خبر في متاهة الولاية الثانية- معاريف

الساعة 09:36 ص|08 نوفمبر 2012

 

ما أن أُعلن عن انتصار الرئيس براك اوباما في الانتخابات الامريكية، حتى تجذر الفهم في أن اسرائيل توشك على أربع سنوات عجاف – نتيجة العلاقات الشخصية المهتزة بين البيت الابيض وديوان رئيس الوزراء في القدس. في هذا النهج يوجد قدر كبير من المبالغة. صحيح أن اوباما ليس صديقا لنتنياهو، لكنه ليس الصديق الشخصي ايضا لاي سياسي آخر في البلاد. اولمرت، لفني أو يحيموفتش لم يعملوا معه، وعلاقتهم بالرئيس سطحية، اذا كانت قائمة على الاطلاق، وليس لهم ولمستشاريهم اي تفوق على رئيس الوزراء في الاتصالات مع الولايات المتحدة. والاهم من ذلك: اوباما يمثل مصالح الادارة الامريكية والامة الامريكية بأسرها، وهو سيعمل مع كل زعامة اسرائيلية انطلاقا من الحساب البارد والواعي، دون صلة بمستوى الحميمية الشخصية له مع رئيس الوزراء.

ثمة من يدعي بان الولاية الثانية للرؤساء تحررهم من الضغوط، ولهذا فمن المتوقع لاوباما أن يقود أجندة أكثر عدوانية، تجد تعبيرها ضمن امور اخرى بضغط حازم على اسرائيل. غير أن كل رئيس تحركه ارادة البناء لنفسه لمكان في التاريخ، والان الانجاز الوحيد الذي يمكن لاوباما أن يسجله لنفسه هو كونه الرئيس الافريقي – الامريكي الاول. ولا يزال عليه أن يخرج أمريكا من الوحل الاقتصادي، وهذا يتطلب خطوات غير شعبية وموافقة المشرعين في المجلس النيابي.

أعضاء الكونغرس الديمقراطيون ممن مستقبلهم أمامهم لن ينتحروا من أجل الرئيس. وهم يتذكرون جيدا مارغوري مزفنسكي من بنسلفانيا التي أيدت قانون الميزانية الاشكالي لكلينتون في 1993 وركلت من الكونغرس في غضون سنتين. نائب الرئيس جو بايدن بنفسه ألمح في يوم الاقتراع بانه معني بالتنافس على الرئاسة في 2016. بايدن هو صديق لاسرائيل، ومعقول أن يواصل الاصرار على المصالح الحيوية بالنسبة لنا.

وسيقف الرئيس الجديد أمام ذات الصورة الشرق أوسطية المرتبة. بعض من الزعماء المحليين سيفرح لانتخابه، آخرون سيكونون غير مبالين. ابو مازن راض لانه يعتقد بانه في الجمعية العمومية القادمة للامم المتحدة سيرفع مستوى مكانة فلسطين. أحمدي نجاد سعيد لان الرئيس الذي عارض الهجوم حين اهتز كرسيه يمكن أن يتمترس أكثر فأكثر في رفضه حين تكون مكانته آمنة. الرئيس المصري مرسي، الذي سبق أن حظي بالمغازلات من جانب الادارة الامريكية الحالية، معني هو ايضا بولاية ثانية لاوباما.

ومقابلهم فانه ليس لملك السعودية، ملك البحرين، ملك الاردن وباقي حكام الخليج الوقت لاوباما في هذه اللحظة. فهم منشغلون بالاضطرابات الداخلية لديهم. وبالنسبة لهم كفت امريكا عن أن تكون جهة ذات مغزى منذ سنين. الدولة الوحيدة التي لا تزال متعلقة تماما بواشنطن هي قطر، حيث أن الحكم يصمد بفضل عشرات الاف الجنود الامريكيين المرابطين في الامارة (بالطبع لا يمنع هذا قطر من تأييد الاسلام المتطرف).

بانتظار اسرائيل أربع سنوات مركبة، ولكن ليست متعذرة. يحتمل أن يعين وزير أو وزيرة خارجية جديد/ة بدلا من هيلاري كلينتون فيحاول تحريك المسيرة السياسية من جديد. وكفيل بان يحاول العمل من خلف الكواليس ضد نشاط ايباك، الميل الذي سبق أن بدأ في ولايته الاولى. وسيتعين على رئيس الوزراء أن يعمل بكد أكبر كي يدفع اصدقاء اسرائيل في الحزبين للوقوف الى جانبنا. وفوق كل شيء، ستحوم مشكلة واحدة جوهرية: لقد سبق لاوباما أن اظهر بانه ليس رئيسا يشن الحروب، بل رئيس يعيد الجنود الى الديار. اسرائيل ستكون مطالبة بابداعية دبلوماسي كبيرة على نحو خاص كي لا نستيقظ ذات يوم مع قنبلة نووية في يد ايران.