خبر « إسرائيل » تُقر: أصبحنا ألعوبة في يد المقاومة الفلسطينية التي تضع قواعد اللعبة

الساعة 07:14 ص|12 نوفمبر 2012

وكالات

قال رئيس الوزراء الإحتلال، بنيامين نتنياهو، أمس الأحد، قبيل افتتاح جلسة الحكومة الأسبوعية، ردًا على التصعيد في الجنوب، قال إن جيش الاحتلال سيقوم بالرد بقسوة على الهجمات التي تُنفذها المقاومة الفلسطينية ضد الأهداف الإسرائيلية في جنوب الدولة العبرية.

وأضاف، بحسب موقع صحيفة 'يديعوت أحرونوت' على الإنترنت، إن التنظيمات الفلسطينية في القطاع تتلقى من الجيش الإسرائيلي ضربات مؤلمة جدًا، مشددا على أنه يتحتم على المجتمع الدولي تذويت البديهية بأن إسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء الهجوم عليها، وأن جيشها على استعدادا كامل لتشديد الضربات على قطاع غزة، على حد تعبيره.

في السياق ذاته،اعترفت المصادر الأمنية الإسرائيلية، أمس الأحد، بأن أقوى دولة، أيْ إسرائيل، من الناحية العسكرية، باتت تخضع لتكتيكات منظمة حرب تنظيمات صغيرة، مثل حماس والجهاد، في قطاع غزة، التي تُبادر وتجر جيش الاحتلال على الرد على الإصابات التي تُلحقها بالجنود والضباط والآليات العسكرية الإسرائيلية، وهذا الكر والفر بين الطرفين.

وشددت المصادر عينها يؤكد لكل من في رأسه عينان على أن قوة الردع لدولة الاحتلال تتآكل يوما بعد يوم، موجهة سهام نقذها اللاذعة إلى حكومة نتنياهو - ليبرمان - باراك، التي لم تُعد إستراتيجية واضحة ومحددة للتعامل مع الاستفزازات الفلسطينية المتكررة، على حد تعبيرها.

وبحسب المحلل للشؤون العسكرية في صحيفة 'يديعوت أحرونوت' العبرية، اليكس فيشمان، وهو صاحب الباع الطويل في المؤسسة الأمنية في دولة الاحتلال، فإن استمرار الوضع على ما هو سيؤدي إلى تآكل أكبر بكثير في قوة الردع الإسرائيلية، مشددًا على أن التنظيمات الفلسطينية باتت هي، وليس إسرائيل، التي تضع قواعد اللعبة في الصراع الدائر بين الطرفين في الجنوب، وعبر المحلل عن الغضب العارم الذي يسود الأوساط العسكرية في تل أبيب من هذا التغيير، الذي حتى اليوم لم تتمكن "إسرائيل" من إيجاد حل له، على الرغم من أنها قوة عظمى في الشرق الأوسط من الناحية العسكرية.

وقال أيضا إنه يتحتم على صناع القرار من المستويين الأمني والسياسي في دولة الاحتلال إجراء حسابات للنفس ومراجعة السياسة التي أقروها، إذ أنه لا يُعقل أنْ تستمر الأوضاع على ما هي الآن، في تلميح مباشر إلى قيام جيش الاحتلال بعملية عسكرية لاجتياح قطاع غزة، على غرار العدوان الذي شنته حكومة إيهود أولمرت عشية الانتخابات العامة للكنيست الإسرائيلي في العام 2009.

وأوضح فيشمان أن التبريرات الإسرائيلية لهذا الاستفزاز الأخير من قبل التنظيمات الفلسطينية الأخرى، هي بمثابة عذر أقبح من ذنب، مشددًا على أنه في جنوب الاحتلال تدور حربا بكل معنى الكلمة، وتُحول حياة مئات آلاف الإسرائيليين إلى جحيم، وهذا الوضع، لا يُمكن أنْ يستمر، على حد قوله.

على صلة بما سلف، أعلنت مصادر رفيعة المستوى في تل أبيب أن جيش الاحتلال الإسرائيلي واصل مساء أمس والليلة قبل الماضية شن هجمات جوية على أهداف فلسطينية لحركة حماس في قطاع غزة، على أثر عملية استهداف جيب إسرائيلي أمس الأول السبت وسقوط اربعة شهداء فلسطينيين، وفي هذا السياق، صرح وزير الأمن الإسرائيلي، إيهود باراك أمس إن الدولة العبرية ردت على التصعيد في الجنوب، لافتًا إلى أنها تدرس مواصلة الرد في الأيام القادمة.

وأضاف أنه تبذل حاليًا جهودًا من الجانب المصري ومن جانب الولايات المتحدة الأمريكية لتهدئة الأوضاع، لكن، أضاف وزير الأمن، إذا لم تجد هذه الجهود نفعًا فقد تقود العملية الأخيرة إلى استمرار الصدامات وفي نهاية المطاف إلى حملة عسكرية برية في القطاع عشية الانتخابات العامة الإسرائيلية، والتي من المقرر أنْ تجري في الـ22 من شهر كانون الثاني (يناير) من العام المقبل، أي بعد حوالي الشهرين، على حد قوله.

وقالت صحيفة (هآرتس) العبرية في عددها الصادر أمس الأحد إن التصعيد الأمني في الجنود، وجملة الغارات المتواصلة التي شنتها إسرائيليين الليلة على قطاع غزة بعد العملية التي أسفرت عن إصابة أربعة جنود إسرائيليين وسقوط أربعة شهداء في قطاع غزة قد تؤدي في حال استمر تدهور الأوضاع الأمنية إلى مواجهة بين المقاومة في قطاع غزة وقوات الاحتلال الإسرائيلي.

 

وأشار المحللان عاموس هارئيل وآفي إيسخاروف إلى أن التصعيد الأمني وتدهور الأوضاع سيضطر حكومة بنيامين نتنياهو التي تسعى لتركيز المعركة الانتخابية حول الملف الإيراني، سيضطرها إلى التعامل مع التدهور المذكور، خصوصًا وأن حكومة نتنياهو كانت تعتزم طرح الهدوء الأمني على الحدود الجنوبية وانخفاض العمليات التفجيرية ضد إسرائيل كإحدى أهم إنجازاتها.

ولفت المحللان في سياق تقريرهما إلى أن كل حدث أمني أوْ إطلاق صاروخ باتجاه إسرائيل سيزيد من احتمالات شن حملة عسكرية ضد قطاع غزة، على الرغم من أن نتنياهو يعرف أن حملة عسكرية برية تعني تورطه في قطاع غزة، على حد وصفهما.

ووفقًا للمحللين فإن التقديرات الإسرائيلية التي أشارت إلى أن حركة حماس ستفضل بعد عملية (الرصاص المصبوب) تمكنت من بسط سيطرتها على قطاع على مواصلة المقاومة العسكرية، لم تعد سارية في الشهور الأخيرة، إذ تلاحظ الجهات الإسرائيلية تحولاً في سياسة حماس، حيث رصدت مشاركة الحركة وأذرعها في عدد من العمليات وفي تمويل نشاطات بعض الفصائل الفلسطينية، علاوة على ذلك، أكد المحللان على أن حركة حماس باتت مؤخرا تتحدى بشكل سافر م التحركات العسكرية الإسرائيلية على امتداد الشريط الحدودي أو السياج الأمني، وفي بعض الحالات قامت حماس بعمليات داخل الجانب الإسرائيلي للسياج الأمني.

وشدد المحللان على أن دولة الاحتلال أن سلسلة الأحداث والعمليات الأخيرة تدل على أن حركة حماس وفصائل المقاومة ماضية في مساعيها الحثيثة من أجل المواجهة والتصعيد الأمني والعسكري، على حد قول الصحيفة العبرية.