تقرير استخباراتي:« شبه حرب » ستندلع على الحدود مع مصر العام المقبل

الساعة 10:36 ص|12 نوفمبر 2012

القدس المحتلة

توقعت شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، المعروفة بـ"آمان"، أن تتورط إسرائيل في "شبه حرب" على جبهتها الجنوبية في غزة وسيناء العام المقبل.

 

وأشار "آمان" في تقريره السنوي الذي قدمه مؤخرًا لقيادة الجيش والحكومة الإسرائيليتين إلى أن إطلاق الصواريخ المضادة للدبابات من قطاع غزة تجاه إسرائيل مؤخرًا، يمهد لانفجار الموقف بأسرع مما يتوقع الجميع.

 

وأشار التقرير الذي نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن أطراف الصراع الثلاث، إسرائيل ومصر وغزة، لا ترغب الآن في مواجهة عسكرية لأن "جماعة الإخوان المسلمون" في مصر لا ترغب في حرب مع إسرائيل؛ لأن الرئيس مرسي مشغول بفرض سيطرته السياسية على بلاده، ووضعها على طريق الاستقرار الاقتصادي والأمني، كما أن حماس تخشى توغل الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة ما سيسبب معاناة كبيرة لسكان القطاع ويهدد مستقبل الحركة نفسها، ولهذه الحسابات لم تبادر حماس بإطلاق الصواريخ على إسرائيل مساء السبت الماضي، كما أنها لم تبادر في معظم الحوادث التي وقعت على الحدود في الأسابيع الأخيرة بإطلاق النار.

 

وحسب التقرير فإن حماس، التى تعول كثيرًا على دعم السنة في جميع أنحاء العالم العربي وخصوصا جماعة الإخوان، تفضل محاربة إسرائيل عن طريق الجماعات الإرهابية، بحيث توجع إسرائيل ولا تتعرض لرد فعل موسع من جانبها قد يحرج القيادة المصرية الجديدة.

 

لكن مع تكرار الحوادث الحدودية وارتفاع عدد المصابين بين الجنود الإسرائيليين يجب على الحكومة الإسرائيلية أن تقرر إما أن تشن حملة عسكرية واسعة النطاق على قطاع غزة أو تُبقي على الوضع الراهن، كما يجب على صانعي القرار الإسرائيليين أن يسألوا أنفسهم إن كانت الأوضاع على الساحتين الدولية والإقليمية ستوفر لإسرائيل ما يكفي من الوقت لإطلاق يدها للعمل بحرية لتحقيق الأهداف العسكرية في قطاع غزة؟ وهل سيتجاوب الإخوان في مصر مع أي حملة إسرائيلية على غزة؟ وكيف سيكون رد فعل تركيا؟ وهل ستكون الحكومة الإسرائيلية قادرة على الاستفادة من الإنجازات العسكرية للجيش لتحقيق هدوء طويل الأمد على حدود إسرائيل الجنوبية؟

 

وأشار التقرير إلى أن هناك خيار آخر أمام إسرائيل، وهو استهداف واغتيال قادة حماس وقادة المنظمات الأخرى في غزة. لكن الثمن سيكون مئات الصواريخ، وآلاف من قذائف الهاون التي سيمطر بها الفلسطينيون جنوب إسرائيل، وحتى إذا وافقت حماس على وقف إطلاق النار، فمن المؤكد أن لجان المقاومة الشعبية والجهاد الإسلامي لن يلتزما بهذا الاتفاق كما حدث سابقا، وفضلا عن كل ذلك فإن قادة حماس مقتنعون بأن الحكومة الإسرائيلية الحالية لاتريد شن عملية عسكرية كبرى قبل الانتخابات، وربما يكون هذا أحد أسباب التصعيد الحالي على طول الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة. ويقترح التقرير أن يثبت الجيش الإسرائيلي لـ"الجماعات الارهابية" أن حساباتها كانت خاطئة لكن دون إثارة غضب مصر.