بعد أيام قليلة من أدائه فريضة الحج.