خبر « الفيس بوك ».. تعلم كيف تشتم الآخرين..!!

الساعة 09:15 ص|08 نوفمبر 2012

غزة (خـاص)

مما لا شك فيه أن الخلافات السياسية القائمة ألقت بظلالها على كافة مناحي الحياة في الأراضي الفلسطينية، انعكس سلباً على حياة المواطنين الذين باتوا يشعرون بخيبات أمل متتالية نظراً لتقاعس كافة القيادات عن تحقيق تقدم ايجابي على صعيد المصالحة الوطنية التي من الممكن أن تسهم في حلول للمشاكل التي يتعرض لها الفلسطينيون.

وعلى الرغم من أن الفلسطينيين باتوا لا يكترثون لأمر المصالحة كثيراً، ولا يتحدثون عنها إلا القليل، إلا أن حياتهم الاجتماعية باتت متأثرة تماماً بهذه الخلافات السياسية وهو مايظهر جلياً في كافة أماكن تواجده، في حياته العادية، وعلى صفحات الانترنت والمواقع الاجتماعية كالفيس بوك والتويتر وبرامج المحادثة المختلفة.

ولا تخلُ صفحات الفيس بوك ومواقع المحادثات من خلافات واشكاليات متعددة حول العديد من القضايا أبرزها "فتح وحماس" والانتقادات والاتهامات المتبادلة في العديد من القضايا التي تهم المواطنين، فيما يتجاهل الكثيرون الحديث عن القضية الفلسطينية والانتهاكات التي يتعرف لها الفلسطينيون لإيصال رسالة للعالم بما يتعرض له الفلسطينيون كون هذه الصفحات أوسع انتشاراً وتصل للملايين في العالم.

الناشط والمدون خالد الشرقاوي أكد في حديثه "لوكالة فلسطين اليوم"أن الفيس بوك أحياناً لسوء استخدامه يؤجج الساحة الفلسطينية بين الشبان والناشطين على الصفحات الاجتماعية.

وقال الشرقاوي :"الفيس بوك كغيره من الوسائل ذو حدين ولكن أحياناً يغلب على الشباب الفلسطيني في بعض المواقف نتيجة النعرات الحزبية استخدامه استخداماً خاطئاً في نشر بعض الصور والفيديوهات والتعليق عليها بالسلبية المطلقة التي تفتقد إلى آداب الحوار".

وأضاف:"أحيانا يستخدم لتعزيز فكرة أو موقف طرف ضد طرف أخر وهو الأمر الذي يفهم على صعيد التدوينات الإعلامية بالخطأ".

ووجه الشرقاوي نصحه لمجتمع وجمهور الفيس بوك ومواقع التواصل الاجتماعية بضرورة التحلي بأدب الحوار مع الطرف الأخر واستخدام الفيس بوك بما ينفع القضية الفلسطينية وما يعمل لصالح الوحدة ونبذ الانقسام.

ولفت إلى أنه من الضروري أن يكون صفحات الفيس بوك مرتعاً وصورة حضرية للجمهور الفلسطيني وإظهار وتجسيد الوحدة على الصفحات، مطالباً الشباب الفلسطيني على صفحات الفيس بوك بضرورة تشكيل مجموعات وصفحات هدفها الأول الوحدة الفلسطينية.

وأوضح أن هناك مجموعات شبابية وتجارب فردية على صفحات الفيس بوك تعمل بشكل جاد لنبذ الخلاف وتجسيد الوحدة الفلسطينية.

لبنى عطاونة من مدينة قلقيلية بالضفة المحتلة، اعتبرت لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن الفلسطينيين جميعاً، يشاركون في الانقسام فصفحات الفيس بوك باتت تحمل الكثير من الإساءة للقضية الفلسطينية بطريقة طرح القضايا، حيث الشتم والسب واتهام الآخرين، وهو الأمر الذي يترك انطباعاً سيئاً لدى الآخرين.

وأشارت، إلى أن أي قضية صغيرة حتى وإن كانت اجتماعية باتت تتحول لقضية كبيرة وفي النهاية يكون سببها الانقسام الحاصل بين الضفة المحتلة، والتي يتناسى الكثيرون الانتهاكات التي تحدث بها، وبين غزة العالقة في ظلمة حالكة.

الطالب خالد سعد الله من مخيم الشاطئ بمدينة غزة، رأى أن الفلسطينيين لا يستثمرون فوائد الفيس بوك بطريقة جيدة، على الرغم من هذه المواقع استطاعت أن تغير حكومات، ولكن في فلسطين، فهي عززت الانقسام وأحدثت مزيداً من الخلافات حتى في مناقشة قضية ما، وبات التشكيك وقذف الآخرين هو السمة الغالبة.

سعد الله نوه في حديثه لــ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"إلى أن مايحدث على صفحات الفيس بوك للفلسطينيين لا يقترب إلى الدفاع عن القضية الفلسطينية برمتها، حيث باتت المشاكل الداخلية هي التي تحركه بشكل كبير.

وأضاف سعد الله، أن المشكلة تكمن في أن هذه الصفحات تصل إلى أعداد كبيرة من العرب والعالم الغربي، الأمر الذي يقلل من التضامن الواسع مع القضية الفلسطينية، وكثيراً ما نجد أشخاص من بلاد أخرى يعلقون على تلك المشاكل بدعوة الفلسطينيين للاهتمام بالمسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية، والأسرى.

وتتصدر مواقع التواصل الاجتماعي الأزمات السياسية والأحداث التي تجري على الساحة، حيث يبدأ الفلسطينيون بتناولها كالقضايا الأخيرة التي كانت تتصدر الإعلام أبرزها تصريحات الرئيس محمود عباس، والاعتداء على مسيرة نسوية ومنع بعض الصحفيين من السفر، وهي مواضيع أحذت طابع الحدة في المناقشة لم تخلُ من الاتهامات.

الناشط بدر كراجة، دعا في حديثه لــ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"جميع المثقفين الفلسطينيين المهتمين بهذه المواقع الاجتماعية، للعمل سوياً من أجل خلق حالة من الضغط باتجاه حل المشكلات الفلسطينية وتعزيز التضامن معها، ورفض كافة أشكال الانقسام وليس تعميقه.

وطالب بضرورة تشكيل مجموعات توعية عبر الفيس بوك وكل المواقع الاجتماعية من أجل الدعوة لاستثمار هذه الصفحات لصالح القضية الفلسطينية، ومناقشتها بشكل محترم بعيداً عن إحداث إشكاليات جديدة بدلاً من حلها.