خبر مَن المستفيد من التهدئة؟

الساعة 04:16 م|13 نوفمبر 2012

غزة -

لا زالت "اسرائيل" تواصل عدوانها على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، رغم الحديث عن التوصل لاتفاق تهدئة، و في كل مرة تخرق "اسرائيل" هذه التهدئة كيفما تشاء و في أي وقت تريد، فيما تلتزم الفصائل الفلسطينية بهذه التهدئة و تحتفظ لنفسها بحق الرد على أي عدوان صهيوني، و لكن السؤال المطروح من هو المستفيد من هذه التهدئة؟ ، هل هي المقاومة ام "اسرائيل"؟.

مراسلة وكالة فلسطين اليوم الاخبارية طرحت هذا التساؤل على البروفيسور عبد الستار قاسم، استاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية، الذي بدوره أكد بأن المشكلة تكمن في فصائل المقاومة التي توافق على هذه التهدئة التي يتم التوصل اليها عبر وسطاء عرب، موضحاً أن المقاومة الفلسطينية يجب الا تقبل باي اتفاق تهدئة بوساطة عربية، و لا سيما و ان العرب اطراف في الصراع مع "اسرائيل" و ليسوا وسطاء بيننا و بينها.

و أكد قاسم بأن التهدئة التي يجري الحديث عنها في كل مرة تتم من طرف واحد و هو الطرف الفلسطيني، حيث ان "اسرائيل" تعتبر ان أي فلسطيني يتدرب على السلاح او يقوم بالتخطيط للمقاومة او تهريب اسلحة هو يخرق التهدئة، و في المنظور الاسرائيلي فان التهدئة تعني ان تستسلم المقاومة و ان تطلق يد جيش الاحتلال لمواصلة عدوانه لكي يكون هناك تهدئة.

و اشار الى ان الجانب الفلسطيني يقع في نفس الاخطاء منذ عام 1978 و لا يتعلم، موضحاً بأنه ان كان و لا بد من الدخول في تهدئة مع "اسرائيل"، فلتكن دون الاعلان عنها من قبل الفصائل، و دون تدخل من أي جهة عربية، و ان تكون تبعاً لقدرات و ظروف المقاومة التي تقرر ان كانت الظروف مواتية للتهدئة ام لا، داعيا المقاومة الفلسطينية للقيام بمراجعة شاملة في هذا الخصوص، و أن تتوقف عن هذه الاتفاقيات التي لا تفيد الا الاحتلال.

و اعتبر الدكتور قاسم بان الدور المصري هو دور الضامن للفلسطينيين و ليس الوسيط بينهم و بين اسرائيل، مؤكداً بان مصر لا تستطيع ان تمنع أي عدوان صهيوني على غزة، او حتى الدفاع عن أي اتفاقيات ابرمت، لافتاً الى ان مصر ليست رادعة لـ "اسرائيل" و لا سيما و انها لم تخرج بعد من الوضع الذي تركها فيه نظام حسني مبارك، و هي لا زالت تمارس دور مبارك فيما يتعلق بالاتفاقيات التي ابرمت مع الجانب الاسرائيلي.

و حول ما اذا كانت "اسرائيل" قادرة على توسيع عملياتها في قطاع غزة، قال قاسم: "ان اسرائيل لها حسابات على المستوى الاقليمي، و ذلك ما يمنعها من توسيع عدوانها، لانها لا تضمن سكوت اطراف اخرى، كلبنان و سوريا و ايران".

و بين ان اسرائيل لم تكن معنية بتوسيع عدوانها على قطاع غزة خشية من الدخول في مواجهة مع سوريا, اعتقاداً منها بان الدخول في حرب مع غزة سيخفف الضغط عن سوريا، و هذا يدل بان "اسرائيل" ليست في وضع يسمح لها بفتحعدة جبهات على نفسها.