خبر خبير سياسي: رسالة مرشد الإخوان « ضغط إيجابي » على مرسي

الساعة 03:37 م|08 نوفمبر 2012

وكالات

اعتبر أستاذ للعلوم السياسية أن مطالبة المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، محمد بديع، في رسالته الأخيرة بالتعامل مع ملف الفساد من خلال "إرادة سياسية وإجراءات حكومية سليمة، وصراحة مطلقة، وشفافية واضحة" تأتي في سياق "الضغط الإيجابي" على الرئيس المصري وحكومته.

وقال عبد الخبير عطا، أستاذ العلوم السياسية بجامعة أسيوط، جنوب مصر، لمراسل "الأناضول" في قراءته لرسالة المرشد اليوم الخميس "بديع برسالته الأخيرة يضغط على جميع الأطراف، وهو بحثه على ضرورة وجود إرادة سياسية وإجراءات حكومية سليمة يوجه رسالة بأن محاربة الفساد تستدعي أن تكون على أولوية الأجندة السياسية للرئيس والحكومة".

وأوضح أن "الأداء المتدرج" للرئيس في محاربة الفساد وعملية الإصلاح هي ما دفعت المرشد للمطالبة بضرورة وجود "صراحة مطلقة وشفافية واضحة قد تُفتقد في بعض الأحيان".

وقال بديع في رسالته الأسبوعية التي وصل مراسل وكالة الأناضول للأنباء نسخة منها اليوم إن ملف الفساد يحتاج إلى "إرادة سياسية وإجراءات حكومية سليمة، بخارطة طريق، وصراحة مطلقة، وشفافية واضحة"، مشيرًا إلى أن الدعوة للتوافق بين القوى السياسية تبدأ بمشاركة فعلية من الأطياف في إنهاء ملف الفساد.

وأوضح بديع في الرسالة أن ذلك "لن يتحقق إلا باتفاق جميع الوطنيين، خصوصًا المثقفين والمفكرين، والشباب والمرأة والعمال والفلاحين، فالأمة مستهدفة، وقد توحد عليها أعداؤها" بحسب تعبيره.

وطالب بديع النظام الحاكم في مصر: "بالإعلان عن تطهير حقيقي وملموس، يفرز قيادات حقيقية لمواجهة التحديات بعيدًا عن خطايا الأنظمة البائدة، التي تجذرت وتعمقت في المجتمع"، معتبرًا أن ذلك أمر متفق على تنفيذه بشكل فوري من كافة الشعوب.

ومخاطبًا المجتمع ككل قال بديع: "وجب على الجميع تحمل مسؤولياتهم لمواجهة التحديات، والمشاركة في التنمية، والانتقال إلى ميادين العمل والإنتاج والإبداع" مشددًا على ضرورة "تجنب دخول أي طارئ يبعدنا عن ترسيخ الهوية الوطنية بجميع مكوناتها والتي يجب أن ترتكز على الاستقرار والنهضة والوحدة".

وكان الرئيس المصري محمد مرسي أكد في زيارته الأخيرة لمحافظة أسيوط الجمعة الماضية على محاربة الفساد والمفسدين، وقال: "سأدعو الشعب إلى ثورة ثانية للتخلص من العابثين إذا استدعى الأمر ذلك،" مشددًا على أنه "لن يسمح لعابث فاسد مفسد أن يستمر في مكانه على الإطلاق".

وفي المقابل يواجه مرسي انتقادات من قوى سياسية، واصفين خطواته في محاربة الفساد الذي قامت ضده ثورة 25 يناير/ كانون الثاني العام الماضي بـ"البطيئة".

وفي إشارة إلى الخلاف الدائر حول مادة تطبيق الشريعة في الدستور طالب بديع بـ "المحافظة على الهوية الوطنية الواحدة، وهي الهوية الإسلامية التي تدعو إلى الصدق والأمانة والوفاء بالعهود والوعود، وغرس استقلالية الهوية في الأجيال الناشئة، والاعتزاز بها"، معتبرًا أن "الإسلام يحقق حضورًا واضحًا في الساحة اليوم رغم المحاولات المستميتة لإقصاء هذه الهوية التي امتزجت بدماء المصريين جميعًا".