خبر نتنياهو قامر ونحن سندفع- يديعوت

الساعة 09:36 ص|08 نوفمبر 2012

 

بقلم: سيما كدمون

مر على نتنياهو أمس صباح قاسٍ. فلن يستطيع أي أدب دبلوماسي ان يغطي على أسى من حصل على اوباما في البيت الابيض وعلى نفتالي بينيت في البيت اليهودي وعلى سارة الخائبة الأمل في بيت رئيس الوزراء.

يحق لكل واحد ان يقرر أي هذه الاشياء أشد إيلاما لنتنياهو. فلن يكون من الداحض مثلا ان نجزم بأن انتخاب بينيت الذي كان ذات مرة رئيس ديوانه وأصبح بغيضا الى الزوجين نتنياهو، لم يكن يقل قسوة عن الرئيس الامريكي. فأنتم تعلمون ان الامور الشخصية يمكنها احيانا ان تتغلب على امور قومية.

لكن انتخاب نتنياهو على الأقل الذي أخذه الجميع في الحسبان ما عدا نتنياهو، كان يمكن ان يكون أقل إيلاما وأقل اضرارا باسرائيل في الأساس لو ان رئيس الوزراء سلك سلوكا مختلفا.

تخيلوا ان نتنياهو كان بدل ان يبادر الى مواجهة صارخة لا داعي لها ولا هدف في الشأن الايراني، كان يُثني علنا على ما يمكن الثناء عليه من سياسة ادارة اوباما في مواجهة ايران، ويحتج في هدوء في الغرف المغلقة على ما لم يُفعل – لا العكس.

ماذا كان سيحدث لنتنياهو لو أنه استضاف المرشح الجمهوري ميت رومني بالاكرام الذي يستحقه ضيف فخم الشأن لكن يمتنع عن استضافته وكأنه رئيس الولايات المتحدة.

يُذكرنا نتنياهو بسلوكه مع الامريكيين بالطرفة المعروفة عن الفرق بين شلوميئيل وشليميزال: فشلوميئيل هو الذي يسكب المرق الساخن على شليميزال. بيد ان نتنياهو في هذه الحال هو كلاهما معا فقد سكب المرق الساخن على نفسه ولم يكن الحرق حرقه وحده بل هو حرقنا جميعا.

لأن سياسة اسرائيل الخارجية وعلاقات اسرائيل بالولايات المتحدة ليستا الملك الخاص لرئيس الوزراء بل هما ملك وجودي لدولة اسرائيل وكل من يقامر عليه أو به يفعل فعلا لا يُفعل.

ان من يعتقد اذا ان سلوك نتنياهو لن يؤثر في علاقات الولايات المتحدة باسرائيل عليه ان يفكر مرة اخرى. وكل من هو خبير بهذه العلاقات، قالت جهات مختلفة هذا الاسبوع، يعلم جيدا نوع الانتقام الامريكي. فهو بخلاف الانتقام التركي غير مندفع وغير ظاهر بل هو يزحف بطيئا في سلسلة متصلة من أحداث صغيرة تتراكم لتصبح ازمة كبيرة فيتم تأخير المخصصات، ويتم الغاء تدريبات الطيارين فجأة، ويتم تأخير التزويد بأجزاء التخليص، وتكون محاولة لشراء شركات امريكية أو تكنولوجية لا توافق عليها السلطة الامريكية لاسباب مختلفة تتعلق بالأمن القومي في ظاهر الامر. لا اعتراض على ان الالتزام الامريكي بأمن اسرائيل واستمرار وجودها لن يتغير في كل ما يتعلق بالأخطار الوجودية عليها. فالولايات المتحدة لن تجعل اسرائيل رهينة بسبب افعال نتنياهو في كل ما يتعلق بوجود اسرائيل لكنها ستكون كتفا باردة في كل ما عدا ذلك.