خبر الغثاثة تحتفل قُبيل الانتخابات- هآرتس

الساعة 08:44 ص|11 نوفمبر 2012

الغثاثة تحتفل قُبيل الانتخابات- هآرتس

بقلم: اسحق ليئور

        (المضمون: حزب "يش عتيد" ليئير لبيد هو تجسيد للخواء والعدم وليس فيه أي وعد حقيقي بتحسين أوضاع المجتمع الاسرائيلي - المصدر).

        ان السياسة النيابية هي جوع الى قطعة من الكعكة الصغيرة، أي العضوية في الكنيست إن لم يكن جوعا لقطع من الكعكة الكبيرة التي هي الحكم. وفي وقت الانتخابات تبتعد عن هذه الحقيقة الخرساء وتُزهر فيها ثرثرة تثير الملل. فالجميع مشغولون بحشد الزبائن، في الانتخابات التمهيدية وفي الانتخابات العامة، وليس ما يقولونه هو ما "يعتقدونه" ولا ما يفعلونه بيقين، والغثاثة تحتفل وتوجد رائحة دم ايضا هذه المرة – نواب كديما – تُولد جهدا "ليكونوا مركزا"، ويشبه ذلك صوت الثعالب قرب خُم مفتوح.

        ان يئير لبيد حتى في هذا الجدب شاذ. فالشحم الذي ميز أعمدته الصحفية دائما وتقديم "أولبان شيشي" (منتدى الجمعة) تملق جمهوره باغراء "الاسرائيلية" وهو موضوع لا أساس له يتحمس الاسرائيليون لشرائه بشرط ان يُضمن لهم الانتساب. وهكذا في الحقيقة يعمل كل نظام عقائدي: انكم جميعا معيبون شيئا ما لكن هذا العيب سيغطي عليه المثال الذي ستحصلون عليه مني مهما كنتم. وفي المعارك الانتخابية يعمل هذا الامر ساعات اضافية بمساعدة "المؤسسين" و"ناس البلماح" والجنرالات وهم رجال دائما تقريبا، وتكون الرسالة شيئا ما من إجلال الأب والرجل والقائد الذي يقف في مركز هذا التجمع باسم "الاسرائيلية".

        لكن رسالة لبيد الرئيسة بخلاف اعمال الأبطال في الماضي هي صورته. فلا يوجد فقط جماله الآسر بل استقراره الذي ليس هو استقرار ملاكم. وهكذا واجه قادة الكتائب الجنود فكانت الأكتاف مُبرزة والمرافق في الهواء والأصابع مُباعد بينها بين الفينة والاخرى إن لم تكن مدسوسة في الحزام.

        لا يوجد أي نص ليّن عن العائلة والاولاد يمحو ذلك، ومن لا تقنعه صورة الوقوف كوقوف صاحب الدراجة النارية، يستطيع ان يستعرض صورة تعيين لبيد لاعضاء قائمته الحزبية بقوله "أنت وأنت؛ أما أنت فلا". وما هي الرسالة؟ هؤلاء ناسي فكونوا اسرائيليين وصوتوا لي بلا معارضة و"من غير ان تنساقوا" فأنا أتحدث عن "الطريقة".

        يُحتاج الى معارضة من اجل تغيير الطريقة ولهذا فان الرسالة الوحيدة هي ان يُقال جئنا الى السياسة باسم "التنفيذ"، والآن تأتي الكلمة الرمزية. فهم يبيعون الجمهور "الاسرائيلية" لكنهم يبيعون الرفاق الـ "التنفيذ الصحيح"، ولم يعد يُحتاج في عصر ما بعد الحداثة الى أصحاب تنفيذ بل الى حديث عن تنفيذ مثل تحليل الرياضة. ولا يوجد مثل عوفر شيلح ليُمثل هذه الثرثرة. فليس هناك لعب كرة سلة بل حديث عن كرة السلة.

        ان شيلح الذي يعرف اشياء كثيرة سطحية عن اشياء عظيمة كثيرة (جويس والسينما والجيش وكرة السلة) هو عرَض من أعراض "يش عتيد" (يوجد مستقبل). وحينما سُئل في مقابلة صحفية للقناة الثانية أي معلومات يملكها كي يكون وزيرا أجاب بأنه ليس عنده علم، لكن الوزير، وقال ذلك بصراحة، هو "منصب عقائدي". فما هي عقيدته؟ اليكم الغثاثة: ان العقيدة هي الحديث عن أنه يُحتاج الى عقيدة ويُحتاج الى تنفيذ شيء ما في الداخل (مع بيبي وليبرمان). لا تُخطئوا فليس الحديث عن تكنوقراط، فقد كانوا كثيرين في "داش"، وكان عدد منهم ايضا في حزب "شينوي" للبابا تومي. ان حزب "يش عتيد" هو استنفاد للعدم، أي الموجود في المستقبل.

        هذا هو حزب السكينة المُرفهة لأصحاب مخصصات التقاعد من الجيش الاسرائيلي و"الشباك" الذين يبدأون حياة مهنية جديدة في سن الثانية والاربعين وينالون تربيتة رجولية من زعيم يُحسن اليهم بواسطة التمدح بالاسهام للمجتمع ("يسألون لماذا أنت مُحتاج الى السياسة")، مع أغاني لذكرى القتلى (القلب الحميم الرطب للاسرائيلية). وليس عندهم أي اعتراض على أرباب المال وضاقوا ذرعا بالسماع عن الفقر والاحتلال. فالفقر قذر والاحتلال كثير في الخدمة الاحتياطية. الآن انتخابات، والحب يُقدس بالدم.