المقاومة كابوس للاحتلال..والقبة الحديدية

تحليل خبير عسكري مصري: العدو لن يقدم على عملية عسكرية بغزة وسيكتفي بالاغتيالات

الساعة 04:24 م|12 نوفمبر 2012

غزة (خاص)

استبعد الخبير العسكري المصري اللواء "طلعت مسلم" أن تقوم دولة الاحتلال "الإسرائيلي" بعملية عسكرية واسعة لقطاع غزة على غرار "الرصاص المصبوب"، مرجحاً أن يركز الاحتلال على سياسة الاغتيالات في صفوف قادة المقاومة الفلسطينية، بعد أن أصبح سكان المدن "الإسرائيلية" ملازمين للملاجئ وتعطل الحياة فيها.

وقال الخبير المصري :" ان هذه الجولة من التصعيد بين المقاومة الفلسطينية والعدو الإسرائيلي تختلف عن سابقتها، من حيث ان المقاومة الفلسطينية أصبحت تتسم بالتنظيم والتخطيط وتوجه ضربات موجعة للعدو. وانها أي المقاومة أصبحت أكثر قدرة على المواجهة والتعامل مع الهجمات التي تنفذها قوات الاحتلال "الإسرائيلي", رغم الفارق في الإمكانيات لصالح جيش الاحتلال.

وأوضح في حديث خاص لـ وكالة "فلسطين اليوم الإخبارية" أن المقاومة بدأت تنتقل من مرحلة إلى مرحلة بدقة متناهية وبخطط مدروسة وبدأت تنتقل من عملية الدفاع عن النفس إلى مرحلة الهجوم ضد الاحتلال.

وقال الخبير مسلم:"المقاومة غيرت كل المعادلات التي راهن عليها الاحتلال "الإسرائيلي" وأصبحت تشكل تهديداً حقيقاً للكيان من الناحية العسكرية والأمنية وهو ما أوضحته وأكدته التقارير العبرية".

المقاومة كابوس .. والقبة الحديدية "وهم"

وأعتبر أن المقاومة في الآونة الأخيرة شكلت كابوساً لكبار قادة الاحتلال لا يعلمون كيفية الخروج منه أو التعامل معه عازياً ذلك لان المقاومة تقف ورآها عقول مدبرة وأيدي قوية.

وأكد فشل كل المحاولات الإسرائيلية في التصدي للمقاومة بما في ذلك "القبة الحديدية" حيث قال:"القبة الحديدية فشلت فشلاً ذيعا أمام صورايخ وقذائف المقاومة أصبحت العوبة ووهم تبدد مع إطلاق أول صاروخ تجاه مستوطنات غلاف غزة".

واستدرك قائلاً:"القبة الحديدية ما زالت حسب التقارير العسكرية يومياً تثبت فشلها وذلك عن طريق سقوط عشرات لصواريخ المقاومة على البلدات الإسرائيلية".

وعلل مسلم فشل القبة الحديدية وعدم مقدرتها على صد الصواريخ المحلية والمطورة إلى أن تقنية القبة الحديدية لا تتماشى إطلاقاً مع منظومة المقاومة بغزة مشيراً إلى أن القبة الحديدية مصممة للإطلاق نحو الصواريخ التي تحتوى قطع إلكترونية وأخرى ليزارية والمقاومة وبسبب إمكانياته المحدودة تطلق صواريخ بسيطة لا تصل إلى حد الصواريخ الموجهة الكترونية وقال:"رب ضارة نافعة".

واستبعد الخبير أن تنتج إسرائيل أو أية دولة أخرى منظومة قادرة على صد القذائف الصاروخية التي تطلقها المقاومة وقال:"اتحدي إذا استطاعت إسرائيل صد صواريخ المقاومة وأصبحت كابوس يقض مضاجع القادة".

معادلات الردع تغيرت .. والمقاومة أبلت بلاءً حسناً

وأكد أن المقاومة في التصعيد الأخير أبلت بلاء حسناً من ناحية إستراتجية وتوقيت ومكان إطلاق الصواريخ صوب المستوطنات والبلدات الإسرائيلية التي أوقعت العديد من الإصابات في صفوف العدو موضحاً أن المقاومة لديها تنسيق على أعلى المستويات داخل عناصر كل تنظم وبينهم وبين التنظيمات الأخرى.

ودعا المقاومة عند إطلاق الصورايخ إلى أستخدم نظرية "الحشد" وهو ما فسره في أن تطلق مجموعات كبيرة من الصواريخ على هدف واحد وإحداثيات واحدة لينتج عنه أضرار اكبر وتأثير واسع.

وعن استخدام المقاومة لأسلحة متطورة بالنسبة لقدرتها العسكرية أشار أن المقاومة بغزة أصبحت تمتلك أدوات وأسلحة متطورة تمكنها من إحداث تغيير في معادلة الردع بينها وبين الاحتلال.

ولفت إلى أن امتلاك المقاومة لـ قذائف التاندوم و الكورنيت و ks8 والراجمات وصواريخ 107 هو تطور لم يكن في حسبان الاحتلال وهذا ما سيجعله يحجم عن التوغل برياً وعدم الدخول في حرب شبيهة بحرب "الرصاص المصبوب".

وقال:"المقاومة من فترة لأخرى تفاجأ الاحتلال بصواريخ ومعدات متطورة وهي إستراتجية تحذيرية امتازت المقاومة في إرسالها إلى قوات الاحتلال واعتقد أن الرسائل وصلت وبدقة, علاوة على أنها تستخدمها بشكل مققن وهي إستراتيجية تجعل الاحتلال في حيرة بإعدادها عند المقاومة".

 

الهجمة قد تسمر أيام .. والاحتلال يخشى التوغل

ورجح الخبير مسلم أن تستمر الهجمة والتصعيد "الإسرائيلي" لعدة أيام تضرب خلالها عدة مرافق هامة للمقاومة – كضرب مواقع عسكرية وتدريبية واستهداف منصات وإنفاق- بغزة عازياً عدم استمرارها أو توغلها القطاع بسبب الضغوط التي تواجهها القيادة من جنودها وجمهورها بعدم التورط بحرب جديدة بغزة وإقبال الجمهور الإسرائيلي على انتخابات يمنعها من التفكير بعملية برية.

وعن التهديدات التي يطلقها قادة الجيش بين الفينة والأخرى باستهداف قادة المقاومة أكد أن "إسرائيل" قد تقدم المرحلة القادة على اغتيال قيادات كبيرة وهو ما يجب أن تأخذه المقاومة على محمل الجد.

وأوضح أن نتنياهو يحاول جاهداً إثبات نفسها أمام الجمهور الإسرائيلي بأنه هو القادر على إنقاذ إسرائيل وإنقاذ الجنوب من الصواريخ التي تتساقط يومياً عليه وذلك بقوة الردع والتهديدات التي يطلقها تجاه القطاع والمقاومة.

واختتم الخبير مسلم حديثه بنصائح وجهها للمقاومة الفلسطينية بضرورة أن تكون على حذر دائم خوفاً من إقدام العدو على حماقة تجاه القطاع وان يلتزموا بالتخطيط التكتيكي السريع واستراتيجة الحشد وضرب المرافق التي تمس الجمهور بشكل مباشر كمناطق توزيع الكهرباء والمياه وشبكات الاتصالات حتى تكون للمقاومة لمسة رعب داخل الكيان.