خبر محللون فلسطينيون: التصعيد ضد غزة لن يتسع

الساعة 04:49 م|11 نوفمبر 2012

وكالات

أعرب محللون سياسيون فلسطينيون عن اعتقادهم بأن التصعيد الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة "لن يتجه نحو عملية عسكرية واسعة" في القطاع.

ودعوا في تصريحات لمراسلة وكالة الأناضول للأنباء الفصائل الفلسطينية إلى "ضبط النفس، والتعاطي بإيجابية مع التهدئة، لعدم إعطاء إسرائيل ذريعة للاستمرار بالهجوم على غزة".

ويشهد قطاع غزة تصعيداً متبادلاً بين الفصائل الفلسطينية والجيش الإسرائيلي مؤخراً، كان آخره استشهاد 6 فلسطينيين وجرح العشرات معظمهم من المدنيين في سلسلة غارات شنتها الطائرات الإسرائيلية على قطاع غزة، مساء أمس السبت.

كما أصيب 7 مستوطنين جراء سقوط عشرات الصواريخ، التي أطلقتها الفصائل الفلسطينية على جنوب إسرائيل، ردًا على الهجمات الإسرائيلية على غزة.

المحلل السياسي عليان الهندي من رام الله بالضفة الغربية، توقع أن الوضع في قطاع غزة "ذاهب نحو اتفاق جديد، أو هدنة جديدة مع إسرائيل".

وأوضح الهندي الذي يعمل باحثًا في الشئون الإسرائيلية ومترجمًا للغة العبرية في جمعية الدراسات العربية في القدس أنه "بالرغم من تعالي الأصوات الإسرائيلية المطالبة بعملية عسكرية واسعة، إلا أن التطورات في المنطقة العربية وخاصة في الجانب المصري، من وجود الإخوان المسلمين في السلطة، قد تلزم إسرائيل بعدم الإقدام على هذه المغامرة".

وتابع "إسرائيل غير مستعدة لشن حرب جديدة مماثلة لحرب 2008 على غزة، وفي جميع الأحوال هي قادرة على تحقيق أهدافها دون حرب جديدة".

وشنت إسرائيل حربًا على غزة في 27 ديسمبر/ كانون الأول عام 2008 استمرت 21 يومًا قُتل فيها 1500 فلسطيني وجرح أكثر من 5000 آخرين، بالإضافة لتدمير آلاف المنازل ومئات المصانع.

وأشار الهندي إلى أن "الخيارات محدودة أمام الفلسطينيين في قطاع غزة"، ناصحًا الفصائل الفلسطينية بـ"التوجه نحو عقد اتفاق هدنة جديدة مع إسرائيل".

وأضاف "القضية الفلسطينية باتت مهمشة في وسائل الإعلام العربية، والخارجية، وكالعادة لن يحظى قطاع غزة باهتمام إعلامي إلا في حال وقوع عدد كبير من الشهداء".

من جانبه قال المحلل السياسي أسعد العويوي، أستاذ القضية الفلسطينية في جامعة القدس المفتوحة بالضفة، إن سياسة التصعيد التي تتبعها إسرائيل ضد قطاع غزة هي "سياسة ممنهجة، حيث تعتبر غزة هي الحلقة الأضعف في المنطقة".

ورجح العويوي أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو "سيوجه ضربات جوية فقط لقطاع غزة، في محاولة لإعادة هيبة حكومته أمام الشعب والجيش، ولإثبات الذات أيضًا"، مردفاً "ومن المستبعد تماماً أن يشن عدواناً كاملاً على القطاع".

وأرجع رايه هذا إلى "تخوّف إسرائيل من ردة فعل الرأي العام المصري في حال شنّ عملية واسعة على قطاع غزة، خاصة بعد تولي الإخوان المسلمين مقاليد السلطة في مصر".

ومتفقًا مع سابقيه، أكد المحلل السياسي طالب عوض الأستاذ بجامعة بيرزيت في رام الله بالضفة الغربية أن "الوضع في قطاع غزة يتجه نحو الهدنة، فجميع المؤشرات تؤكد صعوبة اتخاذ إسرائيل قراراً بشن عملية واسعة في غزة".

وذكر عوض أن أسباب عدم قدرة إسرائيل على شن عملية واسعة أو تصعيد أكبر ضد قطاع غزة، هي "انشغال إسرائيل بانتخاباتها المحلية، بالإضافة إلى الظروف التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط والتغيرات السياسية في مصر وبعض الدول العربية".

وأوضح أن "أول الخيارات المتاحة أمام الفصائل الفلسطينية لوقف العدوان، هو التعاطي الإيجابي مع مسألة التهدئة، وعدم إعطاء إسرائيل ذريعة للاستمرار في قتل المدنيين وقصف المنشآت"، حسب قوله.