خبر السيد نصر الله: ما يجري في غزة امتحان عسير لدول الربيع العربي

الساعة 05:48 م|12 نوفمبر 2012

بيروت

أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن "العملية التي قام بها الشهيد احمد قصير ما زالت الاقوى بتاريخ الصراع العربي الاسرائيلي"، واعتبر أنه في مناسبة يوم الشهيد "تجمعنا الذكرى مع كل شهدائنا، وترتسم أمامنا وجوههم وابتساماتهم، وتحضر في عقولنا وقلوبنا ووجداننا كلماتهم  والوصايا، ويغمرنا جميعاً خليط من المشاعر".

واضاف السيد حسن نصر الله إن المشاعر هي "حزن طبيعي لأننا بشر وعلى فراق الأحبة، وفرح بعد 30 عاماً على الإنجاز على الانتصارات التي صنعوها، فرح لوصول أحبتنا إلى النعيم الدائم، ويأخذ بقلوبنا وعقولنا تصميم وإرادة، أن نواصل طريقهم وننجز أهدافهم ونصدق كما صدقوا ونخلص كما اخلصوا ونضحي كما ضحوا".

ووجه الأمين العام لحزب الله "التحية والسلام إلى الشهداء، السلام على أرواحكم وأجسادكم، على وجوهكم ودموعكم ودماءكم، على آلامكم وآمالكم، على قيامكم وصيامكم على صبركم واحتسابكم على صدقكم وعلى عاقبتكم الحسنة".

 وأشار إلى أنه "في يوم الشهيد تكون المقاومة في هذا العام اكملت من عمرها 30 عاماً، 30 عاماً من العمل والسهر والجد والاجتهاد والتعب والمخاطر والتحديات والصعوبات والانجازات والانتصارات".

 واعتبر السيد حسن نصر الله أن "المقاومة كانت تعبر دائماً عن جيل متجدد وهذه قوتها وحيويتها، نتمسك بهذا الماضي وبتجربتنا لأن الحاضر هو نتاج الماضي ويؤسس للمستقبل، الماضي بالنسبة لكل انسان هو مصدر إلهام واتعاظ".

نبَّه السيد حسن نصر الله إلى أن "البعض يريدنا أن ننسى ماضينا ويريد للبنانيين والشعوب العربية والاسلامية أن تنسى ماضينا ويريد أيضاً أن ننسى ماضيه، وأن ينسى اللبنانيون والعرب ماضيه، لنكون أمام إنقلاب بالمقاييس فيصبح المقاوم عميلاً"، ولفت إلى أن "العميل التاريخي يُطلب منه أن يوزع شهادات بالوطنية، ليصبح الحريص على وطن قاتلاً ومجرماً، والذي تاريخه مليء بالقتل والجرائم إنساناً شريفاً، يجب أن يبقى الحاضر أمام أعيننا"، وأسف السيد حسن نصر الله لأن "يُطلب اليوم من المقاومين الذي دافعوا عن لبنان وكرامته "شهادات وطنية" من الذي كان منذ 1982 وقبلها يعمل مع الإسرائيلي وكان سجاناً للإسرائيلي، ومؤلم أن يكون هذا حال البلد"، وأردف قائلاً: "يعز علينا أننا منذ سنوات مطلوب منا أن نجلس على الطاولة كي يناقشنا آخرون في الاستراتيجية الدفاعية، وكيف ندافع عن شعبنا وبلدنا، وسيادة وطننا، وبعض هؤلاء الآخرين له هذا التاريخ".

وتطرق الأمين العام لحزب الله إلى "نقطة المقاومة التي هي كيان ومشروع الشهداء، فأكد "أننا مستمرون بعملنا في المقاومة وفي جهوزيتنا للدفاع عن بلدنا وفي تطوير قدراتنا على كل صعيد ومستمرون بالعمل دون توقف أو ملل، فلا أحد يتصور أن ما يقال أو يجري بالمنطقة قد يؤدي إلى هز إرادتنا وعملنا، ونعمل أيضاً بأمل كبير بالمستقبل".

وطمأن السيد حسن نصر الله إلى أن "وصلنا إلى نقطة اعترف فيها العدو بواقع الردع الذي أوجدته المقاومة في لبنان، ولا يهمني أن يعترف بعض اللبنانيين بوجود ردع أو لا، ما يهمني أن يعترف العدو بذلك"، وخلص إلى أن "بعد حرب تموز وكل التطورات بعدها ومن خلال المعادلات الجديدة التي تم طرحها، الإسرائيلي اليوم يسلم بحقيقة ردع المقاومة في لبنان".

وذكَّر السيد حسن نصر الله بأن "هذا الأمر يجمع عليه القادة السياسيون والأمنيون والخبراء والرأي العام الإسرائيلي، فلا أحد بالكيان الإسرائيلي يقول إن لا ردع عند المقاومة، والجديد أن لبنان اوجد معادلة ردع".

وشرح السيد حسن نصر الله أن "الاستراتيجية الجديدة في المعادلة، هو أن المقاومة استطاعت أن توجد معادلة ردع جديدة، وهذه المعادلة تترسخ من خلال معادلة جيش وشعب ومقاومة".

وتحدث "في هذا السياق عن طائرة "أيوب" التي كانت خطوة متقدمة، وعزم جديد بهذا السعي، والكل يعلم أهمية المعلومات في أي معركة عسكرية، ومن أبسط المسائل في أي معركة أن يكون من يقاتل لديه معلومات صحيحة، واليوم تتقدم المقاومة خطوات جبارة إلى الأمام، والعدو الاسرائيلي يفهم ماذا يعني أن يصبح لدى المقاومة معلومات من هذا النوع وهذا الأمر يزيده خداعاً".

 وأضاف السيد حسن نصر الله إن "مدخلية طائرة ايوب في الردع أن لدينا قدرة صاروخية، ونقول إننا كمقاومة نستطيع ضرب أهداف محددة، فالإسرائيلي يفهم إذا كان لدينا صاروخ وليس لدينا معلومات فهذا خداع، هذا جزء من منظومة متكاملة للردع ضد العدو"، ولفت إلى أن الإسرائيلي تعاطى مع موضوع طائرة "أيوب"، وقال إنها حادثة خطيرة جداً، وسنرد على من قام بها، كانوا بانتظار أن يعرفوا من أين هي، وللوهلة الأولى كانوا يفترضون أن الطائرة من غزة أو سيناء، فقام نتانياهو وعلا السقف، ولكن عندما لم يكن لديه معطيات وأعلنّا نحن المسؤولية عن الطائرة لم يقم الإسرائيلي بشي".

وأشار الأمين العام لحزب الله إلى أن "هناك واقع مختلف مع لبنان اسمه الردع، وأنه لا يمكن للإسرائيلي ببساطة أن يأتي إلى لبنان ويدمر، والتعليقات الإسرائيلية ذهبت إلى تقييم هذه الخطوة وتكلمت عن الإخفاق الاسرائيلي"، وفي المقلب اللبناني انتقد السيد حسن نصر الله "جماعة 14 آذار، الذين بدأوا بالبكاء واللطم، وعملوا أسبوع وأربعين للإسرائيلي، واللغة كانت: هذا خرق وتوريط للبنان، وهذا يعطي الحق للاسرائيلي بشن حرب على لبنان".

وكشف بأن "بعضهم كانوا يدعون لو أن الإسرائيلي يضرب ويعتدي، ولكن الإسرائيلي خيب أملهم، والإسرائيلي يشتغل حسب مشروعه ومصلحته، في تموز بعد عملية الأسر كان مشروع الأميركيين قام به الإسرائيلي ضمن مشروع الشرق الأوسط الجديد، وأن يكون تطوراً بالمقاومة".

وأبدى السيد حسن نصر الله استغرابه حول "موضوع الحزن لدى فريق لبناني، وهذا الفريق لم يؤمن قسماً منه بالمقاومة من الأساس، والجزء الذي كان حليفاً لسوريا، وأصبح مع 14 آذار اليوم لم يؤمن بالمقاومة، ولكنه يبدل جلده حسب المواقف، وهذا الفريق يؤمن بالتفاوض مع الإسرائيلي والخضوع لشروطه، 30 سنة من المواقف تقول هذا الامر".

ودعا السيد حسن نصر الله  "كل اللبنانيين إلى أن يضعوها أمام أعينهم تجربة 30 سنة، وأنظروا لما حصل بهم وصولاً إلى الانسحاب الإسرائيلي حتى اليوم"، واعتبر أن "هذه التجربة قمنا نحن بها كلبنانيين، وانظروا لما حصل في المحيط وما يجري الآن، ها هي غزة تُقصف في كل يوم ويسقط عشرات الجرحى والشهداء، فأين جامعة الدول العربية، لو انتظرناها؟؟ لكان هناك مستعمرات اسرائيلية في جبل لبنان، أين منظمة التعاون الاسلامي أين الدول العربية؟ ما يجري في غزة امتحان عسير لدول الربيع العربي، كيف ستتصرف هذه الدول والحركات الاسلامية والتحريرية؟ هذا امتحان صعب".

 وقال السيد حسن نصر الله إن "العدو الاسرائيلي قصف السودان في الخرطوم، فأين جامعة الدول العربية؟ وأين مجلس الأمن الدولي؟ وأين رد الفعل؟ كل يوم نسمع عن مجازر بحق المسلمين في بورما، ماذا صدر غير البيانات؟ اين العالم العربي والاسلامي؟، والأميركيون خافوا من الناس ورد فعل الشعوب، ولكنهم لم يخافوا يوماً من الحكومات، فماذا فعلت جامعة الدول العربية لغزة أو السودان أو بورما؟".

 وخلص إلى أن "النتيجة أقولها للبنانيين "ما حمى ظهرك سوى ظفرك" ما يحمي لبنان وأرضه وسيادته وكيانه هو اللبناني نفسه، المقاومة والجيش والشعب، لا أحد يسأل عن اللبناني، ولبنان ولذلك هنا خيار المقاومة والتمسك بها وبسلاحها هو خيار إنساني واخلاقي والتخلي عن هذا الخيار هو جنون وانتحار وتخلي عن الواجب والقيم الانسانية".

وتطرق الأمين العام لحزب الله  إلى "طاولة الحوار التي تناقش الاستراتيجية الدفاعية"، فذكَّر بأن "هناك ظروفاً معينة فرضت تشكيل هيئة الحوار الأولى وأيضاً الحالية"، وتساءل قائلاً: "هل من الإنصاف أن يجلس البعض على الطاولة وممن لهم التاريخ الذي سبق أن ذكرناه؟ هل هؤلاء يريدون مناقشة كيفية حماية البلد من إسرائيل؟".

واستدرك بالقول إن "الظروف فرضت ذلك، وهذا يدل على ترفع المقاومة، وكرم أخلاقها، وحرصها على عدم افتعال مشكل وتوترات، وحتى هؤلاء الذين معروف تاريخهم فليجسلوا على الحوار".

 وخاطب السيد حسن نصر الله  الذين يقاطعون الحوار ويضعون شروطاً: "من كرم أخلاقنا وترفعنا أننا نجلس معكم على طاولة الحوار، من كرم أخلاقنا أن نقبل مناقشة الإستراتيجية الدفاعية معكم، واليوم ما زالت أخلاقنا رفيعة ونرى لاحقاً، عندما تريدون العودة لطاولة الحوار، أهلاً بكم ولكن طالما انتم مقاطعون فلا مشكلة ولا تتصورون أن أحداً لا ينام الليل بسبب ذلك وهذه نقطة ضغط عليكم، وهل من الانصاف أن يجلس هؤلاء على طاولة الحوار بينما فصائل قاومت وقاتلت "إسرائيل" لا تجلس على هذه الطاولة؟ أولى الناس بالجلوس على الطاولة هي الفصائل التي قاتلت "إسرائيل" على مدى 30 عاما منها الحزب الشيوعي اللبناني، لماذا لا يكون على طاولة حوار لمناقشة استراتيجية الدفاع الوطني؟ الجماعة الإسلامية من حقها أيضا ان تجلس على طاولة الحوار، حركة التوحيد الاسلامي من حقها الجلوس على طاولة الحوار وايضا التنظيم الشعبي الناصري لانه قدم شهداء وقاتل"، وتابع أن "هناك الكثير من القوى التي قدمت شهداء وقاتلت، ما هذا الانصاف بان لا يشاركوا؟ كما يحق للآخرين وضع شروط للعودة الى الحوار لماذا لا يحق لنا وضع شروط؟".

وأوضح السيد حسن نصر الله أن "لبنان دائما يعيش في ازمة وطنية وما يجري منذ سنوات تتابع لازمات، وجريمة التفجير في الأشرفية التي ادت إلى استشهاد اللواء وسام الحسن، أدخلت لبنان إلى مشهد جديد والأزمة قائمة ومستمرة، وعندما يحصل حدث بهذا الحجم ما المطلوب؟ المطلوب من كل القيادات السياسية التصرف بمسؤولية وطنية لأن اي تصرف خاطئ قد يفجر البلد".

ولفت إلى أن "هناك شيء يجب أن يضعه الجميع برأسهم أن اليوم جوارنا كله متوتر، وفي سوريا حرب دامية والمنطقة كلها متوترة"، ودعا السيد حسن نصر الله إلى "التصرف بمسؤولية، وإلا فقد ينفجر البلد، وأنا أوصف لا أهدد ونحن أشد الناس إصراراً على بقاء البلد مستقراً، وهذا يستدعي عدم اللجوء الى الانتهازية واستغلال الحادث وللاسف فهناك فريق لبناني هكذا يتصرف".

واعتبر أن "الفريق الآخر بعد اغتيال الحسن وجّه الاتهام، بعضهم أخذ الاتهام باتجاه سوريا، ولكن لم يكن لديهم دليل ولكنهم اعتادوا والبعض أرادوا أخذ الوضع إلى الداخل، وبدأوا اتهام حزب الله، وعدنا إلى موضوع أن أكبر ضابط في الدولة سنّي قُتل، وقاتله شيعي، هذا الذي قال من أول ساعة أن حزب الله قتل الحسن الى اين يريد الوصول؟ واذا كان من الوجوه التي تحدثت عنها وعن تاريخها باسرائيل الى اين يريدون الوصول؟ هل لديهم اي دليل؟".