خبر الاجتماعي المزيف.. هآرتس

الساعة 12:55 م|06 نوفمبر 2012

بقلم: نحاميا شترسلر

(المضمون: يريد بنيامين نتنياهو وحزبه الليكود عودة موشيه كحلون الى صفوف الليكود لأن اعتزاله من الليكود يحرج الحزب الذي يدعي الدفاع دائما عن حقوق اليهود الشرقيين - المصدر).

"عُد يا أبراشا الى البيت"، صرخ رئيس الوزراء اسحق شمير في كانون الثاني 1990 بصوت مرتجف. فقد خشي ان يُسقطه اعتزال عضو الكنيست ابراهام شرير من الليكود عن كرسيه، وتعلمون ان السلطة هي الهدف الأعلى حتى عند شمير.

يتكرر التاريخ: "يا كحلون عُد الى البيت"، توسل بنيامين نتنياهو بصوت متأثر قبل بضعة ايام ومعه جميع مسؤولي الليكود الكبار. لا تتركنا، قال له اعضاء الكنيست باستكانة؛ سنعطيك كل ما تطلب: هل تريد ان تكون وزير المالية؟ نحن موافقون. هل تريد ان تكون نائب رئيس الوزراء؟ نحن موافقون. هل تريد المكان الثالث من غير انتخابات تمهيدية؟ يوجد ما يمكن التحدث فيه، لكن لا تتركنا لأننا نعشق السلطة جدا.

يقول موشيه كحلون انه خائب الأمل من نتنياهو لكن نتنياهو ايضا خائب الأمل منه، فنتنياهو غاضب على كحلون لأنه عرض نفسه بأنه "الاجتماعي الطيب" في حين دُفع نتنياهو الى خانة "الشرير الكبير" الذي هدفه كله هو القضاء على الفقراء وتقوية الأغنياء. من السهل جدا ان تكون "اجتماعيا طيبا". يجب ان تطلب زيادات طول الوقت وان تكون مؤيدا لميزانية أكبر، ويجب ان تعطي كل وزارة وكل مجموعة ضغط، ويجب ان تؤيد زيادة الأجور لكل طالب ويجب ان تؤيد زيادة المخصصات وتوسيع الهبات للمدن والقرى، وزيادة الدعم والتخفيض – من غير ان تأخذ في حسابك الى أين يفضي كل ذلك.

اذا سألت اجتماعيا مزيفا كهذا من أين سيأتي المال فسينظر اليك بعينين دهشتين قائلا ليست هذه مشكلتي. انها مشكلة الاقتصاديين في وزارة المالية وهي مشكلة رئيس الوزراء فليعالج ذلك وليجد مصادر فأنا لا أفهم سوى جانب النفقات.

كان كحلون اجتماعيا مزيفا كهذا. وقد أحسن ايضا ركوب موجة نجاح الاصلاح في الهواتف المحمولة لكنه كان اصلاحا طفيفا. فلا توجد هناك لجنة ولا يوجد تمثيل في الانتخابات التمهيدية. فلنراه يحارب مؤيدا الاصلاحات الضرورية في شركة الكهرباء وفي الموانيء وفي المطارات حيث توجد لجان قوية وتمثيل جليل في الانتخابات التمهيدية في الليكود.

لو أن يد الاجتماعيين المزيفين كانت هي العليا لا سمح الله، لأفلسنا اليوم ولوقعنا في ازمة شديدة ولعانينا خفض تدريج الاعتماد وبطالة جماعية ومظاهرات ضخمة لكل اولئك الذين عاشوا أمس فقط في عالم الأحلام الذي ابتدعه لهم الاجتماعيون المزيفون. وانظروا الى اليونان مع نسبة بطالة تبلغ 25 في المائة والى اسبانيا مع نسبة بطالة تبلغ 26 في المائة.

دخل كحلون في الوعي العام في 2006 حينما فاز بالمكان الاول في انتخابات الليكود التمهيدية وحصل على منصب رئيس اللجنة الاقتصادية. فاتجه فورا الى عمل التقسيم لأن هذا هو الأسهل. فهكذا يحبك الجمهور من غير ان يفهم ان هذه هي الطريق الى الهاوية. وفي 2009 تم تعيينه وزيرا واستمر في طريقة التقسيم في جد. فقد أيد كحلون جميع المطالب التي أُثيرت في الحكومة لزيادة النفقات، وحينما تبين في مطلع هذا العام انه هناك حاجة لتقليصات في الميزانية قال ان الحكومة لا يجب ان تعيد الديون بل ان "تُغرق الدولة بالمال" كما هي الحال في اليونان حقا.

في تموز 2012 حينما جيئت الحكومة باقتراح قرار رفع الضرائب بـ 14 مليار شيكل كي لا تُدفع الى عجز مالي خطير، عارض كحلون ذلك. فما الذي يهمه؟ فالقرار سيجتاز في الحكومة من غيره ايضا وقد أنقذ هو نفسه؛ فهو أيد زيادة النفقات وعارض رفع الضرائب ايضا، فهو اذا أفضل الناس في العالم. فلو كان في اليونان لانتخبوه رئيس وزراء.

وفي النهاية وبعد أن أصاب الجهاز السياسي كله بالجنون استقر رأي كحلون على عدم المشاركة في المعركة الانتخابية الحالية. لكنهم في الليكود يراودونه مع كل ذلك لأن الليكود دُفع الى الشرك الطائفي. فهو حزب يرى نفسه المُخلص الأكبر لليهود الشرقيين. لكن نتنياهو عيّن شرقيين اثنين فقط من بين 15 وزيرا في الحكومة هما سلفان شالوم وكحلون، ومن غير كحلون سيبقى واحد فقط، وهذه كارثة انتخابية لأن هذا ما سيُشهِّر به بالضبط ناس شاس وحزب العمل وسائر الاحزاب التي تلعب على الوتر الاجتماعي.

لهذا يريد نتنياهو جدا عودة "الولد من أولغا"، كما سماه ذات مرة. وهو ايضا من أصل ليبي وولد في بلدة تطوير وهو بسّام ويُعد اجتماعيا ايضا برغم أنه اجتماعي مزيف.