خبر السوري الذي لم تعرفوه.. يديعوت

الساعة 11:30 ص|14 نوفمبر 2012

(المضمون: لقاء مع معارض سوري رفض الكشف عن هويته الحقيقية أوضح فيه مستقبل سوريا كيف سيكون وان هذا المستقبل يشتمل على عقد سلام مع اسرائيل - المصدر).

جلست على ضفة بحيرة متجمدة خارج مدينة تقع في الشمال البعيد من الكرة الارضية. وكانت الريح الباردة تضرب وجهي وأحاول بلا نجاح ان أرفع قبعة المعطف شيئا ما. كنت أنتظر هنا أكثر من ساعة في ليلة بلا نجوم. وحينما استقر رأيي بالضبط على التخلي جاء يلبس لباسا رياضيا وحذاءا رياضيا. وقال بابتسامة تُدير الرأس: "أعذريني على اللباس لأنني سأخرج بعد الحديث للجري. فالرحلات الجوية والحياة المُنعمة تُفسد قدرتي البدنية تماما". انه ودود جدا. وحينما يحيط به جمهور أكبر يبدو أكثر صرامة أو جامدا تقريبا. سكبت لنا كأسين من الشاي من التيرموس الذي جلبته.

يتولى ن.س عملا سياسيا رفيعا في تحالف الثوار السوريين. وقد جاء الى هذه المدينة الشمالية كي يتحدث عما يحدث في سوريا وكي يؤكد في الأساس رغبة المتمردين القوية في تدخل سريع، عسكري ايضا، للحكومات الغربية فيما يجري في بلاده. حينما قدّمت نفسي قبل ذلك حظيت بمصافحته وقال: "آه، يديعوت احرونوت، أنا شديد الاطلاع على ما يحدث في اسرائيل، وأنا اقرأ الـ واي نت بالانجليزية كل يوم".

"في كل يوم يمر"، يقول الآن، وهو يُدفيء يديه فوق كأس الشاي، "يزداد التطرف. ان الحقيقة بسيطة فليست تلك حربا أهلية بل هي ثورة شعب يريد ان يكون حرا على سلطة مستبدة قاتلة وسننجح. فنهاية بشار الاسد صارت مكتوبة، والسؤال هو ما الثمن الذي سنضطر الى دفعه قبل ان يحدث ذلك".

يجري الحديث جريانا سلسا طبيعيا ويتحدث ن.س بصوت متحمس عن دمشق قبل ان يخرج جاليا وعن اعتقاله في السجن السوري (وكان ذلك عقابا لأنه سأل اسئلة محظورة)، وعن الشوق الى بيته وعن شعوره حينما يرى الفظائع في الفيديو. وهو يتحدث عن الفظائع خاصة – ما لا يحصى من اعمال الاغتصاب وقتل الاولاد – بلهجة منضبطة نسبيا. "ان جثث الاولاد تتراكم في الشوارع لأن قناصة السلطة ينتظرون ان يأتي الآباء لجمعها وعندها يطلقون النار عليهم ايضا"، يقول.

ان ن.س، وهو رجل مثقف يعد بأن سوريا "الجديدة" ستكون ديمقراطية بصورة رائعة تعطي النساء والأقليات حقوقا متساوية ("بعد بضع سنوات انتقالية قاسية بالطبع"). وهو يتحدث عن التسامح وعن بحث الشعب السوري الطبيعي عن السلام. "ان من يظل حياديا في حال عدم العدل يختار جانب المضطهد"، يقول مقتبسا من كلام رجل الدين من جنوب افريقية ديزموند توتو.

من الواضح للقيادة السياسية للمتمردين انه يجب التوصل الى سلام مع اسرائيل، يضيف. "نحن نعلم ان السلام ضروري من اجل بناء الدولة من جديد. يجب ان يعود الجولان بالطبع الى أيد سورية لكن كل ذلك سيتم على نحو ناضج". وهو يتحدث عن صلاته بعدد كبير من "الجهات" في البلاد.

ودع بعضنا بعضا بمصافحة وتمني مشترك للسلام بين شعبينا واتجه الى عدوه الليلي حول البحيرة. وبقيت أنظر في الظلام الجامد وفكرت انه اذا كان كل شيء متفائلا الى هذا الحد فلماذا لم يرفض فقط اجراء اللقاء باسمه الحقيقي بل أصر ايضا على ان تكون ظروف اللقاء غامضة. "أنا أعلم أنكِ لا تريدين ايقاع ضرر بي وأنتِ تدركين عظم الخطر"، قال بابتسامته المُذوبة.