تقرير مشاهد مروعة تروي تفاصيل نقل شهداء وجرحى مجزرة الشجاعية

الساعة 07:15 م|10 نوفمبر 2012

غزة(خاص)

"سمعنا أصوات الانفجارات تدوي بالمكان.. فتسارعت خطواتنا شيباً وشباناً ونساءً إلى تلة المنطار شرق حي الشجاعية حيث يمارس أبنائنا كرة القدم.. وبين أشجار الزيتون قابلتنا الأشلاء .. ودماء الشهداء تلون تراب فلسطين .. حينها انهمرت الدموع كالسيل وصرخات التكبير والتهليل تصدح بالمكان .. وسيارات مدنية تحاول الصعود إلى "التلة" فتقابلها جثث الشهداء والجرحى" هكذا بدا مسلسل الأحدث على تلة المنطار التي استهدفتها المدفعية الصهيونية بأكثر من أربع قذائف مسمارية".

وفي مشهد مؤلم يرويه مراسلنا الذي شاهده بأم عينه قائلاً :"جثة بين أشجار الزيتون تناثرت أشلائها فالقدم اليسرى بترت على الفور والدماء تسيل من الرأس والصدر كان حينها فاقداً للوعي حاولنا التقدم لإنقاذه من الموت وتسارعت السيارات المدنية لانتشاله.. أنفاسه فقدت وحاولنا صناعة ما نستطيع من عمل تنفس اصطناعي ونجحنا بحمد الله ولكن مشيئته تعالى أرادت له الشهادة".

وفي روايات متعددة مؤلمة يرويها المواطنون لمراسلنا فالشاب "محمد"، قال :"سمعت قذيفتين وذهبت أنا وثلاث من أصدقائي كنا ننظر بخوف ورعب من إحدى زوايا "تلة" المنطار شاهدنا ثلاث جرحى نقلنا أثنين وبقي أحدهم على الأرض لأنه أشلاء مفحمة -شهيد- عدنا في المرة الثانية لنقله وشاهدنا شيخ من بعيد يرفرف براية بيضاء على أعلى "التلة" ينادي "شهيد شهيد" لم يكمل مناداته حتى فاجأته المدفعية بقذيفتين جديدتين احدها انفجرت بجانبه فأصيب بقدميه هو ومجموعة من المواطنين والثانية سقطت على منطقة سكنية في شارع المنطار "سوق الجمعة" ولم تنفجر بحمد الله".

أما في رواية أخرى لا تقل آلماً وفزعاً من تلك التي روينها.. فالشاب مهند قال وعيونه تبكي حرقة على ما شاهده :"رأيت ثلاث جثث ملقاة على الأرض رفعت الأولي فوجدتها لصديقي والأخرى رفعتها فزاد البكاء عندما صدحت الجثة بالتكبير والتهليل".

وفي ذات السياق قال المواطن عاهد :"كل يوم نلعب في ساحة المنطار وآخرون من الشبان يتوجهون إلى "تلة" المنطار حيث "البركس" يجلسون وينظرون إلى الأراضي المحتلة ولا يوجد أي تصعيد أو طائرات تحلق بالمكان كي لا يتوجه أحدنا إلى تلك المنطقة وبالعادة عندما يكون تصعيد لا أحد يصعد التلة خوفاً على نفسه".

وأضاف :"نقلت أحد الجرحى كان طفلاً وكانت إصابته متوسطة".

وفي تساؤلات مدوية صدح بها المواطنون الذين تواجدوا بكثرة أسفل تلة المنطار أين سيارات الإسعاف؟؟ لنقل الجرحى والإصابات حيث أكد مراسنا وشهود العيان بان أغلب الإصابات نقلت بسيارات مدنية وأن الذي نقل الإصابات لا يعلم طبيعة التعامل مع تلك الحالات ما أدى لزيادة "الطين بلة" فإن كان الجريح مصاب بقدمه ربما بترت لنقله بطريقة الخطأ فأين السيارات الإسعاف يا وزارة الصحة" هكذا تسائل الممواطنين.